أم كلثوم ترفع علم الإمارات العربية مع الشيخ زايد معلنة قيام دولة الإمارات
من المعروف حب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لمصر وهذا الحب مثبت بأدلة قاطعة حاسمة بداية بأستعانة الشيخ زايد بالمهندس المصري عبد الرحمن مخلوف في أنشاء مدينة أبوظبي ثم دبي وكذا الحال مع أعمار الامارات العربيه المتحده من خلال العمالة المصرية حتي عندما أكتمل البناء وأصبحت هناك دولة الإمارات العربية المتحدة أراد الشيخ أن يقول للعالم كله بهذا فلم يبحث عن الأمراء و الملوك والرؤساء أو حتي رجال السياسة أو الإعلام أو الاعمال بل هداه تفكيره السيدة أم كلثوم التي بصوتها تستطيع أن تقول ما لم و لن يفعله الامراء و الملوك و السلاطين وقد كان.
الشيخ زايد يوسط السادات بينه وبين أم كلثوم
وكان قدوم أم كلثوم إلى أبوظبي كان حدثا موسيقيا وغنائيا استثنائيا إلى أنه في الزيارة الأخيرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى مصر، والتي كان يرأسها آنذاك الرئيس محمد أنور السادات أبريل 1971 أوفد مانع سعيد العتيبة وزير البترول والصناعة، وعبدالمنعم الملواني المستشار الصحفي لولي العهد الشيخ خليفة إلى سيدة الغناء العربي أم كلثوم لزياراتها فى منزلها والتباحث معها لإحياء حفل غنائي في أبوظبي، بمناسبة الأعياد الوطنية، التي شملت عيد الجلوس الخامس للشيخ زايد وبشائر ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة وبالفعل رحبت السيدة أم كلثوم بهذه الزيارة وقالت إنها لو لم تكن في ظروف صحية حرجة لذهبت بنفسها لأستقبال الشيخ زايد عند وصوله لأرض مصر هذا وقد أستعان الشيخ زايد بوساطة الرئيس السادات لموافقة أم كلثوم لإحياء الحفل.
وبعد عودة الشيخ زايد إلى أبوظبي إثر زيارته الرسمية لمصر، أرسل رسالة الدعوة الخاصة إلى السيدة أم كلثوم، وقد حملها الملواني، وكان نص الدعوة يشمل تقديرا كبيرا لفنانة عربية راقية ساهمت في النهضة العربية الفنية والحضارية، وفنانة وطنية غنت لآمال وآلام بلادها وأمتها، وكان ذلك واضحا في جهودها لإحياء حفلات غناء في مختلف دول العالم، بحيث يعود ريعها لدعم المجهود المصري الحربي، بعد العدوان الإسرائيلي في الخامس من يونيو عام 1967 وجاء نص الدعوة
وهذا نص الرسالة.
رسالة الشيخ زايد السيدة أم كلثوم
"حضرة السيدة الفاضلة كوكب الشرق أم كلثوم المحترمة، بعد التحية إنه لمن دواعي سرورنا دعوة سيدة الغناء العربي الأولى لزيارة أبوظبي للإطلاع عن معالمها عن كثب ومشاهدة ما حققته من إنجازات في فترة وجيزة، كما إنه سيكون مبعث فرح وسرور لنا أن نمتع الأذن بسماع الصوت الشجي والنغم الجميل، آملين أن يتاح لكم الوقت بالقيام بهذه الزيارة، وذلك بمناسبة العيد الوطني لبلادنا، متمنين لكم موفور الصحة، سائلين الله أن يوفقكم ويرعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. زايد بن سلطان حاكم أبوظبي ".
السيدة أم كلثوم أعلنت بعد قبولها الدعوة الكريمة وأنها ستبدأ موسمها الغنائي الشتوي لهذا العام في أبو ظبي، تحية منها للشيخ زايد.
إلاأن المسارح الموجودة في مدينة أبوظبي آنذاك كانت مسارح دور سينما وأكبر قاعة سينما كانت لا تتسع لأكثر من عدة مئات من المشاهدين وعشاق أم كلثوم بالآلاف، لذلك صدرت الأوامر لكي تقوم وزارة الدفاع بالتنسيق مع باقي الوزارات والدوائر لبناء مسرح مؤقت على أرض النادي الأهلي، الذي أصبح فيما بعد نادي الوحدة، وفي فترة قياسية لا تتعدى الثلاثة أسابيع أقيم المسرح الذي أعد لتكون طاقته الاستيعابية أربعة آلاف كرسي إلي أن ازداد عدد الوفود فزادات عدد المقاعد أيضاً حتي وصلت ستة آلاف وخمسمائة مقعد وبالرغم من ذلك كان عدد الوقوف كثير.
بالورود والزهور إستقبال أم كلثوم
و عندما حطت طائرة أم كلثوم في مطار أبوظبي في 26 نوفمبر 1971 كان في استقبال سيدة الغناء العربي العديد من الشخصيات الاماراتية المهمة على رأسهم الشيخ زايد بنفسه وكبار رجال دولة الإمارات العربية المتحدة وقد فتحت قاعة الشرف بمطار أبوظبي لأم كلثوم تكريما لها ولدورها الفني الريادي. ومن المطار انتقلت والوفد المرافق لها إلى مقر إقامتها في فندق العين بلاس وكان الجمهور يستقبل أم كلثوم بالورود.
وبعد وصولها وجهت أم كلثوم رسالة شكر في جريدة الاتحاد ساردة فيها عواطفها وانفعالاتها بالحفاوة التي استقبلت بها في مطار أبوظبي، قالت: "أوجه هذه التحية إلى عظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي وشعبه الكريم وأشكركم على الحفاوة التي قوبلت بها منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها إلى هذه الأرض العربية الغالية. ويزيد من سعادتي أنني قد جئت إلى أبوظبي في مناسبة عيد جلوس صاحب العظمة الشيخ زايد والاستعداد للإعلان عن قيام دولة الامارات العربية المتحدة الذي سوف تضيف إلى الأمة رصيدا جديدا من القوة والدعم. ونسأل الله القدير أن يحقق لنا العزة والنصر..
أم كلثوم.
احتشد الآلاف في مسرح وزارة الدفاع وكانت آلاف أخرى تحتشد مكتفية بالوقوف قرب المكان، واضطر رجال الأمن إلى إغلاق الأبواب في الساعة التاسعة والنصف. وقد امتلأ المسرح وفي مقدمته الشيخ زايد وولي عهده الشيخ خليفة وشيوخ آل نهيان والشيخ سلطان بن محمد القاسمي والشيخ حمد بن راشد النعيمي والعديد من شيوخ الإمارات.
غنت أم كلثوم "أغدا ألقاك" للشاعر السوداني الهادي آدم وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأغنية "الحب كله" كلمات أحمد شفيق كامل وألحان بليغ حمدي في اليوم الأول ثم أغنية"درات الأيام" كلمات مأمون الشناوي و ألحان محمد عبد الوهاب و أغنية" القلب يعشق كل جميل" كلمات بيرم التونسى و ألحان رياض السنباطي وكان عدد الحضور بتجاوز ستة آلاف هذا بخلاف الآلاف الاخرين الذين يستمعون لأم كلثوم خلف أسوار المسرح هذا وأمام كل هذه الوفود الرهيبة من جميع أنحاء العالم أضطرت أم كلثوم أن تحيي حفلتين اخرتين حفلة منهم خاصة بالملوك و الأمراء و الروساء و الوزراء وأسرهم الذين أتوا لها خصيصاً.
هذا وقد استقبل الشيخ زايد السيدة أم كلثوم في ديوانه بقصر المنهل وتبادل معها الأحاديث الودية إلي جانب أن قام معها بجولة لتري فيها دولة الإمارات العربية من خلال طائرة خاصة وكانت الحشود الهائلة مع أم كلثوم اينما كانت وقد قلد الشيخ زايد السيدة أم كلثوم بأول قلادة تمنحها دولة الإمارات العربية لأحد قلادة الشيخ زايد.أيضا في أثناء زيارة أم كلثوم لأبوظبي تمثل تقدير القيادة لها بمأدبة عشاء كبرى أقامتها الشيخة فاطمة بنت مبارك تكريما لأم كلثوم.
أم كلثوم تشهد رفع علم الإمارات العربية المتحدة
وتميز ختام زيارة أم كلثوم لأبو ظبي بحدث مهم وتوديع حار، أما الحدث فهو أن سيدة الغناء بعد نهاية حفلتها فى الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني بقيت فى ضيافة القيادة فى أبو ظبي لتشهد اليوم التاريخي والحدث السعيد الذي تمثل فى إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1972 وقد شهدت سيدة الغناء العربي أم كلثوم مراسم رفع العلم الاتحادى، وقدمت بعد ذلك التهنئة إلى الشيخ خليفة، وقالت له
"عقبال علم الوحدة العربية الكبرى".
وداع رسمي شعبي لأم كلثوم
أما التوديع الحار فكان بعد ذلك فى مطار أبو ظبي حيث قام بتوديع أم كلثوم الشيخ زايد كما كان في استقبالها و وزير الخارجية أحمد خليفة السويدي مع جمع من المسئولين والمواطنين والوافدين بالالاف الذين تمنوا لسيدة الغناء رحلة سعيدة إلى أرض الكنانة حتي أن الشيخ زايد رحمه الله همس لأم كلثوم قال. " أنا حاسس أني بودع زعيم سياسي أو مناضل شعبي".
وكانت تلك الزيارة من آخر محطات أم كلثوم الفنية، إذ كانت آخر زيارة خارجية لها قبل مرضها الذي أقعدها عن العمل حتي وفاتها.