الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

مبادرة مصرية لإنهاء حرب غزة.. الخطة تقوم على ثلاث مراحل تدريجية لوضع حد للصراع بين حماس وإسرائيل.. تل أبيب تدرس المبادرة.. ونتنياهو يؤكداستمرار الحرب "حتى النصر"

الإثنين 25/ديسمبر/2023 - 01:57 م
صورة ارشيفية غزة
صورة ارشيفية غزة

ظهرت أنباء علي الساحة الدولية عن طرح مصر مبادرة من ثلاث مراحل لوضع حد للصراع بين حماس وإسرائيل. ما هي خطوطها العريضة؟ لكن في الوقت نفسه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي استمرار الحرب "حتى النصر"، بينما يتحدث جنرال عن استمرار الحرب لشهور.

 

 

أفادت مصادر مطلعة على محادثات حركة "حماس" في القاهرة بأن وفد الحركة عاد إلى قطر للتشاور مع المكتب السياسي، بشأن المبادرة التي طرحتها مصر عليها، وتتضمن ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة 

 

وقالت المصادر، في تصريحات نشرها تلفزيون "الشرق" السعودي أمس الأحد (24 ديسمبر 2023)، إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وصل الدوحة بعد انتهاء المباحثات التي استمرت أربعة أيام في القاهرة، مشيرةً إلى أن "حماس" ستدرس في إطار مكتبها السياسي، ورقة المبادرة المصرية التي تسلمتها في مصر لوقف النار.

 

ووصل وفد من "حماس" بقيادة هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة، يوم الأربعاء الماضي، لبحث قضية الأسري والملفات الخاصة بقطاع غزة، مثل المساعدات الإغاثية، وإعادة الإعمار، وما وصفته المصادر بـ"إنهاء الانقسام".

 

وتتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها "حماس" سراح 40 من  الأسري الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.

 

وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 مسجونا فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.

 

وتشمل إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف "إنهاء الانقسام"، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.

 

وكذلك أشارت إلى وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" وحركة "الجهاد"، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد السجناء الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.

 

وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.

 

استمرار معاناة المواطنين في قطاع غزة

وأفادت المصادر المُطلعة بأن مصر قدمت مبادرة للقوى الفلسطينية لتشكيل حكومة "تكنوقراط" بعد انتهاء الحرب في غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء، مشيرةً إلى أن حركة "حماس" أبدت موافقتها على هذا الاقتراح. وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن "تعيد مصر إطلاق حوار وطني فلسطيني بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها"، موضحة أن "القاهرة تدرك أن إطلاق حوار فلسطيني-فلسطيني الآن قد يواجه عقبات وخلافات بشأن البرامج والحصص وغيرها، ما قد يؤخر إطلاق عملية إعادة الإعمار والإغاثة والإيواء في القطاع".

 

وأبدت "حماس" بعض المرونة بشأن إدارة غزة بعد الحرب، وقال مسؤول في الحركة، في  نوفمبر الماضي، إن "حماس" تفضل تشكيل حكومة "تكنوقراط" فلسطينية قادرة على التعامل مع المسؤوليات الضخمة المطلوبة لإغاثة أهل غزة، وإعادة إعمار القطاع، مضيفاً أن مثل هذه الحكومة يجب أن تُشَكَّل بالتوافق الوطني.

 

وفي نفس السياق، قال عضو في حركة الجهاد الإسلامي لرويترز امس الأحد إن وفداً من الحركة الفلسطينية وصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين.

 

نتانياهو يؤكد استمرار الحرب "حتى النصر"

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة "ندفع ثمنا باهظا جدا في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال". 

 

وأضاف: "نحن مستمرون بكل قوتنا، حتى النصر، حتى نحقق جميع أهدافنا: تدمير حماس واستعادة الرهائن وضمان أن غزة لن تشكل أي تهديد مستقبلي لإسرائيل". 

وتابع نتانياهو "لنكن واضحين: هذه حرب طويلة وسنقاتل حتى النهاية، حتى يعود المختطفين ويتم القضاء على حماس ونستعيد الأمن في الشمال والجنوب". 

 

"الحرب ستستمر لأشهر"
ومن جهته، قال الجنرال الإسرائيلي، إليعازر توليدانو، قائد مديرية الإستراتيجية والدائرة الثالثة في هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية، امس الأحد، إن الحرب في غزة ستستمر لأشهر.

 

وأوضح توليدانو خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية: "ستستمر هذه الحرب لأشهر. سنحتاج إلى توظيف اقتصاد الحرب والهدف النهائي هو القضاء على حماس"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت". وأضاف: "نحن لا نوفر الذخيرة أثناء المناورة ونفعل كل ما في وسعنا لحماية جنودنا".

 

وتواصل إسرائيل عملياتها في  قطاع غزة رداً على  قيام حماس في السابع من أكتوبر الماضي بهجوم دموي تضمن هجمات صاروخية واقتحام بلدات جنوب إسرائيل واحتجاز رهائن تم اقتيادهم إلى القطاع. وخلف القتال بين حماس وإسرائيل آلاف القتلى والمصابين  لدى الجانبين.