الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"واشنطن بوست":إدارة بايدن تشعر بالقلق من التصعيد في جنوب لبنان.. ومسؤولون أمريكيون: حرب نتنياهو في لبنان هو مفتاح بقائه السياسي.. وحقوقيون: الضفة الغربية شهدت أعلى مستويات العنف

الأحد 07/يناير/2024 - 05:14 م
حزب الله اللبناني
حزب الله اللبناني

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية  إلى قلق مسؤولين في إدارة بايدن من شن إسرائيل حملة عسكرية واسعة على جماعة حزب الله في لبنان، بهدف استقرار وضعه الداخلي وإنقاذ مسيرته السياسية.

 

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القتال الموسع في لبنان هو مفتاح بقائه السياسي، وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 أسيرة.

 

تحذير أمريكي

وفي محادثات خاصة، حذرت الإدارة الأمريكية إسرائيل من أي تصعيد كبير في لبنان، في ظل ما أشار إليه تقريرا جديداً صادراً عن وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) إلى أنه سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن ينجح في ذلك، لأن أصوله وموارده العسكرية ستكون منتشرة بشكل ضئيل للغاية نظراً للصراع في غزة، وفقا لشخصين مطلعين.

 

 تحدث أكثر من عشرة من مسؤولي الإدارة والدبلوماسيين إلى صحيفة "واشنطن بوست" لمناقشة الوضع العسكري الحساس بين إسرائيل ولبنان.

 

ويرى مسؤولون أمريكيون تحدثوا إلى صحيفة "واشنطن بوست" أن حزب الله  يريد تجنب تصعيد كبير، وأن زعيم حزب الله حسن نصر الله يسعى إلى الابتعاد عن حرب أوسع نطاقاً، مشيرين إلى خطابه الذي  ألقاه يوم الجمعة،  وتعهد فيه  بالرد على العدوان الإسرائيلي، في حين ألمح إلى أنه قد يكون منفتحا على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.

 

من المقرر أن يصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، يوم الاثنين، حيث سيناقش خطوات محددة "لتجنب التصعيد"، حسبما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.

 

ونقلت "واشنطن بوست" عن  ميلر قوله: "ليس من مصلحة أحد – لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم – أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة".

 

هجوم وقائي على حزب الله

وقال مسؤولون أمريكيون إنه منذ هجوم حماس في أكتوبر، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله. وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين، والقوات الوكيلة الأخرى إلى الصراع - وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.

 

ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله الأكبر بكثير من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة.

 

وقال بلال صعب، الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله".

 

وأضاف قائلا "قد يضرب حزب الله إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافاً حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".

 

تهديد بنشوب صراع أوسع

استمر التهديد بنشوب صراع أوسع نطاقا في التزايد يوم السبت حيث أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا على إسرائيل ردا على الاغتيال المشتبه به للقيادي البارز في حماس صالح العاروري وستة آخرين في غارة جوية في ضواحي بيروت، العاصمة اللبنانية، قبل أيام.

 

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

 

وفقًا للاستخبارات الأمريكية التي استعرضتها "واشنطن بوست"، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر

 

تتنامى المخاوف من احتمال توسّع رقعة الحرب في الشرق الأوسط على خلفية الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، بعد انفجارات في لبنان والعراق وإيران. وليس من الواضح بعد ما إذا كان بالإمكان تفادي السيناريو الأسوأ.

 

 

أرشيف: مناورات لقوات حزب الله في جنوب لبنان (21 مايو 2023)

 

 

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام اليوم أن أطراف بلدتي عيترون ويارون تعرضت صباح اليوم، لقصف مدفعي متقطع من الجانب الإسرائيلي.

 

وأشارت إلى أن إسرائيل  "صعدت  مساء أمس من اعتداءاتها  على القرى الجنوبية في القطاعين الغربي والاوسط، فأغار الطيران الحربي المعادي على أطراف بلدتي المعلية والقليلة، وقصفت مدفعيته الثقيلة اطراف عدد من البلدات في القطاع الغربي وجبل اللبونة وجبل العلام".

 

وحسب الوكالة، "كان الطيران الاستطلاعي المعادي حلق طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا حتى مشارف مدينة صور، كما استمر العدو بإطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق". ولفتت إلى أن "الجمعيات الإسعافية والدفاع المدني أصدروا بيانات متتالية وجالت سيارات على القرى والأحياء السكانية تحذر الأهالي والمدنيين عبر مكبرات الصوت  من الاقتراب السريع من أماكن القصف المعادي تخوفًا من تكرار الغارات في المكان نفسه وترك العمل الإنقاذي لأصحاب الاختصاص من الدفاع المدني".

 

ودوت صفارات الإنذار في شمال  إسرائيل  السبت بعد أن قالت جماعة حزب الله  اللبنانية إنها أطلقت صواريخ على إسرائيل التي أعلنت بدورها أنها ردت بضرب "خلية إرهابية". وكثيرًا ما تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية، وتشهد الضفة الغربية حالة غضب تصل إلى حد الغليان، بينما يبدو أن الحوثيين المتحالفين مع إيران عازمون على مواصلة الهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر حتى توقف إسرائيل قصفها لقطاع  غزة 

 

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول عربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

 

في سياق متصل، بحث دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون كبار اليوم الأحد سبل منع اتساع نطاق حرب غزة في الشرق الأوسط، لكن إراقة الدم المستمر تظهر الصعوبات التي تواجه هذه المساعي بعد ثلاثة أشهر من بدء الصراع.

 

 

دمار قصف الناقورة اللبنانية - صورة بتاريخ 4 يناير 2024

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على  فلسطينيين هاجموا جنودًا في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأحد، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن ستة فلسطينيين استشهدوا في الغارة الجوية. ووفقًا لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وأصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار عبوة ناسفة خلال عمليات في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

 

وشهدت الضفة الغربية بالفعل أعلى مستويات العنف منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت الهجوم  الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لكن المواجهات تصاعدت بشكل حاد منذ أن شنت إسرائيل هجومها الانتقامي الذي دمر قطاع غزة قائلة إنها تهدف للقضاء على حماس. وقُتل مئات الفلسطينيين بالضفة الغربية في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية واعتقلت قوات الأمن الآلاف.