السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

لماذا أصبحت ميادة الحناوي خطر علي الأمن العام

الجمعة 15/سبتمبر/2023 - 01:57 م

كانت ليلة ينتظرها الملايين من عشاق هذه الفنانة عندما إجتمع الملايين أمس في حفلات موسم الرياض حفلة الزمن الجميل ليسمعوا و يستمتعوا بمطربة الجيل ميادة الحناوي لأول مرة في السعودية و بعد غياب طويل عن الحفلات العامة وقوبل ظهور ميادة الحناوي في الحفلة بآراء متباينة ما بين الحنين لها و التعاطف معها كونها في غير لياقتها الفنية.

ولكن بمجرد سماع صوتها تأخذني الذكريات بل أجمل الذكريات هي من نعرفها من صوتها الآخاذ بنبراته الرقيقة و إحساسه العالي ميادة الحناوي هذا الصوت الذي عشنا معه و به أغاني لامست مشاعرنا و أحساسنا و عبرت عن كثير لا نستطيع أن نفصح عنه " الحب اللي كان "، " أنا بعشقك "، " مش عويداك " " فاتت سنة "، " نعمة النسيان " " سيبولي قلبي " " هي الليالي كده "، " مهما يحاولوا يطفوا الشمس ".


كل هذه الأغنيات و أكثر عاشت بنا مع صوت ميادة الدافئ المختلف عن غيره من الأصوات ولكن وراء كل صوت حكاية و قد تكون حكايات فما هي الحكاية التي كانت وراء هذا الصوت الساحر.

 

الكثير يعتقد أن الموسيقار بليغ حمدي هو من اكتشفها و قدمها للساحة الفنية ولكن هذا غير صحيح.

 

بداياته كانت مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي رآها أول أثناء الصيف في سوريا وهي تغني أغنية " لسه فاكر " و أعجب بصوتها أعجابا جعله يعرض عليها أن تأتي إلي مصر و يتعهد بها و يقدمها للناس بشكل فني كبير وبالفعل جاءت إلي مصر مع أشقائها عثمان و فاتن و علي عام 1977 و ظلت سنتين تتلمذ علي يد محمد عبد الوهاب و يعرفها علي الوسط الفني و الأوساط الثقافية و الإجتماعية حتي أصبحت حديث الساعة وأصبح عبد الوهاب لا يجعلها تفعل شئ هنا أو هناك إلا بإذن منه كما لو كان والدها و هذا لم يفعله عبد الوهاب مع أحد طيلة حياته الفنية.


مما أثار غيرة و غضب زوجته السيدة نهلة القدسي التي أشعلت نار الغيرة من ناحية و حبها لفن و قيمة و قامة و سمعة محمد عبد الوهاب الفنان الكبير من ناحية أخرى فذهبت باكية للسيدة جيهان السادات و عرضت عليها الأمر فطلبت جيهان السادات من وزير الداخلية آنذاك النبوي إسماعيل أن يرحل ميادة الحناوي لبلدها بلا رجعه حرصاً منها علي مكانة و قيمة و إسم محمد عبد الوهاب الذي يمثل جزء هام من تاريخ و إسم مصر.


وبالفعل في أقل من 24 ساعة صدر قرار وزاري بترحيل ميادة الحناوي من مصر إلى لبنان ثم إلي دمشق ثم إلي حلب هي وحدها دون إخواتها وقام أحد الضباط بإستدعائها لمكتب الجوزارت و الهجرة وهي كانت ضيفة عند فايزة أحمد و زوجها محمد سلطان علي الغذاء و ذهبت للمكتب وحدها و عرضوا عليها القرار الذي أبكاها و أنهارت و لكن لا جدوي من ذلك و الأدهي أنهم لم يسمحوا لها حتي بالذهاب إلى بيتها و إحضار شنط سفرها.
وعندما ارادات فايزة أحمد أن تعرف ما سبب ماحدث قيل لها من أحد رجال نقابة الموسيقيين حرصا علي سلامة أمن مصر.

 
والكل وقتها فطن أن نهلة القدسي بذكاءها أرادت أن تبعد ميادة الحناوي عن طريق زوجها محمد عبد الوهاب بحجة أنه ثروة قومية وأي مساس بسمعته الشخصية يؤثر علي الأمن العام خاصة أن الرئيس محمد أنور السادات يحبه و يقدره إلي جانب علاقة الصداقة بين السيدة جيهان السادات بنهلة القدسي.

 

وخرجت ميادة من مصر تبكي دما وليس دموع و صممت أن تعود إلي مصر وهي الاقوي و الأهم في مطربات العالم العربي في زمنها وقد كان ففي أقل من ثلاثة سنوات أصبحت ميادة الحناوي بمساعدة بليغ حمدى أهم مطربة عربية في مطلع الثمانينات وكانت شرائط الكاسيت لاغانيها تنتج خارج مصر و تباع في مصر و تحقق أعلي مبيعات حتي أصبح إسمها أيقونة للعاشقين و المحبين بل ومعظم من ولد من الإناث في ذلك الوقت كان يسمي " ميادة " فلم يعرف المصريين إسم ميادة إلا من خلالها.

وجاءت إلي مصر  بعد ما ذاع صيتها و غطت شهرتها الأفق و غنت و أبدعت و تسابق عليها كبار الملحنين و مؤلفي الأغاني حتي أصبحت أحد أهم علامات الغناء العربي.