في ذكرى ميلاد أبو ضحكة جنان "إسماعيل ياسين".. تزوج 3 مرات وعاش يتيم الأم ودخل والده السجن.. عمل صبي بقهوة بلدي.. كون ثلاثيًا مع الأبياري وفطين عبد الوهاب
الثلاثاء 15/سبتمبر/2020 - 11:26 م
تحل اليوم 15 سبتمبر ذكرى ميلاد الكوميديان المصري الأشهر على الإطلاق، إسماعيل ياسين، المُلقب بـ "أبو ضحكة جنان"، الذي استطاع أن يرسم الضحكة على وجوه الملايين، برغم كل ما شهده من ظروف قاسية، وما غمره من حزن، ومعاناة لم يُعلِم بها أحد، بل تظاهر بعكس ما يشعر به ليستمر في إضحاك الناس، في حين أنه كان يتألم بمفرده.
وفي التحقيق التالي سنركز على أهم المحطات في حياة نجم الكوميديا؛ تكريماً له.
نشأته
ولد إسماعيل ياسين في محافظة السويس في 15 سبتمبر عام 1912، تُوفيت والدته عندما كان طفلا، والتحق بأحد الكتاتيب، ثم بعدها انتقل إلى المدرسة واستمر بها حتى الصف الرابع الإبتدائي.
طفولته الشاقة
عاش إسماعيل يتيم الأم، وأفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء إنفاقه، ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، فاضطر الفتى للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه منذ صغره.
وهجر بعد ذلك بيته خوفاً من بطش زوجة أبيه، وعمل مناديا للسيارات بأحد مواقف السويس، ثم اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي حيث كان يبلغ 17 عاما.
عمل صبياً في أحد المقاهي بشارع محمد علي وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، وظل يتنقل من وظيفة لآخرى.
حياته العاطفية
لم يكن إسماعيل ياسين موفقاً في بداية حياته العاطفية، حيث مر بعلاقات فاشلة، وتزوج ثلاثة مرات، واستكمل حياته مع زوجته الأخيرة.
الزوجة الأولى
تزوج ياسين للمرة الأولى بـ "سعاد وجدي"، وانفصل عنها بعد شهرين فقط من زواجهما، بسبب خيانتها له، وكان تعرضه للخيانة أولى الصدمات العاطفية بحياته.
الزوجة الثانية
كانت الزوجة الثانية "ثريا حلمي" هي الحب الأول في حياة لإسماعيل ياسين، حيث كان يحبها قبل زواجه من "سعاد وجدي"، وكانت تعمل معه في نفس الفرقة، وكانت تقاليد العمل تمنع زواج اثنين من الفرقة حفاظًا على سير العمل، إلا أنه تزوجها بعد انفصاله عن زوجته الأولى، ثم انفصل عنها بعد أسبوع من الزواج بعدما أرهقته بمطالبها المالية.
الزوجة الثالثة
كانت "فوزية" الزوجة الثالثة والأخيرة لإسماعيل، حيث استطاعت أن تفك عقدته من الزواج بعد فشله بالتجربتين السابقتين، ليتزوجها وينجب منها ولد واحد، واستمرت علاقتهما إلى وقت رحيله.
ياسين إسماعيل ياسين
ورث المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين ابن إسماعيل ياسين الذي أنجبه من زوجته الثالثة، حب والده للفن، فأخرج العديد من الأفلام، وشارك بالتمثيل مرة واحدة في طفولته في فيلم إسماعيل يس بوليس حربي، من بطولة والده
وانشغل ياسين قبل أكثر من عام من وفاته بـ "مسلسل إسماعيل ياسين"، الذي يجسد السيرة الذاتية لأبيه، ورشح لبطولته الفنان أشرف عبد الباقي وعرض المسلسل في شهر رمضان عام 2009.
شغفه بالموسيقى
عشق إسماعيل ياسين الموسيقى منذ نعومة أظافره، خاصة أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب، وظل يحلم بأن يصبح مطرباً منافساً له في صغره.
واشتغل في فن المونولوج فترة طويلة مع فرقة بديعة مصابني في الملهى، حتى أصبح يلقيه في الإذاعة وكان يأخذ مبلغ 4 جنيهات نظير المونلولوج الواحد للتأليف، والتلحين، وكان من يؤلف مونولوجاته صديق عمره "أبو السعود الإبياري".
بداياته في السينما
دخل إسماعيل ياسين السينما في عام 1939، وكان أول فيلم له "خلف الحبايب"، عندما اختاره "فؤاد الجزايرلى"؛ ليشارك فيه.
وقدم إسماعيل العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني، ومن أشهرها في تلك الفترة (علي بابا والأربعين حرامي)، و(نور الدين والبحارة الثلاثة)، و(القلب له واحد)، ويصل عدد الأفلام التي قدمها إسماعيل ياسين في حياته إلى 166 فيلم.
البطولة المطلقة
جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه "أنور وجدي"، فاستعان به في معظم أفلامه في عام 1944، ثم أنتج له أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) عام 1949.
وعاش إسماعيل عصره الذهبي منذ عام 1952، حتى عام 1954؛ حيث استطاع أن يكون نجماً لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، كما مثل 16 فيلماً في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.
وانهالت عليه عروض المنتجين بعد أن استطاع جذب الجماهير إليه بطريقته الخاصة، ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.
سلسة أفلام باسمه
كوّن إسماعيل، وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية، ويذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها إسماعيل كان وراءها المخرج فطين عبد الوهاب.
فانتجت له عدة أفلام باسمه بعد ليلى مراد، وكان معظم تلك الأفلام من تأليف أبو السعود الإبياري، ومنها: (إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس - إسماعيل ياسين في الطيران - إسماعيل ياسين في البحرية - إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين - إسماعيل ياسين طرزان - إسماعيل ياسين للبيع).
ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بـ "الشاويش عطية"، حيث كانت مشاهدهما، - ومازلت - محطة هامة في تاريخ الكوميديا، والتي يستمتع بها الجمهور؛ بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض، كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.
المسرح
عمل إسماعيل ياسين، وشريكه أبو السعود الإبياري بالمسرح، بعد أن استعانوا بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم، مثل: (السيد بدير - محمد توفيق - عبد المنعم مدبولي - نور الدمرداش).
كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار النجوم، أمثال: (عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا)، وغيرهم.
وقدّم نجم الكوميديا للمسرح 60 مسرحية سُجلت جميعها للتليفزيون، ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا فصلين من مسرحية "كل الرجالة كده"، وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد.
إسماعيل ياسين الفرنسي
لاحظ كثيرون الشبه الكبير بين إسماعيل ياسين، والكوميديان الفرنسي "فرنانديل"، ويُقال أن إسماعيل كان يقلد فرنانديل سواء عن قصد، أو غير قصد، ومازالت إمبراطورية إسماعيل ياسين موضع شك، لظن الناس أنه بناها على حِس فرنانديل، كما أن فرنانديل كان على علم بتقليد إسماعيل له؛ حيث بلغته الفنانة تحية كاريوكا التي كانت تمثل مع فرنانديل بفرنسا في فترة من فترات حياتها.
نهايته
تعثرت مسيرة إسماعيل ياسين الفنية في العقد الأخير من حياته، فشهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجياً؛ لهذه الأسباب: أصابه مرض بالقلب؛ مما أثر على نشاطه الفني، وابتعد عن الساحة الفنية.
وكان للدولة دور في توقف نشاطه، حيث بدأت تدخل في الإنتاج الفني في فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون.
ومن أسباب تراجع مستواه الفني أيضاً؛ أنه كان يعتمد اعتماد شبه كلي على صديق عمره أبو السعود الإبياري، في تأليف جميع أعماله، مما جعله يكرر نفسه في السينما، والمسرح (على سبيل المثال فيلم المليونير، وزوج بالإيجار).
وابتعد عن تقديم المونولوج في أعماله الأخيرة، والذي كان يجذب الجمهور إلى فنه.
وفاته
توفى إسماعيل ياسين في 24 مايو 1972؛ إثر أزمة قلبية حادة، قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير، والصغير في فيلم بطولة نور الشريف، فيما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه.