نيورك تايمز تحذر من مغبة الاجتياح البري لغزة.. وتؤكد: لا يمكن لإسرائيل تنفيذها في ظل وجود بايدن في المنطقة.. فريدمان: إسرائيل تتفادى صدمات إضافية تخلفها أي عملية على المجتمع الإسرائيلي
أكدت صحيفة نيورك تايمز الأمريكية ان إسرائيل تعيد التفكير أكثر من مرة في اتخاذ قرارا الاقتحام البري لقطاع غزة، مشيرة إلى أن هدفها من عملية الاقتحام المعلن هو القضاء على حماس وقادتها اللذين لأقوال منهم الضربة القوية يوم 7 أكتوبر الجاري.
وتسائلت الصحيفة الأمريكية أنه اذا كان الهدف المعلن للاجتياح هو القضاء على "حماس" التي تتكون تحصيناتها من مئات الكيلومترات من الأنفاق والمخابئ التي أقيمت تحت الأرض، فكيف تنوي إسرائيل القيام بتلك العملية من دون الانجرار لعملية إعادة احتلال طويلة لغزة؟ ، وهو أمر لطالما كانت القوات العسكرية الإسرائيلية تسعى لتفاديه منذ مدة طويلة والتي بايدن بنفسه قام بالتحذير منه بصراحة في الأسبوع الماضي، قائلاً إن من شأن ذلك أن يكون "خطأ كبيراً ترتكبه إسرائيل".
وقال جايكوب نايجل لنيويورك تايمز، وهو ملازم سابق رفيع المستوى ومستشار لنتنياهو - "لقد اعتدت على القول ’فكر ثم تصرف‘، لكن الارتكابات الفظيعة التي قامت بها حماس غيرت قوانين اللعبة" – يمكن تفهمه إذا أخذنا في الاعتبار الصدمة التي ألحقها [هجوم حماس] بالشعب الإسرائيلي. لكن وكما يعرف الرئيس بايدن جيداً جداً من تجربة أفغانستان، وربما من تجربة العراق، بأن ذلك ليس وصفة لاستراتيجية خروج ناجحة من أزمة ما.
وقال توماس فريمان في مقال له الصحيفة ذاتها، انه ليس من الحكمة ان تقدم إسرائيل على عملية الاجتياح البري لغزة.
و أشار إلى أن عملية الولايات المتحدة لاحتواء "القاعدة" و"داعش" قد تطلبت "صبراً ودقة"، وعملية توفير البديل في المجتمعات التي يخرج منها المؤيدون الشباب لتلك الجماعات، وأن عملية الاجتياح البرية من شانها أن "تفجر" أي عملية تسوية محتملة بين الدول العربية وإسرائيل وأن الوجود العسكري الإسرائيلي على الأرض من شأنه ربما أن يكون تحديداً ما يريده كل من "حماس" و"حزب الله"، للعمل على إشعال المنطقة برمتها.
وأضاف فريدمان في مقاله أيضاً أنه "لو أرادت إسرائيل أن تعلن اليوم أنها قد اتخذت القرار، للوقت الحالي، بتأجيل عملية الاجتياح البري لغزة، وأنها ستنظر في وسائل أكثر دقة لقضاء على أو اعتقال قيادات "حماس" بالتزامن مع عملها على هندسة عملية تبادل للرهائن لأكثر من 150 إسرائيلياً ورهائن آخرين، فإنها من خلال ذلك لا تتفادى فقط صدمات إضافية تخلفها أي عملية على المجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى صدمات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، بل إن من شأن ذلك أن يمنح إسرائيل وحلفاءها أيضاً الوقت للتفكير بكيفية بناء - بمشاركة فلسطينية - بديلاً عن حركة حماس".
وقالت صحيفة نيورك تايمزإن أي عملية اجتياح برية ستنتظر، بالطبع، على الأقل مغادرة الرئيس بايدن للمنطقة، وذلك لضرورات أمنية، إضافة إلى الأسباب السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك إشارات مبهمة يوم الثلاثاء صادرة من القيادة العسكرية الإسرائيلية، بأن الاجتياح البري لم يكن الخيار الوحيد، ويمكن أن يكون الرد "شيئاً آخر". وإلى أن استبعاد فكرة الاجتياح البري من لائحة الخيارات المحتملة في المدى المنظور