الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"رؤوس لم تقطع وحوامل لم تجهض" تحقيق لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية يكذب مزاعم الاحتلال بشأن هجوم “طوفان الأقصى” بشهادة هاارتس الاسرائيلية

الثلاثاء 12/ديسمبر/2023 - 06:19 م
صورة ارشيفية غزة
صورة ارشيفية غزة

كشف تحقيق أجرته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، نُشر الثلاثاء 12 ديسمبر 2023، أن الادعاءات التي أصدرتها اسرائيل  بشأن حدوث فظائع في هجوم عملية "طوفان الأقصى"، يوم السابع من أكتوبر الماضي، كانت زائفةً، والهدف منها هو حشد الرأي العام الإسرائيلي والدولي للانتقام العنيف من غزة.

 

وأبان تحقيق الصحيفة أنه "لم تقطع رؤوس، ولم يوضع أطفال في أفران، أو تُبقر بطون حوامل، أو يتم تقييد أيادي أطفال خلف ظهورهم".

 

كما كشفت الصحيفة أنه "خلال هجوم 7 أكتوبر لم يُقتل سوى رضيعة واحدة من ضمن 40 قاصراً قُتلوا في الهجوم".

 

ولاحظ التحقيق الذي أجراه "قسم الاستقصاء"، التابع للجريدة، عدم اتساق مجموعة من الشهادات التي أدلت بها أطراف إسرائيلية، إلى جانب كون العديد منها كاذبة، وفقاً للبيانات التي جمعتها على مدى شهرين من الهجوم.

 

 

ووصلت الصحيفة إلى أن "هذه الفظائع الزائفة التي ادعتها إسرائيل كانت في إطار البروباغندا الإسرائيلية الرامية إلى حشد الدعم الدولي"، مشددة على أن هذه الحملة الدعائية شارك فيها جنود من قوات الاحتلال وعناصر في الوقاية المدنية، إلى جانب مسؤولين سياسيين كبار، ثم تساءلت الصحيفة: "هل شارك بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس إسرائيل، إسحاق هيرتسوغ، في نشر هذه الأكاذيب؟".

 

 

ليس التحقيق الوحيد

تحقيق الصحيفة الفرنسية لم يكن الوحيد الذي فنَّد مزاعم  الاحتلال، بل إن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فنّدت، في تحقيق نشرته يوم الأحد 3 ديسمبر 2023، ما روَّجته تل أبيب عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم بهجوم حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر مؤكدةً أن تلك الرواية "غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع".

 

وقالت الصحيفة إن ما جرى في ذلك اليوم أدى إلى انتشار "قصص رعب لم يحدث أي منها على أرض الواقع". واستندت إسرائيل إلى حد كبير في تبرير حربها المدمرة على قطاع غزة إلى هذه المزاعم التي كشف التحقيق الاستقصائي عدم صحتها.

 

 

نشر الأكاذيب

الصحيفة أشارت إلى أن القصص المزعومة بشأن "الفظائع المُرتكبة"، استند بعضها إلى تفاصيل أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، وجنود في جيش الاحتلال، ومتطوعون في فرق البحث والإنقاذ.

 

كشفت الصحيفة أن بعض هذه الادعاءات قد تبيَّن أنها لا أساس لها من الصحة، كما أقر جيش الاحتلال بأن إحدى هذه القصص المكذوبة انتشرت بناء على مزاعم أدلى بها جندي إسرائيلي واحد على الأقل.

 

منظمة "زاكا" الإسرائيلية غير الحكومية، التي تعمل في مجال الإغاثة والإنقاذ، وتطوعت بالعمل في مواقع الهجمات، قالت إن بعض المنتسبين إليها "ربما أخطأوا فهم" ما رأوه؛ لأنهم ليسوا متخصصين في الطب الشرعي"، وتُشير الصحيفة إلى أن عاملين في المنظمة أدلوا بشهادات لوسائل الإعلام. 

 

تُشير الصحيفة إلى أن من أبرز القصص التي تداولها الناس في الأحداث بناءً على شهادات غير موثوقة ومعلومات مضللة، هي قصة مقتل بعض الأطفال والرضع الإسرائيليين.

 

 

شهادات كاذبة لجنود 

لفتت الصحيفة إلى تقرير نشرته قناة "i24" الإخبارية الإسرائيلية بعد بضعة أيام من الهجوم، زعم أن المهاجمين قطعوا رؤوس 30 طفلاً، وسرعان ما تصدَّر هذا الخبر المزعوم عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

 

تضيف الصحيفة أنه "على الرغم من تزايد الشكوك بشأن صحة هذه القصة، بدأت تظهر شهادات أخرى غير موثوقة عن فظائع مزعومة ارتُكبت بحق الأطفال والرضع، وكان من أبرزها شهادة أدلى بها العقيد (احتياط) جولان فاخ، رئيس وحدة البحث والإنقاذ العسكرية الإسرائيلية، الذي ادَّعى أنه رأى جثثاً لرضعٍ محروقين".

 

عقب ذلك، نشر مراسل إسرائيلي، الأسبوع الماضي، مقابلة مع جندي ادَّعى أنه رأى مجموعة من "الأطفال والرضع المشنوقين على حبل غسيل"، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني.

 

أكدت "هآرتس" أن هذه الادعاءات كاذبة، وكشفت المعلومات التي جمعها "معهد التأمين الوطني الإسرائيلي" وتحقيقات الشرطة وقادة الكيبوتسات، أن هذه الهيئات تكاد تنتهي من أعمال تحديد هوية القتلى الإسرائيليين في السابع من أكتوبر، ومع ذلك فإنها لم تحدد إلا رضيعاً واحداً بين القتلى حتى الآن.

 

توضح الصحيفة أن "الأطفال الذين  استشهدوا في ذلك اليوم، كان منهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وطفلان في السادسة من العمر، وطفلان في الخامسة من العمر، وتتراوح أعمار غالبية الأطفال الذين استشهدوا بين 12 و17 عاماً، وبعضهم استشهد بفعلِ الصواريخ".

 

كذلك نقلت "هآرتس" عن متحدث عسكري إسرائيلي -لم تذكر اسمه- قوله إن الجندي الذي زعم أنه رأى "أطفالاً مشنوقين على حبل غسيل" كان جندي احتياط، ولم يتحدث بصفة رسمية، وقد نفى الجيش الإسرائيلي مزاعمه.

 

حين سُئل المتحدث العسكري الإسرائيلي عما قاله العقيد فاخ، الذي زعم أنه رأى رضعاً محروقين، قال المتحدث إنه أخطأ، وقال "رضعاً"، لكنه كان يقصد "أطفالاً".