الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

شعب مصر يحميها.. ملايين المصريين يخرجون من كل حدب وصوب لدعم القضية الفلسطينية وتأييد قرارات الرئيس السيسي لحماية الأمن القومي.. اصطفاف وطني عام بكافة ميادين الجمهورية.. وحرق علم إسرائيل يشعل الجماهير

الجمعة 20/أكتوبر/2023 - 04:35 م
ملايين المصريين يخرجون
ملايين المصريين يخرجون من كل حدب وصوب لدعم القضية الفلسطينية

لم يتوانى المصريون في الاصطفاف خلف وطنهم في تلك اللحظات الفارقة، فبالتزامن مع تصاعد وتيرة الأحداث بقطاع غزة بادرت الدولة المصرية ممثلة في مؤسساتها الرسمية بالتحذير من مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مدينة سيناء المصرية، وجاء ذلك صراحة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، وأشار خلال كلمته بمؤتمر صحفي بحضور المستشار الألماني إلى استعداد ملايين المصريين للخروج إلى الشوارع والميادين للتعبير عن رفضهم لتلك الفكرة.

 

اليوم عقب صلاة الجمعة خرج المصريون من كل حدب وصوب للتعبير عن غضبهم تجاه ما ترتكبه قوات الاحتلال من مجازر تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وحالة التخاذل الدولي تجاه جرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما حرص جموع المصريين في كافة ميادين الجمهورية على إيصال رسالة مهمة مفادها أن الشعب المصري بمختلف طوائفه وتوجهاته وانتماءاته السياسية يقف خلف الرئيس السيسي والقوات المساحة المصرية في حماية الأمن القومي المصري ودعم القضية الفلسطينية ورفض مخططات تصفيتها.

 

تنحية الخلافات السياسية 


وقد سيطرت على الميادين الرئيسية عددا من المشاهد التي تعكس رسائل مهمة يرسلها الشارع المصري إلى العالم أجمع، كان أولها المشاركة الواسعة من الأحزاب والقوى السياسية المختلفة تاركة خلفها كل الخلافات السياسية والأيدلوجية في وقت تقبل فيه البلاد على انتخابات رئاسية يتنافس فيها 4 مرشحين، ليقف الجميع خلف قيادته لحماية أرض الوطن والتأكيد على وحدة الصف المصري في القضايا المتعلقة بالأمن القومي.

 

سيناء مش للبيع


وأعلن جموع الشعب المصري رفضهم الكامل للمخططات التي يروج لها البعض بشأن تهجير مواطني غزة إلى سيناء لتصفية الضية الفلسطينية، حيث رفع المشاركون في جمعة "تحيا مصر"، لافتات تعبر عن رفضهم لفكرة تهجير أهالى غزة، كما رفعوا الأعلام المصرية والفلسطينية.

 

فتح المعبر لدخول المساعدات


المشهد الثاني الذي سيطر على العديد من التجمعات ترديد الهتافات المطالبة بفتح معبر رفح لعبور المساعدات إلى الشعب الفلسطيني الشقيق لرفع ولو جزء بسيط من المعاناة عنهم، فضلا عن هتافات المصريين التي أعلنوا خلالها صراحة عن استعدادهم إلى الذهاب للأراضي الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني المناضل.

 

سقوط إسرائيل وحرق العلم


وفي رسالة شديدة اللهجة من الشعب المصري للكيان المحتل أقدم عدد من المتظاهرين في محافظات مختلفة على حرق العلم الإسرائيلي وترديد هتافات معادية لكيان الاحتلال منها "تسقط تسقط إسرائيل".

 

تحركات رسمية ودبلوماسية


يأتي هذا التحرك الشعبي الحاشد بالتزامن مع استمرار التحركات الرسمية والدبلوماسية على المستوى الدولي، وكانت مصر كالعادة بؤرة تلك التحركات حيث استقبل مطار العريش، صباح اليوم الجمعة، الأمين العام للأمم والذى توجه إلى معبر رفح البري من الحانب المصري وتفقد المساعدات العالقة، وأبدى خلال كلمه له انزعاجه الشديد من تكدس الشاحنات والسائقين والمتطوعين بالجانب المصري في انتظار توقف إطلاق النار لدخول المساعدات، مؤكدا ضرورة إعلان هدنة إنسانية والسماح للمساعدات بالعبو بشكل دائم.

وفي سياق متصل استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ريشي سوناك، رئيس مجلس وزراء بريطانيا، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الجهود التي تبذلها مصر ما زالت متواصلة مع الأطراف الدولية لإدخال المساعدات لأهالي قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأشار الرئيس السيسي خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إلى أن مصر موقفها ثابت ورافض لسياسة التهجير التي تحاول اسرائيل التلميح بها ، معتبرا أنها تقضي على القضية الفلسطينية برمتها.

وشدد السيسي على ضرورة إدخال المساعدات الانسانية لأهالي القطاع خاصة بعد انهيار الأوضاع المعيشية هناك.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية والرسمية المصرية الرامية إلى وقف المذابح الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، تستضيف العاصمة الإدارية الجديدة، غدا السبت، قمة القاهرة للسلام بمشاركة عدد كبير من الدول، وذلك استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ووفقًا لما أعلنته قناة القاهرة الإخبارية تم تأكيد حضور زعماء كل من قطر وتركيا واليونان وفلسطين والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وإيطاليا وقبرص إضافة إلى سكرتير الأمم المتحدة.

 

مشهدين مهمين لدعم القضية الفلسطينية


من ناحيته أكد النائب مصطفي سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن كلمة أمين عام الأمم المتحدة من أمام معبر رفح اليوم إنما تؤكد على موقف مصر الحاسم تجاه ما يحدث في غزة، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أن مصر دولة ذات سيادة مستقلة وهو ما ينفي المزاعم والأوهام التي تصدرها دولة الاحتلال تجاه سيناء من رغبة في تهجير الفلسطينين وتفريغ القضية من مضمونها.

 

وأضاف سالم، أن مصر تدعم دائما القضية الفلسطينية والتاريخ لا يكذب ولا يجمل المواقف وان دور مصر لا يحتمل الخلاف حيث اصرت الدولة المصرية على وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية للأشقاء في غزة ولم تتهاون في ذلك و منعت مرور الرعايا الأجانب من المعابر قبل مرور المساعدات الإنسانية لأهل غزة.

 

وأوضح سالم، أن أمين عام الأمم المتحدة أثنى على الموقف المصري فيما يخص المساعدات والمجهود الرامية لوقف إطلاق النار .

 

وأشار وكيل خطة النواب، إلى أن مصر تسعى لحل دائم من خلال وقف إطلاق النار، والحياة على اساس العدل والسلم ومنح الفلسطينين حقوقهم ولن يحدث هذا الا بحل الدولتين.

 

وتابع: "الآن نحن أمام كارثة إنسانية بكل المقاييس حيث يوجد أكثر من 2 مليون شخص في قطاع غزة يعانون بشكل كبير ، كما أشار مندوب الأمم المتحدة، وعلينا أن نصر على وصول المساعدات العاجلة لهم حيث يقف أهل غزة بلا طعام أو دواء وهذا أمر يتنافى مع الأخلاق والإنسانية وكل قواعد الرحمة فأهل غزة بحاجة إلى كل أنواع المساعدة والدعم".

 

وأشار مصطفى سالم، إلى أن صدمة مندوب الأمم المتحدة من الموت والخراب الذي أصاب غزة من الممكن أن تكون نقطة انطلاق لدعم القضية الفلسطينية وتصدير المشهد الحقيقي للعالم الذي تحالف مع قوى الشر ضد المواطنين العزل.

 

وأكد سالم، أن مصر لن تتخلي عن دورها في حماية الأرض والحدود وفي دعم الفلسطينين والسعي الدائم لحل المشكلة تحت قيادة سياسة شجاعة و حكيمة تدير الموقف بذكاء وحنكة وفطنة .

 

وأضاف سالم، أن القضية برمتها في قلب وعقل كل مصري والدليل هو خروج عشرات الملايين  من المصريين اليوم  بجميع ميادين المحافظات المصرية لدعم الأخوة في فلسطين وتلبية لدعوة الرئيس السيسي  للمجتمع الدولي بسرعة وقف إطلاق النار و رفض تصرفات جيش الاحتلال ومطالبته بمنع الاعتداء علي أهل غزة و تأكيدا على دعمهم لموقف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي من سيادة مصر على أرضها رافضين التهجير لاهل فلسطين.

 

واختتم سالم قائلا: "من المستحيل تفريغ القضية من مضمونها أو المزايدة على دور مصر الرائد والواضح تجاه القضية الفلسطينية والذي لا يختلف عليه أحد على مر التاريخ".