الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الرؤية الثاقبة للرئيس السيسي "اللي يغلي متشترهوش".. تغير السلوك الاستهلاكي للمصريين يدفع الشركات الأجنبية لتخفيضات خيالية ويدعم المنتج المحلي

الإثنين 30/أكتوبر/2023 - 04:45 م
ارشيفية
ارشيفية

تغيرت الأوضاع الإقتصادية بسبب الأزمات والحروب المتصاعدة من  بداية " طوفان الأقصي "  وذلك علي خلفية العدوان الإسرائيلي في غزة والذي راح ضحيته آلاف الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ  ، وعلي أثاره شنت حملات مقاطعة من قبل المستهلكين من جميع الدول العربية علي المنتجات الأجنبيه التي تدعم الكيان الصهيوني مع البحث عن بديل محلي لتلك المنتجات ، مما أدي إلي نشأة فرصة للتغيير الجذري في سلوك المستهلكين، والذي قد يؤثر بشكل مباشر على اقتصاديات كاملة.

 

حين تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق عن أن المنتج اللي يغلي علي المستهلك علي المستهلك أن يتخلي عنه، وهو مايحدث الأن، وفي رصد لـ"مصر تايمز"، عن مدي الأثر الكبير الذي تسببت فيه الأحداث التي تدور بالمنطقة والذي دفع المصريين لتغيير السلوك الإستهلاكي علي كثير من المنتجات التي تدعم “ الكيان الصيهوني”، بالإضافة إلي دعوة الكثير من المؤثرين في مصر لضرورة مقاطعة المنتجات بهدف الرد بشكل عملي علي الأحتلال والشركات الداعمة له.

تخفيضات ستار باكس 

ومن خلال متابعة لـ"مصر تايمز"، لوحظ تراجع كبير في أسعار تلك الشركات التي عرفت بأنها داعمة  للاحتلال، أو مملوكة لشركات متعددة الجنسيات، بالإضافة إلي وجود عروض كبيرة بأسعار خيالية علي منتجات كانت أسعارها قبل “حملة المقاطعة” مرتفعة بصورة كبيرة، بالإضافة إلي إغلاق أفرع كاملة لـ"ماكدونلزد"، وعروض حصرية من “ستار باكس”، وغيرها من العلامات التجارية  التي قام المستهلك المصري بمقطاعتها، وهنا يتضح أثر كلمة الرئيس السيسي بان اللي يغلي بلاش تشتروه، واليوم نري تلك الشركات وضعت تخفيضات تصل لـ 90% علي منتجاتها .

إغلاق فرع لـ K FC

من ناحية آخري وبمجرد النظر للمطاعم المصرية فتجدها غيرت دفت التعاملات لـ" سبرو سباتس"، دعماً منها للمنتج المحلي وتأكيداً منها علي مشاركة الاخوة بفلسطين حملة المقاطعة للمنتجات الداعمة للكيان بطريقتها الخاصة، عبر وقف التعامل مع شركات “بيبسي، وكوكاكولا، وغيرها”.

 

 

وأكد الدكتور محمد العجمي  خبير إقتصادي في تصريح خاص لـــ مصر تايمز ، أنه يوجد  قدرة على التغيير في العديد من الاقتصاديات، الذي تنتج عن أثاره خلق فرص استثمارية جديدة في العديد من القطاعات خاصة كثيفة الاستهلاك، والقطاعات التي تعتمد على رغبات الاستهلاكية للمواطنين .

وأشار إلى أنّ هناك قطاعات استغلت الأزمة في تغيير إتجاهات المستهلكين العامة،  مما أدي إلي التوجه للمنتجات المصنعة محليا  ومقاطعة استهلاك الماركات العالمية التي تدعم الكيان الصهيوني ، موضحا أنّ مثل هذه الأزمات ساهمت في زيادة الاستثمار المحلي وتقليل الاستيراد من الخارج ، خاصة للمنتجات ذات الطابع الاستهلاكي مثل الأغذية والملابس .

وتابع أنّ أزمة الحرب في غزة يمكن استغلالها من خلال افتتاح العديد من المصانع أولا، والتوسع في الإنتاج، ما يخلق استثمارات ومصانع جديدة ، وبالتالي عدم الإحتياج إلي الإستيراد والإعتماد الكلي عن الصناعة المحلية .

 

نشوب حرب غزة ينشأ أسواق استثمارية محلية جديدة

 

 وأكد العجمي أنّ هناك العديد من الصناعات والاستثمارات التي تنتعش وقت الأزمات والحروب والصراعات، كنوع من انواع الاستغلال في الدعاية لمصالح أصحابها لإظهار منتجاتهم في تلك الظروف الصعبة سواء بتخصيص جزء من الأرباح لغزة أو الدعم بأي  طريقة من الطرق فتلتفت إليهم أعين المستهلكين ،وهو ما يجعل صناعتهم ومبيعاتهم تزداد إزدهار . 

 

انتعاش المنتج المحلي أمام انهيار نظيره الداعم لجيش الإحتلال 

 

وأوضح العجمي أن أغلب المنتجات الغربية التي يجرى مقاطعتها حاليًا لها بدائل محلية وطنية قوية، والاستغناء عنها يدعم بقوة الصناعة الوطنية ويشجع دعم المستثمريين المحليين في إظهار أنفسهم بقوة في جميع الأسواق التجارية  ، مضيفا أن الاستثمار الحقيقي هو ما يقدم قيمة مضافة للبلد، وأغلب تلك العلامات التجارية تفتقد لهذه القيمة

وأشار العجمي إلى أن القيمة المضافة التي يجب أن تقدم في أي صناعة تتلخص في جلب تكنولوجيا غير متاحة في السوق المحلي ونقل خبرات وفتح باب تصدير، وهو ما تفتقده أغلب العلامات التجارية التي جرى الإعلان عن مقاطعتها

المقاطعة سلاح ذو حدين  

 

من جانبه، قال خالد الشافعي الخبير الإقتصادي إنه يوجد لدينا منتجات وطنية تصلح بكل قوة لأن تكون بديلا عن هذه المنتجات، مؤكدا أن شراء المواطنين للمنتج المحلي يدعمه ويفتح أبواب رزق كبيرة للشباب المصري، بالإضافة إلى تحسين جودة وكفاءة المنتج الوطني وإمكانية تصديره للخارج ، موضحا أن المقاطعة سلاح ذو حدين، تقلص قوة تلك المنتجات الغربية الداعمة للاحتلال، وفي نفس الوقت تبرز المنتج المحلي وتعزز النمو الإقتصادي للدولة

 

المقاطعة تكبد الشركات الداعمة خسائر فادحة

 

  وأكد الشافعي أن حملات المقاطعة تعد سلاحًا مهما لردع الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المقاطعة الشعبية في الدول العربية والإسلامية لمنتجات الدول الداعمة لإسرائيل ستكبدها خسائر فادحة، مشيرًا إلى أن نجاح المقاطعة يكبد الدول الداعمة لإسرائيل مليارات الدولارات

وأشار الشافعي  إلى أن هناك تأثيرًا سلبيًا لهذه المقاطعة نتيجة تعرض بعض العاملين في هذه الشركات إلى فقدان وظائفهم؛ وتشريد أكثر من أسرة مصرية  لكن حال نجاح الشركات المحلية فمن الممكن أن تستقطب هذه الشركات هؤلاء العمال وتنمية العمالة الخاصة بها ..

 

توقعات إنكماش الإقتصاد الإسرائيلي والتصعيد العسكري في حماس يؤثر سلبيا علي الشيكل  

 

قال بنك “جيه بي مورغان تشيس آند كو” إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، ومع تصاعد التصعيد العسكري مع حماس قام  المستثمرون بالفعل ببيع الأصول الإسرائيلية بكثافة وعلي أساسه انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تل أبيب بنسبة 11% بالعملة المحلية منذ 7 أكتوبر، في حين انخفض الشيكل  لأدنى مستوياته منذ عام 2012.

 

ولا يزال بنك “جيه بي مورغان” يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنسبة 2.5% هذا العام، و2% في عام 2024. ويتعلق تقدير الانخفاض بنسبة 11% بين أكتوبر وديسمبر بالنمو المعدل موسمياً مقارنة بالربع الثالث

والجدير بالذكر أنه البنك المركزي الإسرائيلي  أبقي سعر الفائدة الرئيسي عند 4.75% في 23 أكتوبر. وكان القرار بعدم تخفيف السياسة النقدية يهدف إلى مساعدة الشيكل، الذي ارتفع للمرة الأولى في 13 يوماً يوم الجمعة الماضية ، منهياً أطول سلسلة خسائر له منذ عام 1984.