الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

في ذكرى ميلاد أبو ضحكة جنان "إسماعيل ياسين".. تزوج 3 مرات وعاش يتيم الأم ودخل والده السجن.. عمل صبي بقهوة بلدي.. كون ثلاثيًا مع الأبياري وفطين عبد الوهاب

الثلاثاء 15/سبتمبر/2020 - 11:26 م
إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين


تحل اليوم 15 سبتمبر ذكرى ميلاد الكوميديان المصري الأشهر على ‏الإطلاق، إسماعيل ياسين، المُلقب بـ "أبو ضحكة جنان"، الذي استطاع ‏أن يرسم الضحكة على وجوه الملايين، برغم كل ما شهده من ظروف ‏قاسية، وما غمره من حزن، ومعاناة لم يُعلِم بها أحد، بل تظاهر بعكس ما ‏يشعر به ليستمر في إضحاك الناس، في حين أنه كان يتألم بمفرده.‏

وفي التحقيق التالي سنركز على أهم المحطات في حياة نجم الكوميديا؛ ‏تكريماً له.‏

نشأته



ولد إسماعيل ياسين في محافظة السويس في 15 سبتمبر عام 1912،  ‏تُوفيت والدته عندما كان طفلا، والتحق بأحد الكتاتيب، ثم بعدها انتقل إلى ‏المدرسة واستمر بها حتى الصف الرابع الإبتدائي.‏

طفولته الشاقة



عاش إسماعيل يتيم الأم، وأفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء ‏إنفاقه، ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، فاضطر الفتى للعمل ‏مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه منذ ‏صغره.‏

وهجر بعد ذلك بيته خوفاً من بطش زوجة أبيه، وعمل مناديا للسيارات ‏بأحد مواقف السويس، ثم اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينيات من القرن ‏الماضي حيث كان يبلغ 17 عاما.‏

عمل صبياً في أحد المقاهي بشارع محمد علي وأقام بالفنادق الصغيرة ‏الشعبية، وظل يتنقل من وظيفة لآخرى.‏

حياته العاطفية



لم يكن إسماعيل ياسين موفقاً في بداية حياته العاطفية، حيث مر بعلاقات ‏فاشلة، وتزوج ثلاثة مرات، واستكمل حياته مع زوجته الأخيرة.‏

الزوجة الأولى

تزوج ياسين للمرة الأولى بـ "سعاد وجدي"، وانفصل عنها بعد شهرين ‏فقط من زواجهما، بسبب خيانتها له، وكان تعرضه للخيانة أولى ‏الصدمات العاطفية بحياته.‏

الزوجة الثانية

كانت الزوجة الثانية "ثريا حلمي" هي الحب الأول في حياة لإسماعيل ‏ياسين، حيث كان يحبها قبل زواجه من "سعاد وجدي"، وكانت تعمل معه ‏في نفس الفرقة، وكانت تقاليد العمل تمنع زواج اثنين من الفرقة حفاظًا ‏على سير العمل، إلا أنه تزوجها بعد انفصاله عن زوجته الأولى، ثم  ‏انفصل عنها بعد أسبوع من الزواج بعدما أرهقته بمطالبها المالية. ‏

الزوجة الثالثة

كانت "فوزية" الزوجة الثالثة والأخيرة لإسماعيل، حيث استطاعت أن ‏تفك عقدته من الزواج بعد فشله بالتجربتين السابقتين، ليتزوجها وينجب ‏منها ولد واحد، واستمرت علاقتهما إلى وقت رحيله.‏

ياسين إسماعيل ياسين



ورث المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين ابن إسماعيل ياسين الذي ‏أنجبه من زوجته الثالثة، حب والده للفن، فأخرج العديد من الأفلام، ‏وشارك بالتمثيل مرة واحدة في طفولته في فيلم إسماعيل يس بوليس ‏حربي، من بطولة والده
وانشغل ياسين قبل أكثر من عام من وفاته بـ "مسلسل إسماعيل ياسين"، ‏الذي يجسد السيرة الذاتية لأبيه، ورشح لبطولته الفنان أشرف عبد الباقي ‏وعرض المسلسل في شهر رمضان عام 2009.‏

شغفه بالموسيقى



عشق إسماعيل ياسين الموسيقى منذ نعومة أظافره، خاصة أغنيات ‏الموسيقار محمد عبد الوهاب، وظل يحلم بأن يصبح ‏مطرباً منافساً له في ‏صغره.‏

واشتغل في فن المونولوج فترة طويلة مع فرقة بديعة مصابني في ‏الملهى، حتى أصبح يلقيه في الإذاعة وكان يأخذ مبلغ 4 جنيهات نظير ‏المونلولوج الواحد للتأليف، والتلحين، وكان من يؤلف مونولوجاته ‏صديق عمره "أبو السعود الإبياري".‏

بداياته في السينما



دخل إسماعيل ياسين السينما في عام 1939، وكان أول فيلم له "خلف ‏الحبايب"، عندما اختاره "فؤاد الجزايرلى"؛ ليشارك فيه.‏
وقدم إسماعيل العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني، ومن أشهرها في ‏تلك الفترة (علي بابا والأربعين حرامي)، و(نور الدين والبحارة الثلاثة)، ‏و(القلب له واحد)، ويصل عدد الأفلام التي قدمها إسماعيل ياسين في حياته إلى 166 فيلم.‏

البطولة المطلقة



جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه "أنور وجدي"، فاستعان به في معظم ‏أفلامه في عام 1944، ثم أنتج له أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) ‏عام 1949.‏

وعاش إسماعيل عصره الذهبي منذ عام 1952، حتى عام 1954؛ حيث ‏استطاع أن يكون نجماً لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، كما مثل ‏‏16 فيلماً في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر. ‏

وانهالت عليه عروض المنتجين بعد أن استطاع جذب الجماهير إليه ‏بطريقته الخاصة، ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى ‏وصل للقمة.‏

سلسة أفلام باسمه



كوّن إسماعيل، وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد ‏الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية، ويذكر أن  ‏‏30% من الأفلام التي قدمها إسماعيل كان وراءها المخرج فطين عبد ‏الوهاب.‏

فانتجت له عدة أفلام باسمه بعد ليلى مراد، وكان معظم تلك الأفلام من ‏تأليف أبو السعود الإبياري، ومنها: (إسماعيل ياسين في متحف الشمع - ‏إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ‏ياسين في البوليس - إسماعيل ياسين في الطيران - إسماعيل ياسين في ‏البحرية - إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين - إسماعيل ياسين ‏طرزان - إسماعيل ياسين للبيع).‏

ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بـ "الشاويش ‏عطية"، حيث كانت مشاهدهما، - ومازلت - محطة هامة في تاريخ ‏الكوميديا، والتي يستمتع بها الجمهور؛ بسبب المفارقات العجيبة ‏والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض، كما ‏شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي. ‏

المسرح



عمل إسماعيل ياسين، وشريكه أبو السعود الإبياري بالمسرح، بعد أن ‏استعانوا بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم، ‏مثل: (السيد بدير - محمد توفيق - عبد المنعم مدبولي - نور الدمرداش).‏

‏ كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار النجوم، أمثال: ‏‏(عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا)، ‏وغيرهم.‏

وقدّم نجم الكوميديا للمسرح 60 مسرحية سُجلت جميعها للتليفزيون، ‏ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا ‏فصلين من مسرحية "كل الرجالة كده"، وفصل واحد من مسرحية أخرى، ‏وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد. ‏

إسماعيل ياسين الفرنسي



لاحظ كثيرون الشبه الكبير بين إسماعيل ياسين، والكوميديان الفرنسي ‏‏"فرنانديل"، ويُقال أن إسماعيل كان يقلد فرنانديل سواء عن قصد، أو ‏غير قصد، ومازالت إمبراطورية إسماعيل ياسين موضع شك، لظن ‏الناس أنه بناها على حِس فرنانديل، كما أن فرنانديل كان على علم بتقليد ‏إسماعيل له؛ حيث بلغته الفنانة تحية كاريوكا التي كانت تمثل مع ‏فرنانديل بفرنسا في فترة من فترات حياتها.‏

نهايته



تعثرت مسيرة إسماعيل ياسين الفنية في العقد الأخير من حياته، فشهد ‏عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجياً؛ لهذه الأسباب: ‏أصابه مرض بالقلب؛ مما أثر على نشاطه الفني، وابتعد عن الساحة ‏الفنية.‏
وكان للدولة دور في توقف نشاطه، حيث بدأت تدخل في الإنتاج الفني في ‏فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون.‏
ومن أسباب تراجع مستواه الفني أيضاً؛ أنه كان يعتمد اعتماد شبه كلي ‏على صديق عمره أبو السعود الإبياري، في تأليف جميع أعماله، مما ‏جعله يكرر نفسه في السينما، والمسرح (على سبيل المثال فيلم المليونير، ‏وزوج بالإيجار).‏
وابتعد عن تقديم المونولوج في أعماله الأخيرة، والذي كان يجذب ‏الجمهور إلى فنه.‏

وفاته



توفى إسماعيل ياسين في 24 مايو 1972؛ إثر أزمة قلبية حادة، قبل أن ‏يستكمل تمثيل دوره الأخير، والصغير في فيلم بطولة نور الشريف، فيما ‏كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه.‏