إسحاق سدر وزير الاتصالات الفلسطيني في حوار لـ"مصر تايمز": قطع الاحتلال للاتصالات عن غزة هدفه التعتيم على جرائمه.. والبنية التحتية لقطاع الاتصالات تضررت بنسبة أكثر من 50%.. والخميس المقبل سنواجه كارثة
قال إسحاق سدر، وزير الاتصالات الفلسطيني، إن خدمة الاتصالات والإنترنت ستتوقف بالكامل في قطاع غزة يوم الخميس بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع ونفاد الوقود، موضحًا في حواره مع “مصر تايمز” تفاصيل أزمة انقطاع شبكات الانترنت ووسائل الاتصال عن الوزارات والمستشفيات والقطاعات الخدمية وكيف سيتم التعامل مع تلك الأزمة في ظل استمرار قصف قوات الاحتلال على قطاع غزة.
بداية.. شهدنا عدة مرات تقوم فيها قوات الاحتلال بقطع الاتصالات عن قطاع غزة.. ما هو الهدف من وراء ذلك؟
الهدف من قطع الاحتلال للاتصالات عن قطاع غزة يتلخص بأمرين، الأول هو التعتيم على جرائمه في غزة حيث ينقل أهالي القطاع والمؤثرين الحقيقة عبر تصوير ما يحدث والتحدث عنه، أما الثاني فهو زيادة المعاناة الإنسانية لأهل غزة، ومنعهم من التواصل مع خدمات إنقاذ الحياة وأو الاطمئنان على أقاربهم أو استخدام الاتصال للسعي للوصول لاحتياجاتهم ومعرفة ما يدور حولهم من أخبار.
كيف تنفذ قوات الاحتلال عملية القطع؟
مع بداية الحرب تم استهداف العديد من المنشآت والمباني التابعة لشركات الاتصالات سواء الأرضية أو الخلوية وشركات الانترنت، كما قامت بتدمير البنية التحتية لشبكات الاتصالات والانترنت، كذلك قطع خطين رئيسيين مغذيين لخدمات الاتصالات، كما قامت قوات الاحتلال بتعطيل الخطوط الدولية الواصلة التي تصل القطاع بالعالم
هل عملية قطع الاتصالات تتم بشكل منتظم أم عشوائي؟
عملية القطع تتم بشكل ممنهج ولتحقيق أهداف وغايات إسرائيل في طمس جرائمها التي ترتكبها بحق المدنيين
ما هى البدائل المتاحة لديكم للتغلب على ما تقوم به قوات الاحتلال من عملية قطع الاتصالات في قطاع غزة؟
تسعى الشركات الفلسطينية ومزودي الخدمات داخل القطاع إلى إعادة وصل الخدمة بأسرع وقت إذا تمكنوا من ذلك، وحاولنا الحصول على خدمات شركة ستار لينك والثريا الإماراتية لكننا لم نوفق بذلك وما زلنا على تواصل مع إخواننا المصريين السعي لتفعيل التجوال ووضع أبراج لتقوية الإرسال على الحدود المصرية الفلسطينية، مما سيساهم في توفير الاتصالات والانترنت على الأقل في المناطق الجنوبية بالقطاع.
كيف تعمل الوزارات والمستشفيات والقطاعات الخدمية أثناء عملية قطع الاتصال؟
للأسف لا تتمكن من التواصل مع العالم في أثناء عملية القطع، وتسعى للقيام بواجبها بما يتوفر لديها من مقومات وإمكانيات.
أعلنت عن تنسيق فلسطيني - مصري لمحاولة حل أزمة قطع الاتصال والإنترنت.. ما آخر ما توصلت إليه هذه المحاولات؟
مازال طلبنا قائماً لدى الأشقاء المصريين، خاصة وأن إتاحة التجوال للمواطن الفلسطيني يساعد في عمليات الإغاثة والتواصل مع العالم الخارجي.
أعلن إيلون ماسك عن توفير خدمات "ستارلينك" للانترنت والاتصالات الفضائية في القطاع.. ما الجديد في هذا الصدد ؟
في بداية الحديث معهم أبدوا استعداد لتزويد قطاع غزة بخدماتهم ولكن بعد ذلك تراجعت الشركة وأعلنت أنها سوف تقدم هذه الخدمات للمؤسسات الإغاثية الدولية المعترف بها، ولكن لحد الآن لم يحصل أي تطور بالموضوع على حد علمنا.
ما مدى تضرر البنية التحتية الخاصة بالاتصالات في غزة؟
الضرر الذي أصاب البنية التحتية الخاصة بالاتصالات في غزة يفوق ما نسبته 50% منها، ومازالت بعض المناطق تعاني من خدمات اتصالات وانترنت ضعيفة جداً ، وخاصة في شمال قطاع غزة بالرغم من عودتها في أغلب أماكن القطاع، ولكن كما تم إعلانه فإن الشركات الفلسطينية العاملة سوف تنقطع خدماتها يوم الخميس المقبل بعد نفاذ الوقود وكافة مصادر الطاقة التي تعتمد عليها مكونات الشبكة.
ما هو حجم الخسائر المالية فى هذا القطاع المهم؟
من الصعب تحديد هذه الخسائر الآن نظراً لعدم قدرتنا على التواجد على الأرض في القطاع.
ماذا يحتاج قطاع الاتصالات في غزة للعمل بكامل طاقته مرة أخري؟
لم يبنَ قطاع الاتصالات في غزة في يوم وليلة ولكن بجهود الجميع نحن قادرون على إعادة بنائه بأسرع وقت ممكن بمجرد أن تنزاح هذه الغمة.
كم المدة التي تستغرقها عملية عودة قطاع الاتصالات لعافيته؟
قد تستغرق عاماً كاملاً بعد انتهاء العدوان في حال توفر جميع المواد اللازمة كما أشير إلى أن الشبكة الحالية للهاتف الخلوي تعمل بتقنية الجيل الثاني، وفي حال تم إعادة إصلاح وبناء الشبكة الحالية على نفس التقنية فإن قطاع غزة لن تعود له الخدمة بتاتا، وذلك لأن الشركات أوقفت تصنيع الأجهزة والمعدات التي تعمل بتقنية الجيل الثاني، والتي قد اندثرت عالميًا.
كيف ترى الموقف المصري تجاه ما يحدث في قطاع غزة خاصة في قضية قطع الاتصالات؟
الأخوة المصريين أبدوا رغبتهم بالمساعدة وتخفيف العبء عن أهالي القطاع ولا نتوقع أنهم سيدخرون جهداً للقيام بذلك.
طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدنة إنسانية فورية في غزة كيف ترى أهمية تلك الهدنة؟
نحن بحاجة ماسة إلى هدنة إنسانية فورية يعقبها توقف الحرب بشكل تام، هذه الحرب المأساوية أضرت بكل القطاعات في غزة مما انعكس على الأهالي بشكل كبير، ما يحدث الآن غير إنساني ويجب أن يتوقف.
ظهرت المخططات الإسرائيلية واضحة حول تهجير الفلسطينين من أراضيهم.. ما تعليقك؟
لا يخفى على أحد أن الاحتلال يرغب بالتوسع في أراضينا وإنهاء وجودنا، لكن منذ عام 1948 وما سبقه وتلاه من أحداث من الواضح أن شعبنا الفلسطيني لا يتخلى عن أرضه أبداً ولا يرضى عنها بديلاً وهذا موقف القيادة الفلسطينية كذلك بالتأكيد.
أخيرًا.. ما هو المخرج من هذه الأزمة وفق ما تراه القيادة السياسية الفلسطينية؟
من حقنا أن نعيش بسلام، وأن تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ويجب أن يكون القانون الدولي مطبقاً على الأرض وليس مجرد شعارات ترفع أو تستخدم بانحياز، وأن يقف العالم في وجه الاحتلال الإسرائيلي على عملية السلام، وأن تكون دولة فلسطين كاملة السيادة على الأرض.