قواعد جديدة تدخل حيز التنفيذ لزيارة مسجد آيا صوفيا في تركيا
كان المشروع الخاص بمسجد أيا صوفيا هو الأقرب لقلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- ولكنه أيضا المشروع الذي قوبل بانتقاد دولي.
ففي صيف 2020، أعاد أردوغان آيا صوفيا، ليكون مسجدا بعد أن كان كنيسة أساسا، تم تحويلها إلى مسجد عثماني ، تم تحويله إلى متحف . وفي ذلك الوقت، أكد أردوغان للمواطنين أنه سوف يتم إلغاء رسوم الدخول، مضيفا أن الصرح الثقافي سيظل مفتوحا للجميع- مسلمين أو غير مسلمين على حد سواء.
وتقرر أن يكون هناك تغير آخر كبير ابتداء من 15 يناير الجاري فقد أصبح دخول آيا صوفيا مقيدا، كما سوف يتعين على الزوار دفع رسوم مجددا.
ويأمل وزير السياحة التركي محمد نوري آرصوي في أن يؤدي هذا لتحسين التعايش بين الزوار الدينيين والسياحيين. وكان آرصوي قد قال مؤخرا إن الزوار السياحيين يحدثون ضجيجا ويشوشون على الهدوء والصلاة.
وحتى مؤخرا، كان يتم السماح للزوار والمصلين بدخول الجزء الداخلي لآيا صوفيا سويا، في ظل وجود حواجز ولافتات تبقي على مسافة معينة بينهما.
مع ذلك، ابتداء من الآن، سوف يتم إدخال المصلين والسائحين عبر مداخل مختلفة. وعلى الرغم من أن المصلين يمكن أن يستخدموا نفس المداخل السابقة، فإنه سوف يتم توجيه السائحين عبر رواق في الطابق العلوي.
ووفقا لآرصوي، فإنه لن يتم السماح للمرشدين السياحيين مصاحبة الزوار عبر الممرات. وسوف يتم استخدام سماعات أذن عوضا عنهم.
وقال ارصوي" أولويتنا هناك هي الصلاة ". مع ذلك، أشار إلى أن المبنى من مواقع التراث الثقافية العالمية، ولذلك يجب أن يبقى مفتوحا لجميع الزائرين حول العالم.
وتقول زليحة دومان / 29 عاما/ التي عادت إلى إسطنبول قادمة من ألمانيا لرؤية آيا صوفيا بعد أن تم تحويله إلى مسجد بانها وجدته" يسلب الألباب" .
وقالت مرحبة بالقواعد الجديدة " طالما كانت رسوم الدخول ليست باهظة للغاية، أنا أعتقد أن الأمر مقبول". وأضافت" لماذا لا يجب أن تستفيد تركيا والحكومة من هذا المكان؟ يمكن توجيه هذه الأموال إلى الحفاظ على مزيد من الأماكن الدينية.
ويشار إلى أن آيا صوفيا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو بصفته جزءا من تاريخ إسطنبول منذ عام 1985.
كان آيا صوفيا، الذي بناه الإمبراطور جستنيان، يعد أكبر مكان للعبادة في المسيحية لما يقرب من ألف عام. لقد كان الكنيسة الرئيسية أثناء الإمبراطورية البيزنطية. ومنذ القرن السابع، كان يتم تتويج من يصبح امبراطورا بداخله.
وعقب أن قام العثمانيون بغزو القسطنطينية (اسطنبول حاليا) في عام 1453، تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. وبناء على أوامر مؤسس الجمهورية التركية مصطفي كمال أتاتورك، تم تحويل المبنى إلى متحف في عام 1934 حتى صيف 2020.
وتمثل آيا صوفيا أهمية رمزية بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس حول العالم، تماثل أهمية كاتدرائية القديس بطرس للكاثوليك.
وعقب تحويل المبنى إلى مسجد، انهالت الانتقادات من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية. كما انتقدت مؤسسة اليونسكو اتخاذ القرار بدون مشاورات.
وبالنسبة لأردوغان، فإن تحويل المكان إلى مسجد كان " حلم طفولته"، مثلما قال هو نفسه، وأيضا إرضاء للناخبين المتدينين. وتم إجراء بضعة تغيرات خارجية في ذلك الوقت، على سبيل المثال، تم وضع سجادة خضراء فوق الأرض الرخامية.
ويبدو واضحا أن جميع هذه الأمور لم تنتقص من شعبية هذا المعلم. ووفقا للإحصاءات الرسمية، زار نحو 6ر13 مليون شخص معلم آيا صوفيا في 2022، وليس جميعهم زوارا من أوروبا.
وقد ارتفع عدد الزائرين من إندونيسيا على وجه الخصوص، بحسب ما قاله إمام آيا صوفيا بنيامين توب أوغلو لوكالة أنباء الأناضول التركية عام 2023.
ولم يتم بعد تحديد قيمة الرسوم. ويقول وزير السياحة ارصوي إن العائدات سوف يتم إنفاقها على الأصول الثقافية، من أجل أعمال الحفر أو الحفاظ على المعالم مثل آيا صوفيا.