كرم جبر: أحداث غزة غيرت المسار وحددت الأولويات لدى المصريين.. عهد الرئيس السيسي العصر الذهبي للوحدة الوطنية.. الرأي العام العالمي متوافق مع مصر ويرفض التهجير القسري
أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن المصريين يحترمون منصب الرئيس، مضيفًا أن الانتخابات الرئاسية لم تعد صوت في الصندوق بل ترسخ معالم الدولة لذلك يجب التعامل معها بمنتهى الاحترام والوقار وكذلك بسبب المهام الكبيرة والخطيرة الملقاه على عاتقه، ومصر دولة عظيمة وقوية ولها تاريخ.
جاء ذلك خلال حديثه مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامج "مانشيت"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي".
وأضاف أن الانتخابات هذه المرة تجرى في ظروف استثنائية، ولو علم المصريين حجم التحديات والضغوطات التي تواجهها مصر خلال الفترة الحالية، لذهبوا بالملايين إلى صناديق الانتخابات، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية الحالية هي بمثابة "انتخابات التحدي" والدفاع عن الأمن القومي المصري.
وأوضح أن شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي ارتفعت إلى ذروتها مثل ما كانت عليه في 2014 نتيجة شعور المصريين بالخطر الذي يحاك بدولتهم، والإدارة الناجحة لملف الأزمة في غزة، وأصبحت الانتخابات الرئاسية بمثابة يوم الاصطفاف خلف الدولة المصرية، خاصة أن الانتخابات الرئاسية لم تعد تصويتًا لشخص ولكن تصويتًا للدولة، مشيرًا إلى أن جماعات التشكيك وإطلاق الشائعات انخفض صوتها بسبب وضوح الموقف المصري الذي لا يقبل المزايدة أمام الرأي العام داخليًا وخارجيًا، والمصريون نسيوا كل الأمور إلا غزة.
وتابع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن ظهور الرئيس السيسي بصورة أكبر من المرشحين المنافسين في وسائل الإعلام أمر منطقي وليس انحيازًا إعلاميًا، موضحًا أن ظهور الرئيس أمر طبيعي كونه رئيس الدولة ويدير ملفات ساخنة وأزمات الطاحنة، متسائلًا: "هل يتم التعتيم على نشاطات الرئيس المجلية والدولية".
وقال إننا نتعامل بكل حيادية مع جميع المرشحين للرئاسة وفق مبدأ العدالة الإعلامية وبنفس المساحة، والحملة الانتخابية للرئيس السيسي تستحوذ على نفس مساحة كل مرشح رئاسي بدون زيادة أو نقصان، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قام بعدد من الدراسات حول المعايير الدولية للانتخابات في كل العالم مثل معايير الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات، وووجد أنها مطبقة في مصر في هذه المرحلة إلى درجة كبيرة.
وقال إن المشهد الانتخابي في مصر أخذ مسارًا آخر بعد 7 أكتوبر بسبب ما يحدث في غزة، ارتفعت الروح الوطنية لأننا شعرنا بالخطر، مضيفًا أن تلك الأزمة ستجعل المصريين يذهبون إلى لجان التصويت ويرسلون رسالة للعالم أجمع بأنهم يقفون صفًا واحدًا خلف الدولة المصرية في رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، خاصة وأن المصريون في وقت الخطر يصبحون بروح واحدة وجسد واحد.
وقال جبر أن المصريين جميعًا يرفضون التهجير القسري للفلسطنيين إلى سيناء، بعدما حررناها من إسرائيل والإخوان والإرهابيين، مشيرًا إلى أداء الدولة المصرية في الأزمة رائع وفوق المستوى وكذلك أداء المؤسسات المصرية، ومعبر رفع أصبح مزار عالمي.
وأشار جبر، إلى أن العالم لا يحترم إلا القوي، وإن كنت منحني الظهر لركب ظهرك الجميع، لذلك عمل الرئيس السيسي على تقوية الجيش المصري بأحدث نظم التسليح والتدريب في العالم، وشهد الجميع في الداخل والخارج، بأننا نمتلك واحدًا من أقوى الجيوش في العالم وأكثرها تنظيمًا وتدريبًا، لأن انهيار الدول يبدأ بانهيار جيوشها الوطنية، مثلما حدث في كثير من دول المنطقة، مشيرًا إلى أنه بمجرد وقوع أحداث غزة والحديث عن مسألة التهجير، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بإجراء تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بالسويس ليرسل رسالة على الفور بمدى قوة الجيش المصري، وهي الرسالة التي استوعبتها إسرائيل على الفور، مضيفًا أن وجود الجيش المصري هو ما يمثل عامل التوازن في المنطقة.
ودعا رئيس المجلس الأعلى للإعلام الآباء والأمهات لتشجيع أولادهم على المشاركة في الانتخابات، مشددًا على أن الانتخابات الرئاسية الحالية هي بمثابة الجسر الآمن لربط المصريين في الخارج بوطنهم، وأنه لابد من التمثيل العادل للمصريين بالخارج في المجالس النيابية المقبلة، مع اتخاذ تدابير لربط أبناء المصريين بالخارج بوطنهم الأصلي.
وأشار إلى أنه كان هناك تعاون بين المجلس والهيئة الوطنية للانتخابات، قبل الانتخابات بأن يكون هذا الملف بالكامل تديره الهيئة الوطنية للانتخابات وتمت الموافقة من المجلس على التغطية من أي جهة خاصلة على ترخيص من عدمه، مضيفًا أن المجلس لم يقم بإنشاء لجان رصد لأن الهيئة الوطنية للانتخابات تقوم بواجبها من خلال مرصد إعلامي لتغطية المشهد الانتخابي، ولكن سنعمل على الفور حال ورود أي شكاوى من أي شخص.
وأكد أن عهد الرئيس السيسي، هو العصر الذهبي للوحدة الوطنية والمواطنة، مضيفًا أن الرئيس عظم من الوحدة الوطنية، موضحًا إلى أن الرئيس له عبارة شهيرة حينما قال "لو بصيت لأخوك المسيحي نظرة مش أد كده راجع إيمانك" وهو ما يؤكد أن احترام شركاء الوطن نوع من الإيمان.
وأشار إلى أن زيارات الرئيس للكنيسة في أعياد الميلاد رسخت مفهوم رئيس لكل المصريين، فلا يوجد مسلم ومسيحي بل يوجد مواطن مصر، مضيفًا أن الله سيحفظ مصر إلى أن يرث الأرض ومن عليها طالما ظلت العلاقة جيدة وقوية بين شركاء الوطن.
وقال إن مهمة الدولة المصرية القادمة هي تطهير العقول من التطرف لأن من يضغط على الزناد يكون بناءً على فتوة إرهابية، مشيرًا إلى ضرورة التذكير الدائم بما عاشته مصر من أزمة تعرض فيها شركاء الوطن لكم كبير من التجاوزات، كذلك يجب على الدولة خلال الفترة المقبلة التعامل مع العلاقة بين الأديان والأوطان ويجب التأكيد على أن حب الأديان هو انعكاس لحب الوطن.
وأوضح أنه رغم الأزمة الاقتصادية التي تخيم على العالم أجمع، إلا أن مصر تمكنت من تحقيق إنجازات لا يمكن التقليل أبدًا منها، مضيفًا أن الفترة القادمة يجب على الدولة التحول إلى المشروعات الكبيرة التي يكون لها عائد مباشر على الدولة بعدما انتهينا من مرحلة إنشاء المرافق والبناء.
وقال إن جزءً كبيرًا من أزمة الدولار مفتعلة، وأن الدولة اتخذت وستتخذ مزيدًا من الإجراءات لكبح جماح الدولار، مضيفًا أن المؤتمر الاقتصادي تناول عدد من الموضوعات الخاصة بالاقتصاد وكان هناك اقتراحات محترمة وطيبة سيتم تنفيذها على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الرئيس طالب بزيادة المكون المحلي، في الصناعات وهو ما سيعمل على تخفيف التكالب على الدولار، وأن يتم الاعتماد على المنتجات المصرية.
وحول الأزمة الفلسطينية، أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، أن الرأي العام العالمي أصبح متوافقًا بشكل كبير مع الدولة المصرية، ويرفض التهجير القسري، مضيفًا أن الدور المصري فاعل وقوي وهناك تعاون مع كل الأطراف والغرض النهائي هو الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وأقامة دولتها.
وأضاف أن موقف رئيس الدولة تجاه أحداث غزة اتسم بالشجاعة والقوة والحكمة، وكان على مدار الـ 24 ساعة في مباحثات واتصالات وزيارات في كل أنحاء العالم لحل الأزمة، وهو ما ساهم في انقلاب الموقف الإسرائيلي رأسًا على عقب، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت قبلة العالم لتسويه الأوضاع في غزة وهذا هو الدور التاريخي والطبيعي الذي لعبته مصر على مدار التاريخ، وأزمة غزة غيرت المسار وحددت الأولويات لدى المصريين الفترة الماضي، وأخرست الألسنة، حتى إن الإعلام الأجنبي لم يجد ثغرة في الموقف المصري تجاه الأحداث في غزة.
وأشار إلى أن المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل أصبحت ضرورة ملحة، مضيفًا أن على حماس التحول من "العمل المسلح" للعمل السياسي خاصة وأن العالم يرفض التهجير القسري للفلسطينيين ويؤيد حل الدولتين، كما أن مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين كشفت عن "العقلانية السياسية" لحماس.