صحيفة “يديعوت أحرونوت”: مدينة إسرائيلية تواجه الانهيار وصرخات غاضبة منها
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، في تقريرٍ نشرته، أنه بعد حرب غزة هدد الانهيار مدينة إسرائيلية سياحية، إذ ارتفعت صرخات الأصوات الغاضبة منها، التي طالبت بدعم الحركة التجارية فيها.
وفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن "إيلات" تواجه أزمة مزدوجة في ظل الحرب على قطاع غزة، فعلى الرغم من ارتفاع عدد المقيمين في مدينة السياحة والعطلات بنحو 50% مع وصول عشرات الآلاف من سكان غلاف غزة، فإن الحركة التجارية في تدهور كبير بسبب انعدام الحركة السياحية في المدينة المطلة على البحر الأحمر .
وذكرت الصحيفة أن إيلي لانكري، رئيس بلدية إيلات، أصدر نداءً عاجلاً لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو للتصدي للأزمة الاقتصادية، يقول فيه: "اقتصاد المدينة يواجه الانهيار، وبدون مساعدات حكومية ضخمة وفورية، قد تنهار المدينة اقتصادياً واجتماعياً، وستكون تكلفة إعادة إعمارها عشرات الآلاف من تكلفة المساعدات المطلوبة الآن".
ونقلت الصحيفة عن إيلان نيزمودينوف (30 عاماً)، وهو صاحب متجر، قوله: "ببساطة لا يوجد عمل، كل شيء مات، هناك أشخاص، لكن لا مال، أشعر بأنني أتيت إلى المكان لأعتني به وليس للعمل فيه".
وأضاف: "أنا أستحق مساعدة الدولة، لأنه خلال شهر سيكون الوضع كارثياً، ولا أحد يساعدنا، ولا أحد يتحدث إلينا".
وتابع: "فهمت أن هناك إمكانية للمنح، لكن هناك نحو 600 نموذج ومعايير كثيرة، أريد فقط أن أعمل، الوضع أسوأ من جائحة كوفيد".
وأيضاً، قال: "لا أرى كيف سيأتي السياح إلى هنا قريباً، ببساطة لن يأتوا، لن تكون هناك سياحةٌ، إذ لن تكون هناك إيلات".
وأُغلِقَت حانة "ذا بيرز" في المركز السياحي، والتي افتتحت عام 2008 أمام نحو 300 شخص، عندما اندلعت الحرب، من بين 15 فرداً من أفراد الطاقم، جُنِّدَ 9 كجنود احتياط، وضمن ذلك تومر وشريكيه بن آدا وأفيتار أوهانا.
يقول تومر: "في 7 أكتوبر نُقِلنا إلى الاحتياط، كل واحد إلى مكان مختلف، وضمن ذلك غزة، والحانة مغلقة، وليست لدينا القدرة على فتحها بدون موظفين".
وأضاف: "نحن ندرك أهمية التعبئة والتجنيد، فنحن نخدم في الاحتياط منذ 18 عاماً، ولدينا أشياء مهمة جداً يجب التعامل معها، ومع ذلك، نتوقع تلقي المساعدة من السلطات، وكان من المفترض أن تكون هذه هي الخطوة الأولى".
وتكلم يوناتان شاحر (40 عاماً)، من مطعم "بابي" الذي افتُتِحَ في أبريل 1985، وهو من أقدم المطاعم في المدينة، عن انخفاض بنسبة نحو 60% في نطاق العمل، وفي عدد الموظفين كذلك.
حيث، قال: "من بين 50 موظفاً اليوم، لدينا 8، ففي 7 أكتوبر، توقف كل شيء، نحاول مساعدة أولئك الذين يستطيعون التبرع بأكبر قدر ممكن، ونقدم خصومات لجميع رواد المطعم، ونتبرع بالوجبات، وندعو الأشخاص الذين أجلوا بتناول الطعام هنا".
وأيضاً، يواجه سائقو سيارات الأجرة في إيلات انخفاضاً كبيراً في الدخل، إذ يقول سائق يُدعَى عوفر (64 عاماً): "الوضع سيئ، لا يوجد سياح ولا شيء، الفنادق ممتلئة ولكن بسكان البلاد الذين أُجلوا، وهم بالكاد يخرجون من الفنادق، العمل انخفض بنسبة 50% على الأقل".
والجدير ذكره أن الحرب والتوترات الإقليمية هزَّت الأسواق الإسرائيلية، فقد هبط المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب، TA-35، بنسبة 9%، وتراجع سعر الشيكل أمام الدولار، في ظل توقع المستثمرين استمرار الصراع لأمد طويل يحمل معه تكاليف اقتصادية كبيرة، فيما ارتفعت تكلفة التأمين على الديون السيادية الإسرائيلية.
قال الخبير الاقتصادي الأول في الشركة الاستثمارية الإسرائيلية Psagot Investment House، جاي بيت أور: إن التداعيات قد تكون أسوأ من المواجهة التي استمرت لمدة شهر بين إسرائيل وحزب الله في 2006 -والتي تعد واحدة من أكبر الحروب الحديثة التي خاضتها إسرائيل- وقد ينكمش الناتج الاقتصادي بما يصل إلى ما بين 2 و3% بين الربعين الثالث والرابع من هذا العام.
وأوضح: "نحن في انتظار عملية طويلة، وسوف تحمل خسارة فادحة على الاقتصاد الإسرائيلي، الناس يلغون عطلاتهم وحفلاتهم وفعالياتهم، الناس يبقون في منازلهم، الأطفال في البيوت، والكثير من الأشخاص لا يمكنهم العمل".
وأشارت الصحيفة إلى أن المدارس في جميع أنحاء إسرائيل لجأت إلى التعليم عن بُعد.
وفيما يتعلق بقطاع الخدمات، تبدو الضغوط حادة، حسب الصحيفة، ففي أي أسبوع اعتيادي، تستكمل نينا مزراحي، سائقة سيارة أجرة من شمال إسرائيل، ما بين 20 و40 رحلة يومياً. في الأسبوع الماضي، بلغ متوسط الرحلات رحلةً واحدةً فقط، قالت نينا: "لا يوجد عمل.. لا أدري حقاً كيف ستستمر الشركات الصغيرة (في عملها)".
هذا، وعانى قطاع السياحة أيضاً، في الوقت الذي يبدأ فيه موسم الذروة الاعتيادي بين أكتوبر وديسمبر حيث قالت رئيسة جمعية المرشدين السياحيين في إسرائيل، جانيت بيليج: إن بعض الرحلات أُلغيت حتى مدة تصل إلى عامين، في خضم مخاوف من أي اجتياح انتقامي لغزة قد يتحول إلى حريق إقليمي.