الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد هجوم "طوفان الأقصى" تساؤلات حول عتاد المقاومة وكيفية حصولها على الأسلحة وحجم قوتها البشرية.. التطور النوعي للتسليح من "الكوع" حتى "عياش-250" .. وتفاصيل حول القدرات البحرية والطائرات الشراعية

الثلاثاء 14/نوفمبر/2023 - 03:40 م
كتائب القسام
كتائب القسام

نفذت حركة "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي، هجوماً مباغتاً داخل بلدات ومدن إسرائيلية في محيط قطاع غزة، ما أثار تساؤلات بشأن عتَاد الحركة وكيفية حصولها على الأسلحة وحجم قوتها البشرية.

 

وشهدت العملية المباغتة استخداماً مكثفاً للصواريخ بالتزامن مع هجمات بمسيرات وزوارق بحرية وطائرات شراعية، فضلاً عن خطة "خداع"، تشير إلى تطور في أداء التنظيم المسلح بلغ ذروته في العملية التي أطلقت عليها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، "طُوفان الأقصى".

 

ورغم أن الجناح المسلح لحركة "حماس" لا يكشف عادةً معلومات بشأن ترسانته العسكرية الخاصة، إلا أن التقارير الدولية تقدر أن "القسام" تمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ المصنعة داخل القطاع.

 

 


مراحل التطور
بدأت كتائب القسام عملها العسكري بتصنيع أسلحة نارية خفيفة وقنابل بدائية يُطلق عليها الفلسطينيون اسم "الكوع"، وهي عبارة عن أسطوانة حديدية محشوة بمواد متفجرة تطورت لتصبح عبوات ناسفة.

 

ولاحقاً، طوَّرت "القسام" بعض ورش الحدادة البدائية لصنع الذخيرة، حتى تمكنت من صناعة أول صاروخ في أكتوبر 2001، وأطلقت عليه اسم "قسام 1"، لتطلقه في حينه تجاه مستوطنة "سديروت"، وبلغ مداه آنذاك 3 كيلو متر.

 

في عام 2002 أطلقت كتائب القسام صاروخاً معدلاً يحمل اسم "قسام 2" بمدى من 9 إلى 12 كيلو متراً.

 

وبعد ذلك بـ 3 سنوات، طوَّرت "حماس" صاروخ "قسام 3" الذي استهدف مدينة عسقلان داخل إسرائيل لأول مرة وبمدى يتراوح بين 15 و17 كيلو متراً.

 

وخلال حرب عام 2012، كشفت "حماس" عن صاروخ M75 ذو مدى 80 كيلو متراً، والذي وصل إلى مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.

 


صواريخ جديدة


وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، أطلقت "القسام" صاروخ J80 على تل أبيب، بلغ مداه 80 كيلو متراً.

 

كما كشفت عن صاروخ "سجيل 55" بمدى 55 كيلو متراً. وفي العام ذاته أيضاً، استخدم الجناح المسلح صاروخ R160، الذي أطلقته تجاه مدينة حيفا، ويبلغ مداه نحو 160 كيلو متراً.

 

وفي المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس عام 2021، استخدمت الأخيرة ولأول مرة صاروخ Q12-20، الذي يتراوح مداه بين 12 و20 كيلومتراً، ويحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية.

 

وفي العام نفسه، قصفت كتائب القسام مدينتي القدس وتل أبيب عن طريق صاروخ A120 الذي يحمل رأساً متفجرة بقدرة تدميرية عالية، ويصل مداه لنحو 120 كيلو متراً.

 

كما أطلقت "القسام" في 2021 أيضاً صاروخ SH85 الذي يصل مداه 85 كيلو متراً تجاه مطار "بن جوريون" في تل أبيب، كما أطلقت صاروخ "عياش 250"، الذي يصل مداه 220 كيلو متراً تجاه مطار "رامون" جنوبي إسرائيل، وهو الصاروخ الأحدث في منظومة صواريخ الجناح المسلح لحركة "حماس".

 

اعداد الصواريخ


وبحسب قناة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن "حماس" أربكت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية الشهيرة "القبة الحديدية" خلال هجومها الأخير، عبر إطلاق وابل من الصواريخ، متعددة الطرز أبرزها صواريخ أرض-أرض "فاتح-110" التي حصلت عليها الحركة من طهران، ويصل وزن رأسها الحربي إلى 500 كجم.

 


وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها يعود إلى عام 2021، أن الاستخبارات الإسرائيلية تقدر ما تمتلكه حركتا "حماس"  بما يصل إلى 30 ألف صاروخ. لكن ما ان معلومة مؤكدة حتى الآن عن حجم الترسانة الصاروخية لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

 

 

مساعدات إيرانية
ويشير تقرير مركز القدس للدراسات العامة، إلى أن صواريخ "حماس" تطورت على مدى سنوات لتصبح أكبر حجماً وذات قدرة تفجيرية أقوى ومدى أبعد، لكن ما ينقصها هو الدقة.

 

 

ويضيف التقرير: "لهذا تعمل إيران و(حزب الله) اللبناني على تقديم مساعدات فنية من خلال تجنيد مهندسين وخبراء لمساعدة (حماس) على تصنيع صواريخ موجهة، وطائرات مسيَّرة تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي GPS".

 

صواريخ واردة من الخارج إلى "حماس"
 

فجر 3 يبلغ مداه 43 كم – إيراني الصنع
فجر 5 يبلغ مداه 75 كم – إيراني الصنع
M302 يبلغ مداه 180 كم – سوري الصنع
 

 


وعلى الرغم من أن الصواريخ الموجودة في ترسانة حركة "حماس" تحمل أسماء مختلفة عن الصواريخ الإيرانية، إلا أن العديد من تصميم هذه الصواريخ مطابق تماماً للصواريخ الإيرانية، بحسب تقرير المركز الذي استند إلى مخططات أعدها خبير الأسلحة بمركز "ويلسون" الأمريكي فابيان هينز.

 

 

وأوضحت مخططات هينز مختلف طرز الصواريخ التي تمتلكها "حماس" سواء تلك التي تمكنت من تصنيعها محلياً بمساعدة خارجية، أو تلك التي حصلت عليها من الخارج.

 

 

مدى صواريخ "حماس" المصنعة محلياً
قسام 12 - يصل إلى 12 كم
قسام20 - يصل إلى 20 كم
40S - يصل إلى 40 كم
55S - يصل إلى 55 كم
75M - يصل إلى 75 كم
80J - يصل إلى 80 كم
90J  يصل إلى 90 كم
R160 يصل إلى 160 كم
A120 يصل إلى 120 كم
SH85 يصل إلى 85 كم
عياش-250 يصل إلى 250 كم

 


مسيّرات "حماس"


واستخدمت "القسام" طائرات مسيرة وشراعية في الهجوم العسكري الاخيرالذي نفذته ضد بلدات ومدن محيط غزة 

 

وبدأ الجناح المسلح لـ"حماس" في تصميم الطائرات المسيرة عام 2003 عن طريق نضال فرحات، الذي اغتالته إسرائيل خلال محاولته تجهيز أول طائرة عام 2003 مع 5 آخرين.

 

 

وفي عام 2014 كانت المرة الأولى التي كشفت فيها حماس امتلاكها لطائرات مسيّرة، حين أطلقت طائرة "أبابيل 1" في مهمة استطلاعية فوق إسرائيل، وأكدت حينها أن الطائرة من إنتاج وتطوير مهندسيها.


 

وجاءت مسيَّرة "أبابيل" عبر 3 نماذج، الأول ذو مهام استطلاعية، وأطلقت عليه A1A، والثاني للمهام الهجومية، وأطلقت عليه A1B، والثالث AIC ذو مهام انتحارية.

 


بحسب الجناح المسلح لحركة "حماس"، فإن المهندس التونسي محمد الزواري نجح في تصنيع 30 طائرة مسيرة قبل الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008، فيما يبدو أن عدم استخدامها لغاية حرب 2014 كان لأسباب فنية وتقنية.

 

وعلى إثر ذلك، أصبحت المُسيرات جزءاً من المواجهة العسكرية بين حماس وإسرائيل، الأمر الذي ظهر خلال المواجهة الحالية، إذ تمكنت إحداها من تفجير دبابة إسرائيلية.

 

وأجرت طائرات "حماس" المُسيرة عمليات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع إسرائيلية، وحلقت فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية.

 

كما طورت الحركة مسيراتها لتحمل مقذوفات متفجرة تصيب أهدافها بدقة عالية، وهو ما تحقق بالفعل عند مشاركتها في تمهيد عبور عناصر "القسام" إلى محيط غزة.

 

وفي مايو 2021، كشفت "القسام" عن الطائرة المسيرة "شهاب" محلية الصنع، والتي استهدفت منصة للغاز بعرض البحر المتوسط قبالة ساحل شمال غزة، واستهدفت أخرى تجمعاً للجنود في موقع "كيسوفيم" العسكري.

 

وخلال التصعيد العسكري الحالي، أعلنت "القسام"، دخول نحو 35 مسيرة من طراز "الزواري" في جميع محاور القتال ضد إسرائيل، مؤكدة أن "سلاح الجو التابع لها شارك في اللحظات الأولى للمعركة"، حسب قوله.

 

وكما هو معروف، فإن الطائرات المسيرة بإمكانها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب رصدها بالرادار، حتى تصل إلى هدفها، ويمكن استخدامها ضمن سرب من الطائرات المسيرة، وصواريخ "كروز" للتغلب على الدفاعات الجوية لضرب هدف استراتيجي.

 

برنامج "أبابيل"


وبحسب تقرير مركز القدس للدراسات العامة، فإن إسرائيل اغتالت عام 2016 الخبير محمد الزواري في تونس عام 2016، بعد أن تلقى تدريبات في مجال تطوير الطائرات المسيرة في إيران، وأصبح كبير مهندسي "حماس" في تطوير المسيرات، وأشرف على برنامج "أبابيل" لتصنيع المسيرات.

 


كما اغتالت إسرائيل خبيراً آخر يدعى فادي محمد البطش، عام 2018 في ماليزيا، وهو مهندس تخرج من الجامعة الإسلامية في غزة بدرجة الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية، فضلاً عن استهدافها في 12 مايو عام 2021 منشأة أبحاث هندسية في غزة كان بداخلها نحو 15 مهندساً وعاملاً وخبيراً في صناعة الأسلحة والحرب الإلكترونية.

 

 

وفي عام 2021، أطلقت "حماس" خلال تصعيد مع إسرائيل 6 طائرات مسيرة انتحارية تحمل اسم "شهاب"، هي نفسها طائرات "قاصف" الحوثية، و"أبابيل" الإيرانية، وكانت كل منها تحمل ما يقرب من 5 كيلوجرامات من المتفجرات، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه اعترض المسيرات باستخدام صاروخ "بايثون" (جو-جو) أطلقته مقاتلة F-16 ومنظومة القبة الحديدية ووسائل أخرى صنفها على أنها سرية.

 


وفي 11 يونيو من العام الماضي، نشرت كتائب "القسام" فيلماً وثائقياً أظهر امتلاكها عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة المصنعة داخل القطاع.

 

كما سلَّط الفيلم الضوء على اثنين من أبرز مهندسي الحركة المتخصصين في تطوير وصناعة الطائرات المسيّرة، واللذين اغتيلا عام 2021 وهما ظافر الشوا وحازم الخطيب.

 

 

وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، طورت "حماس" أول طائرة مسيرة من الفئة "أبابيل 1" بمساعدة خبراء إيرانيين وعرب، وأنتجت من هذه الفئة طائرات استطلاع وطائرات هجومية، وأخرى انتحارية.

 

ونجحت "حماس" في إيصال إحدى هذه الطائرات إلى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، دون أن يتم اكتشافها لتنجح في تخطي الرادارات الإسرائيلية.

 

قدرات بحرية
وتمتلك "حماس" أيضاً وحدات بحرية يُطلق عليها اسم "الكوماندوز البحري"، كشفت عنها لأول مرة في الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، حين نفذت هجوماً على موقع "زكيم" العسكري القريب من الحدود البحرية بين غزة وإسرائيل.

 

 

وفي عام 2018، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن الضابط بالبحرية الإسرائيلية بوريس شوستر، أن أول ظهور للقوة الخاصة البحرية التابعة لكتائب القسام كان خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014 (عملية الجرف الصامد بالتسمية الإسرائيلية أو العصف المأكول بتسمية حماس)، وذلك حين تسللت مجموعة عبر البحر إلى "زيكيم" وقتلت عدداً من الجنود الإسرائيليين ونسفت دبابة، قبل أن يفقد أفرادها حياتهم بعد تعرضهم للقصف الإسرائيلي.

 

 

ولاحقاً، كشفت "القسام" امتلاكها لغواصات بحرية وطرّادات بحرية سريعة ومعدات غوص تستخدمها قوات "الكوماندوز البحري" ضمن مهام تدريب ومحاكاة لمناورات ضد البحرية الإسرائيلية.

 

 

وأضاف شوستر أن القوة الخاصة البحرية لـ"حماس" تطورت كثيراً منذ ظهورها الأول عام 2014، وتلقت تدريبات على التسلل إلى مستوطنات ومنشآت إسرائيلية عبر البحر، وجرى تزويدها بمعدات وأسلحة خاصة، كما أنها تستخدم أنفاقاً خاصة تحت سطح الماء للتحرك والتهريب، ولديها عدد من القوارب القابلة للتفخيخ والعبوات الناسفة العائمة لمهاجمة الأهداف البحرية.

 

الطائرات الشراعية


ولأول مرة في تاريخ صراعها مع إسرائيل، استخدمت "حماس" خلال هجومها الاخير الواسع على محيط غزة  ، طائرات شراعية في المواقع التي اقتحمها عناصر "القسام"، الأمر الذي شكل مفاجأة للإسرائيليين.

 

 

واستخدم الجناح المسلح لحركة "حماس" مظلات "باور باراشوت" (مظلات الطاقة)، إذ ظهرت عناصره لحظة انطلاقها على متن مركبة صغيرة بـ3 إطارات معلقة في مظلة.

 

 

وتجمع الطائرات الشراعية بين ميزة المظلة التقليدية التي يتم استخدامها للهبوط من الطائرات العسكرية، وقوة الدفع التي توفرها محركات تعمل بالطاقة، وذلك لمنحها القدرة على الانطلاق من الأرض، واتخاذ مسارات محددة بقوة دفع يمكن التحكم بها عن طريق المظلي الذي يستخدمها.

 


 

وهذا النوع من الطائرات يشبه إلى حد قريب الطائرة المخصصة لنقل فرد أو اثنين، وتحل محل الجناحين في الطائرات التقليدية، بينما يتم تزويد المركبة المعلقة بها بمحرك ومروحة خلفية لمنحها قوة الدفع اللازمة.

 

 

ويمكن للطائرة الشراعية التي استخدمتها عناصر "القسام" الانطلاق بسرعة تتراوح بين 40 و60 كيلومتراً في الساعة، مع قدرتها على الوصول لارتفاعات تتجاوز 5700 متر فوق سطح البحر.

 


ولا يزال السؤال عن تدريب القوة المظلية بصفوف كتائب القسام، ومصدر معداتها بلا إجابة قاطعة حتى الآن.

 

القوة البشرية


يقول المتخصص في الدراسات الدفاعية البروفيسور البريطاني، مايكل كلارك، في حديث لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن التقديرات السابقة تشير إلى أن عدد مقاتلي حركة "حماس" الأساسيين يصل إلى نحو 10 آلاف مقاتل، لكنه أشار إلى قدرة الحركة على تعبئة مزيد من المقاتلين في حالة الحرب، وهذا يعني أن عددهم قد يصل إلى نحو 40 أو 50 ألف مقاتل.

 

 

وما يؤكد صحة هذا التقدير تصريح القيادي بحركة حماس علي بركة، لوكالة "أسوشيتد برس"، بأن لدى الحركة 40 ألف مقاتل "داخل غزة وحدها".

 


أسلحة سيبرانية


لم يكن أمام حركة "حماس" خلال السنوات الأخيرة خيار سوى العمل على تطوير قدرات سيبرانية، ربما لا تضاهي ما لدى إسرائيل من قدرات الحرب السيبرانية، لكنها تتطور بمراكمة الخبرات، وأثبتت فائدة كبيرة في عدد من العمليات الهجومية أو الاستخباراتية البارزة لكتائب القسام.

 

 

ووفقاً لموقع "كتائب عز الدين القسام"، تأسس "سلاح السايبر" التابع لكتائب القسام في أكتوبر 2014، ولم تكشف عنه الحركة رسمياً إلا في أكتوبر 2022، ويتبع هذا السلاح تشكيلاً غامضاً لا تفصح "حماس" عن تفاصيل كثيرة بشأنه، يُطلق عليه "جيش القدس الإلكتروني"، وكل ما تقوله عنه إن "الفكرة تقوم على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات العربية والإسلامية التي لديها خبرة في هذا المجال، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح العدو ومنظوماته".

 


وبرز دور سلاح "السايبر" على نحو خاص خلال تصعيد قصير نسبياً استمر لمدة 3 أيام بين "حماس" وإسرائيل في مايو 2014، وخلاله شنت الحركة الهجوم الأوسع نطاقاً في تاريخها ضد أنظمة التحكم في التيار الكهربائي لعدد من المؤسسات الأمنية والقواعد العسكرية الإسرائيلية من بينها مقار قيادة المناطق العسكرية الثلاث: الشمالية والوسطى والجنوبية.

 

 

وفي مناسبات أخرى، تمكن سلاح "السايبر" من اختراق نظام صافرات الإنذار لعدد من المناطق الإسرائيلية وتفعيلها، واختراق ترددات أجهزة الاتصال اللاسلكي لوحدات الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة مرات عديدة، واختراق كاميرات مراقبة تتبع أجهزة أمنية إسرائيلية، والتسلل إلى هواتف عسكريين إسرائيليين والحصول على بيانات منها.

 

كيف وصلت حماس إلى كل هذا؟


يقول مركز القدس للشؤون العامة، وهو مؤسسة بحثية إسرائيلية متخصصة في الدبلوماسية العامة والسياسة الخارجية، إن "حماس" تصنع جزءاً كبيراً من أسلحتها، وتعمل على تطوير طائرات من دون طيار، ومركبات مسيرة تحت الماء، وتعزز من قدرات الحرب الإلكترونية خاصتها.

 

 

وبحسب التقرير، فإن "حماس" أتقنت تهريب الشحنات القادمة لها من الخارج باستخدام الأنفاق البرية، أو حتى أنفاق تمتد لعشرات الأمتار في البحر، وذلك بدعم لوجيستي من إيران و"حزب الله" اللبناني، مشيراً إلى أن الحركة استقبلت لفترة طويلة أسلحتها في شكل كبسولات مغلقة يتم إسقاطها في البحر على بعد أميال من سواحل القطاع.

 


ولم تعتمد الحركة على الشحنات القادمة لها من الخارج وحسب، إذ يشير التقرير إلى أن "حماس" تجمع الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة لاستخدامها في تصنيع المتفجرات.

 

 

كما أنها تعمل على إعادة تدوير أعمدة إنارة الشوارع أو مخلفات الحرب لاستخدامها في تصنيع أنابيب الإطلاق، كما لجأت إلى صنع أنابيب إطلاق الصواريخ من مواسير السباكة، بالإضافة إلى استغلال الأسلاك والأنابيب وقضبان التسليح والإسمنت والمعادن المتبقية من المباني الشاهقة المدمرة في غزة، لإعادة تدويرها والاستفادة منها في تصنيع أسلحتها.

 

 

وعلى الرغم من أن "حماس" تفتقر إلى المركبات المدرعة التي تمتلكها إسرائيل، لأنها ستكون هدفاً واضحاً للغاية للضربات الإسرائيلية، تعتمد الحركة بشكل أساسي على مركبات الدفع الرباعي متعددة الاستخدامات في نقل عتادها وقواتها، وبرهنت هذه المركبات في أكثر من مناسبة على قدرتها على إحداث تأثير مدمر، وفقاً لما ذكره التقرير.

رسوم توضيحية لخطة حماس في هجوم 7 اكتوبر