الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

انقسام داخل الحركة المدنية حول دعم مرشح للرئاسة.. الأحزاب تتجه لدعم فريد زهران باعتباره الأقرب بين المرشحين لتوجهات التكتل.. "صباحي" و"الزاهد" يشكلان جبهة لإفشال دعم "زهران"

الخميس 09/نوفمبر/2023 - 01:17 م
اجتماع للحركة المدنية
اجتماع للحركة المدنية

تزدحم الحياة السياسية المصرية بعدد كبير من الأحزاب بمختلف توجهاتها من أقصى اليسار مروراً بالوسط وصولاً إلى أقصى اليمين، وعلى مر التاريخ أثبتت التجربة على أرض الواقع فشل الأحزاب في إحداث أي تغيير أو تطوير سياسي ضخم، وبالتالي كان من المنطقي مع تزايد عدد الأحزاب السياسية وضعف قواعدها الشعبية أن تلجأ الأحزاب والقوى السياسية المتقاربة فكريا إلى التحالف وتشكيل التكتلات سواء الانتخابية أو السياسية.

مصير مجهول


وأيضا كانت تفشل تلك التكتلات والتحالفات في الاستمرار أو إحداث تغيير يذكر، وكان آخر تلك التكتلات الحزبية أحزاب التيار المدني ومحاولتهم الالتفاف لدعم مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث بدأت تلك المحاولات بدعم البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، حين أعلن اعتزامه الترشح قبل أن يتراجع عن الأمر، وبعد تراجع الطنطاوي عن الترشح ظهر اتجاه آخر داخل أحزاب الحركة المدنية لدعم المرشح الرئاسي فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، باعتباره الأقرب إلى المعارضة وتوجهات التيار المدني، بالإضافة إلى أنه يرأس أحد الأحزاب المنضمة للتكتل.

 

جبهة "صباحي" و"الزاهد" 


وفي إصرار جديد على إفشال التكتلات الحزبية والسياسية المعارضة - من داخلها - بدأ عدد من قيادات أحزاب التيار المدني المنتمين للتيار الناصري في تشكيل جبهات لإفشال محاولات دعم التكتل المعارض للمرشح الرئاسي فريد زهران بحجة أنه مرشح الدولة ولا يمثل أحزاب التيار المدني.

وعلم موقع "مصر تايمز" أن القيادي الناصري حمدين صباحي يتزعم الجبهة المناهضة لدعم فريد زهران، واستقطب معه القيادي اليساري مدحت الزاهد، ما أحدث بدوره انقسام داخل أحزاب الحركة المدنية.

 

انقسام داخل أحزاب الحركة المدنية 


الانقسام الذي شهدته الحركة المدنية خلال الشهور الأخيرة بسبب انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة، انعكس بدوره على حزب المحافظين الذي استقبل فريد زهران وعدد من اعضاء حملته الانتخابية، الثلاثاء الماضي، حيث أعلن عدد من أعضاء الحزب رفضهم استقبال زهران، واستقبله المهندس أكمل قرطام رئيس الحزب وسط غياب لافت لعدد من قيادات الحزب.

 

الناصريين وسياسة الإخوان


اللافت للانتباه هنا ارتباط الانقسامات وفشل أي عمل حزبي أو سياسي يجمع عدد من الأحزاب بوجود أصحاب الفكر الناصري، دائما يحاولون السيطرة والهيمنة على اتخاذ القرار وأن يكون لهم الكلمة العليا داخل التكتل أو التحالف، حتى فيما بينهم تجد أن الأمر بدأ بحزب أو حزبين للتيار الناصري ثم توالت الانقسامات والخلافات حتى أصبحت سلسلة من الأحزاب الناصرية.

الغريب في الأمر أنه رغم الخلاف الكبير والتاريخي بين الناصريين والإخوان المسلمين على مر العصور إلا أنهم متشابهون في هذا الأمر دائما ما يحاولون توجيه الدفة وفقا لتوجهاتهم ورؤاهم، وإن لم تأت الرياح بما تشتهي سفنهم تكون نهاية المطاف.