بعد الدفع بوزيري الدفاع والخارجية إلى الأراضي المحتلة.. هل يغلب المسار التفاوضي لواشنطن الفرص العسكرية
في ظل التصعيد الدائر في الأراضي المحتلة وقطاع غزة ، تقوم الولايات المتحدة بالسير في خطين متوازيين على المسار العسكري والمسار الدبلوماسي ، حيث أعلن جو بايدن من قبل دعمها الدائم لإسرائيل ، وتقوم واشنطن الأن بلعب دورا عسكريا من خلال ارسال وزير الدفاع الامريكي للتأكيد على الدعم العسكري لإسرائيل من خلال لقاءات عقدها مع نظيره الاسرائيلي وعدد من قيادات الجيش الاسرائيلي.
في الوقت ذاته تحاول واشنطن لعب دورا دبلوماسيا من خلال ارسال وزير خارجيتها انتوني بلينكن إلى اسرائيل ولقائه بنظيره الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، للتأكيد على دورها في المنطقة حا نجاح المسار التفاوضي في انهاء حالة الحرب أو التهدئة المؤقتة.
وذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية في تقريرا لها ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب اليوم الجمعة، بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بشكل فوري، وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية للفلسطينيين، مع ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة للقطاع، وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية عمان،
وذكرت الصحيفة ان الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الامريكي سوف يُفهم على هامش اجتماعاته مع العاهل الأردني الملك عبد الله، أول لقاء مباشر منذ بدء الأزمة الحالية بين اسرائيل وقوات حماس
ويمثل الاجتماع مع بلينكن ضرورة إبقاء أكبر عدد ممكن من القنوات الدبلوماسية مفتوحة في وقت يتسم بعدم اليقين الإقليمي الحاد.
وذكرت الصحيفة إن عباس دعا إلى ضرورة وقف إرهاب المستعمرين ضد أبناء وطنه في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك التي تتسبب بتصعيد الأوضاع.
وأكد "عباس" رفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين، داعيًا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين.، في ظاهر الأمر، يحظى بدعم الدول الغربية، التي تتمسك بمفهوم "حل الدولتين" للقضية الإسرائيلية الفلسطينية.
ويشير التقرير مؤخرا إلى أنه قد يزور الرئيس الفلسطيني قريبا فلاديمير بوتين في موسكو. وتوجد علاقة بين الزعيمين وأي زيارة، خاصة الآن ستحمل رسالة دبلوماسية ضخمة ولم تنف مصادر فلسطينية التقارير التي تتحدث عن احتمال عقد لقاء قريبا.
وذكرت الصحيفة ان مسؤولو البيت الأبيض أشاروا الي احتمالية اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية هو التحدي الأكثر إلحاحا من بين العديد من التحديات المقبلة كما إن الاضطرابات في الضفة الغربية قد تشجع حزب الله في لبنان على تصعيد هجماته على الحدود الشمالية لإسرائيل ـ وهو تأثير الدومينو.
وحتى قبل هذه الأزمة غير المسبوقة، كانت السلطة الفلسطينية تكافح من أجل احتواء ارتفاع الدعم للفصائل الفلسطينية المنافسة والأكثر تطرفا، بما في ذلك حماس، في الضفة الغربية.
وذكرت الصحيفة ان اجتماع بلينكن صنف علي انه قراءة مباشرة للموقف للعالم أجمع لكنه يعلم أيضاً أن صور الهجمات الإسرائيلية على غزة لن تؤدي إلا إلى تشجيع الفلسطينيين في الضفة الغربية على الانتفاض.
وذكرت الصحيفة علي لسان مسؤول دفاعي أميركي انه بعد 24 ساعة فقط من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، يجري وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن زيارة أيضا إلى إسرائيل اليوم الجمعة، يلتقي خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس
وقال المسؤول إن زيارة أوستن التي تأتي غداة زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإسرائيل، ستتضمن أيضا اجتماعات مع مسؤولي الدفاع وحكومة الطوارئ الإسرائيلية.
وقال أوستن في تصريح خاص للصحيفة، بأن الولايات المتحدة لم تصلها "تحذيرات أو مؤشرات مبكرة" على أن الحركة الفلسطينية ستشن هجوما واسع النطاق.
كما قال إن واشنطن لم تضع أي شروط بشأن استعمال إسرائيل للأسلحة التي تقدمها لها.
يأتي هذا بعد أن أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وصول سرب من مقاتلات A10 إلى المنطقة، وتزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي عددا من الدول لبحث تداعيات النزاع القائم بين إسرائيل وحماس.
وتتزايد المخاوف بشأن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين يعيشون الآن الحرب الخامسة خلال 15 عاما، لاسيما في ظل قطع إسرائيل إمدادات المياه والغذاء والكهرباء عن القطاع وغلق جميع المعابر المؤدية إليه.