رغم الحرب والجائحة اليمنيون يشاهدون مسرحية كوميدي في صنعاء
الثلاثاء 29/ديسمبر/2020 - 03:23 م
تجمّع عشرات الرجال والنساء والأطفال في قاعة ثقافية في العاصمة اليمنية صنعاء لحضور مسرحية كوميدية، في حدث فني نادر في بلد يمزّقه نزاع مسلح منذ ست سنوات
وتتحدّث المسرحية عن الصعوبات التي يواجهها الفنانون وبينها التمويل والعنف ونقص المدربين في بلاد تمر بما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، في وضع تفاقمه تبعات جائحة كوفيد-19.
في محاولة للترفيه عن سكان المدينة الخاضعة لسلطة الحوثيين والمهددة دوما بالضربات الجوية، عرضت مجموعة شباب أخيرا المسرحية التي تحمل عنوان "فيلم يمني"، ليرووا من خلالها مشكلات يعانيها أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.
ولجأ الشباب إلى الكوميديا لإيصال رسالتهم متجنبين المحتوى السياسي تفاديا لأي تداعيات محتملة.
وعلت أصوات الضحكات والهتاف في القاعة التي عجت بمتابعين صفقوا بحرارة خلال فترات العرض، من دون أي التزام بقواعد التباعد أو وضع الكمامات للوقاية من الفيروس.
وقال مخرج المسرحية محمد خالد لوكالة فرانس برس إنّ "الحرب أثّرت على اليمن في كل الجوانب. ونحن كفنانين لا يمكننا أن نقدّم للناس مساعدات غذائية أو نمنع الصراع، ما يمكننا القيام به هو الترفيه عنهم لإخراجهم من هذا الوضع وتقديم رسالة فنية ليستمتعوا بها".
ويشرح خالد أنّ "المشكلة الأولى والكبيرة التي نواجهها هي عدم وجود صالات عرض سينمائية لدينا"، مشيرا إلى أن الإنتاج يقتصر على أعمال تُعرض عبر الإنترنت ولا تدرّ أي عائدات على الفنانين بما لا يوفر قدرات البقاء لصناعة الأفلام.
غير أن هذه التحديات ليست وحدها ما يقيّد عمل الفنانين في صنعاء، إذ تفرض السلطة الحاكمة قواعد تتعلق باللباس والفصل بين الجنسين.
ورغم الطابع المحافظ الذي يسود المجتمع اليمني، كانت البلاد تشهد أنشطة ثقافية متنوعة بينها حفلات موسيقية.
ويأمل أحمد حلمي الذي شارك في التمثيل في المسرحية، في حصول تغيير في المشهد الثقافي في بلاده وخصوصا في صنعاء التي تضم مدينة تاريخية مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
ويقول "كل شيء توقف. البنية التحتية مدمرة بشكل كامل. وتوقفت السينما والمسرح بصورة تامة"، مضيفا "نحن كممثلين وصنّاع أفلام نعاني بشكل كبير. لا توجد بيئة لصناعة الأفلام أو المسرح".
أما عياش سبيع وهو من سكان صنعاء، فيرى أن الأنشطة الثقافية مثل العروض المسرحية مهمة لتسليط الضوء على المواهب في بلاده وعكس صورتها الجميلة بدلا من الحرب.