رقص وطبول وربابة ومزمار في احتفالات العام الجديد بالمقاصد السياحة المصرية
يُعد موسم الاحتفال بالأعياد وبداية العام الميلادي الجديد، موسما رائجا لفرق الربابة والمزمار والمغنيين والراقصين الشعبيين وعروضهم الفلكلورية التي تُبهر زوّار مقاصد السياحة المصرية بوجه عام، ومقاصد السياحة الثقافية في مدينتي الأقصر وأسوان بوجه خاص.
وتنتشر فرق الفنون الشعبية من عازفي الربابة والمزمار والراقصين والراقصات داخل مختلف المنتجعات والفنادق والمنشئات السياحية في فترة الأعياد ورأس السنة، لتقديم عروض راقصة للسياح الذين يتفاعلون مع أعضاء تلك الفرق ويشاركونهم الرقص.
وقال حمادة خليفة، الخبير السياحي وصاحب أحد الفنادق المطلة على نهر النيل الخالد في مدينة الأقصر، إن "فنون الفلكلور والاستعراضات الشعبية، والطبول والدفوف وآلات الربابة والمزمار، هي معلم دائم في الاحتفالات التي تقام خلال فترة الأعياد ورأس السنة الميلادية الجديدة في مختلف مدن مصر السياحية"، مضيفا: "على مختلف لغاتهم وثقافاتهم يشاركون في تلك الاستعراضات التي تدخل البهجة عليهم، وأن تلك الفترة من العام تمثل مناسبة للترويج للفنون الشعبية المصرية وسط السياح الذين قدموا لمدينته الأقصر ولمختلف مقاصد السياحة المصرية لقضاء فترة الأعياد وراس العام من كل قارات العالم".
وأشار أسامة عبدالغني، مدير إحدى شركات السياحة العاملة في مدينتي الأقصر وأسوان، إلى أن "الفنون الشعبية المصرية تُعد أحد مقومات السياحة المصرية، وعامل جذب مهم يجب توظيفه بشكل جيد في خطط التسويق لمقاصد السياحة المصرية بالخارج."
ونوّه إلى الإقبال الكبير من قبل زوّار مدينة الأقصر من السياح الأجانب على عروض المهرجان القومي للتحطيب الذي أقيمت دورته الثالثة عشرة بساحة معبد الأقصر الفرعوني قبل أيام، حيث تجمع السياح لمشاهدة لاعبي التحطيب وهم يؤدون لعبة التحطيب أو العصا التي يشتهر بها صعيد مصر، وتعود بداياتها لعصور الفراعنة.
وبحسب عبدالغني، فإن "مدينة أسوان تشهد أيضا عروضا فلكلورية مميّزة خلال موسم الأعياد ورأس السنة، حيث يستمتع السياح بعروض فرق الفنون الشعبية التي تقدم الفلكلور النوبي الذي تتفرّد به محافظة أسوان، إضافة إلى امتداد تلك العروض التي تشهدها مدينتي الأقصر وأسوان إلى المنتجعات السياحية في مدن شاطئية مثل الغردقة وسفاجا ومرسى علم، التي تشهد عروض فرق الربابة والمزمار،والاستعراضات البدوية التي تتميز بها محافظة البحر الأحمر."
يُذكر أن المعابد المصرية وساحاتها في مدينتي الأقصر وأسوان وغيرهما من مدن مصر التاريخية، كانت مسرحا لتقديم عروض فنية واستعراضات راقصة، حرص قدماء المصريين على تسجيل الكثير منها على جدران معابدهم ومقابرهم التي شيدوها قبل آلاف السنين.
وتشير الرسوم الموجودة على مقابر النبلاء والأفراد، في جبانة طيبة القديمة، بالبر الغربي لمدينة الأقصر، وتحديدا في عهد الأسرة 18، إلى أن الملكات والكبار من الكاهنات كُنً يحملن لقب مغنيات الإله، وكانت وظيفتهن هي الرقص والغناء في المعابد.
وتُسجّل جدران المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت، في معابد الكرنك الفرعونية، شرق مدينة الأقصر، أجمل مشاهد الرقص في مصر القديمة، بينها رقصات "اكروباتية" كانت تتطلب من الراقصين والراقصات، الميل إلى الخلف، والوقوف على ساقٍ واحدة، وقد نُقِلَ هذا المشهد من مقصورة حتشبسوت، إلى جدران معبد الأقصر.
وبحسب المصادر التاريخية فإن أجمل منظر لراقصة مصرية في العصور الفرعونية، فهو معروض بمتحف مدينة تورينو الإيطالية، وهو لراقصة رسمت بالألوان على قطعة من الأوستراكا.
وأما كلمة الرقص في مصر الفرعونية، فكانت تنطق بـ "إيب" أو "إيبي"، وهي كلمة مرتبطة بالقلب، وكان المصري القديم يكتب كلمة سعادة، راسما قلادة كبيرة وقلب، أي أن قدماء المصريين ربطوا بين الرقص والقلب وسعادته.