الاستخبارت التركية تحذر الموساد الإسرائيلي من مغبة المساس بقادة حماس على أراضيها
استدعت إسرائيل نجاحات سابقة لها في تصفية عناصر فلسطينية بارزة بعد عملية ميونيخ 1972 للتلويح بها في وجه كبار قادة حركة حماس، الذين تتهمهم بالوقوف وراء هجوم السابع من أكتوبر الماضي، سواء أكانوا في قطاع غزة أم في لبنان وقطر وتركيا، مثلما جاء في تهديد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار.
اكدت مصادر استخباراتية تركية ان جهاز MİT التركي أرسل تحذيرات مباشره لجهاز الموساد الإسرائيلي
بأن اي محاوله للموساد للقيام بأي عملية ضد اي قيادي من حماس ياتي ذلك بعد إعلان إسرائيل بأنها ستستهدف قيادات حماس في الخارج وتحديدا في الاراضي التركية فإن عواقب ذلك ستكون وخيمه جدا وستدفع اسرائيل ثمن ذلك باهضا"
وفيما قللت حماس من التهديد بتصفية قادتها كشف رئيس الشاباك عن أن القرار قد اتخذ وأن مجلس الوزراء الإسرائيلي “حدد هدفا… هو القضاء على حماس. هذه ميونيخ الخاصة بنا. سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر. (ربما) يستغرق الأمر بضع سنوات لكننا مصممون على تنفيذه”.
وبذكره ميونيخ كان بار يشير إلى رد فعل إسرائيل على مقتل 11 من أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي عام 1972 عندما شن مسلحون من منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية هجوما على دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ.
وردت إسرائيل بتنفيذ حملة اغتيالات مستهدفة نشطاء وأعضاء المنظمة على مدى عدة سنوات وفي عدة دول. وقتلت وائل زعيتر، ممثل منظمة التحرير في إيطاليا، ومحمود الهمشري، ممثل المنظمة في باريس. لكن الاغتيال الأبرز كان ضد قادة فلسطينيين في لبنان وهم محمد يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، وذلك بعد اقتحام مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت.
وكانت إسرائيل قد نفذت قبل ذلك عملية اغتيال استهدفت القاص والروائي الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت ردا على عملية فلسطينية استهدفت مطار اللد في تل أبيب.
ويقول مراقبون إن وصْف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج، بالزعامة السياسية لا يقدم ولا يؤخر عند الإسرائيليين بعد أن قاموا سابقا بتصفية كنفاني وعدوان وقيادات سياسية – عسكرية مثل خليل الوزير (أبوجهاد) وقيادات فلسطينية أخرى بارزة في مدن وعواصم مختلفة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد أن اقتحم مسلحوها الحدود بينها وبين غزة في السابع من أكتوبر وقتلوا 1200 شخص معظمهم من المدنيين واحتجزوا نحو 240 رهينة.
ولا شك أن حديث إسرائيل عن القضاء على الحركة يعني تصفية أبرز قياداتها في الداخل والخارج.
والنجاح في تصفية أي قيادي بارز سيسمح لحكومة بنيامين نتنياهو بالإعلان عن تحقيق نصر رمزي مهم لإقناع الإسرائيليين بأنها انتقمت من حماس ووجهت لها ضربات مؤثرة، كما يعيد إلى إسرائيل اعتبارها كقوة عسكرية وأمنية بعد أن هز هجوم السابع من أكتوبر صورة جيشها كأقوى جيش في الشرق الأوسط.
على رأس قائمة المطلوبين
ووضعت إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ستة من قادة حماس هدفا للاغتيال، بينهم 3 في الداخل، وهم: يحيى السنوار، رئيس حماس الفعلي، ومحمد الضيف، الرجل الذي تطارده إسرائيل منذ سنوات، ومروان عيسى الذي وصفته الصحيفة برجل الظل والنائب العسكري للسنوار.
أما ثلاثة الخارج فهم هنية ومشعل وصالح العاروري، الذي قالت الصحيفة إنه “الرجل الثاني في حماس، والمسؤول عن أنشطة ذراعها العسكرية في الضفة الغربية”.
ويقيم هنية ومشعل في قطر، أما العاروري فيقيم في بيروت، بعد أن كان يتنقل بين لبنان وتركيا، إلى أن طلبت تركيا من قادة حماس، وبينهم العاروري، مغادرة أراضيها مع بداية “طوفان الأقصى”، وفق ما أشار إليه موقع المونيتور خلال أكتوبر، في خطوة بدا أن الهدف منها نأي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببلاده عن الهجوم.
ويوجد في لبنان العدد الأكبر من قادة حماس، الذين يظهر البعض منهم علنًا باستمرار، مثل أسامة حمدان وموسى أبومرزوق والعاروري الذي حظي بلقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله في أكتوبر بصحبة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة.
وتمتلك إسرائيل خبرات في تنفيذ الاغتيالات في لبنان سواء التي تستهدف قيادات فلسطينية أو أعضاء من حزب الله، ولن يكون من الصعب على عملائها في لبنان التسلل إلى محيط قادة حماس وتنفيذ الخطة.
ولن تتأخر حكومة نتنياهو في تنفيذ مهمة استهداف هنية أو مشعل في قطر بالرغم مما قد يحمله ذلك من حرج للقيادة القطرية، وهو أمر يمكن أن تتعامل معه بالقنوات الدبلوماسية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الحلفاء الأميركيين.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون الهدف من التلويح بالاغتيالات وسيلة للضغط على قادة حماس والدول المستضيفة للتقليل من ظهورهم الإعلامي ووقف ما تعتقد أنه تحريض ضدها، أو دفعهم إلى المغادرة خاصة بالنسبة إلى قطر التي قد تجد نفسها مجبرة على التخلي عن حليفتها حماس تحت ضغط إسرائيل وإدارة جو بايدن.
ويمكن أن يكون التلويح بورقة الاغتيالات وسيلة ضغط للعودة إلى مفاوضات تسليم الرهائن الموجودين لدى حماس في الداخل.
وفي العادة توكل مهام التصفيات لفريق مشترك من جهازي الشاباك والموساد، الأول هو الأكثر اختراقا للفلسطينيين في الضفة وغزة وداخل عرب 48، والثاني يشمل بقية العالم. وينتظر أن يشترك الجهازان في التنفيذ لأن كل خيوط زعماء حماس تبدأ من غزة والضفة.
وفي عام 1997 سعى عملاء الموساد لتسميم مشعل في عمّان، واضطرت إسرائيل إلى منح الأردن الترياق اللازم لإنقاذ حياته. وآنذاك كان نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء.
وأكدت حماس الاثنين أن تهديدات إسرائيل باستهداف قادتها داخل فلسطين وخارجها تعكس المأزق الذي يعيشه الاحتلال، وتمثل انتهاكا لسيادة الدول الشقيقة التي يوجد فيها أبناء وقادة الحركة.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس إن هذه التهديدات لا تخيف أحدا من قادة الحركة الذين “امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء الشعب الفلسطيني الصابر”.