التيار الناصري يواصل فرض الوصاية داخل "الحركة المدنية".. حاول توجيه الأحزاب لدعم "الطنطاوي" قبل انسحابه من سباق انتخابات الرئاسة.. يسعى لعرقلة توجيه الدعم لفريد زهران.. ويسعى لفرض الانقسام بين الأحزاب
تعد الديمقراطية من أهم عوامل العمل الحزبي والسياسي على مستوى العالم، فهي الهدف الأسمى من ممارسة العمل الحزبي والسياسي، كما أنها أحد أهم آليات ممارسة هذا العمل، فلا يوجد عمل حزبي أو سياسي ناجح ينادي بالديمقراطية ولا يطبقها داخله، لكن في مصر قد تجد ذلك.
ويعتبر التيار الناصري أحد أبرز تلك التجارب، حيث تخرج قيادات ناصرية عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والصحف لتنادي بأعلى صوتها لتطبيق الديمقراطية، لكن بالمتابعة والرصد الدقيق تجد أن الديمقراطية غائبة تماما عن تلك الأحزاب وممارساتها.
التيار الناصري يضغط على "الحركة المدنية"
آخر التجارب السياسية على الساحة المصرية كانت شاهدة على ما ذكرناه سلفا عن التيار الناصري، وظهر ذلك جليا في محاولة التيار الناصري توجيه الدفة داخل أحزاب الحركة المدنية لدعم أحمد الطنطاوي مرشحا لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وحاول حزب الكرامة جاهدا فرص هذا الرأي على أحزاب الحركة المدنية عبر ممارسة الضغوط السياسية والإعلامية، حتى أن الحزب كان هو الوحيد الذي أصدر بيانا لدعم الطنطاوي رسميا، وذكر في بيانه أن ذلك بحجة أنه يواجه قمع في جمع التوكيلات، وإعلان رفض الحزب للقمع وادانته حتى لو كان هناك اختلافات سياسية أو فكرية مع الطنطاوي.
التأثير على موقف أحزاب الحركة المدنية
بالفعل كان التيار الناصري بزعامة حزب الكرامة قد بدأ في التأثير على توجهات وقرارات الأحزاب المنضمة للحركة المدنية، فعلى الرغم من أنه لم يصدر أي حزب منهم بيانا يعلن فيه دعمه للطنطاوي، لكن كان على سبيل المثال حزب المحافظين مقرا لمؤتمرات أحمد الطنطاوي.
فرض رأي الناصريين على أحزاب الحركة
وعقب فشل أحمد الطنطاوي في جمع التوكيلات الشعبية اللازمة للترشح لانتخابات الرئاسية وإعلانه الانسحاب من السباق الانتخابي، لم تجد أحزاب الحركة المدنية مرشحا آخر يتفق مع توجهاتهم سوى فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وبالفعل أعلن حزب العدل رسميا دعمه لزهران، وسط توجهات داخل باقي الاحزاب لدعمه باعتباره رئيسا لأحد الأحزاب المنضمة للحركة المدنية.
لكن فيما يبدو أن التيار الناصري لا يبحث عن التكتل والاتحاد والالتفاف حول المرشح الأقرب لتوجهات الحركة المدنية لإحداث التغيير السياسي الذي تأمله الأحزاب قدر ما يشغله فرض الرأي الذي يناسبه فقط، حيث بدأت قيادات التيار الناصري في تشكيل جبهات وإحداث حالة من الانقسام لإفشال إعلان أحزاب الحركة المدنية دعم فريد زهران رغم أنه لا يوجد مرشح آخر يسعى التيار إلى دعمه، وكأن التيار الناصري يرفع شعار "أنا ومن بعدي الطوفان".