اتفاق تطبيع تاريخي ودولة للفلسطينيين وضمانات أمنية لإسرائيل.. خطة أمريكية لمستقبل غزة بعد الحرب
قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في المنتدى الاقتصادي العالمي،أمس الثلاثاء ، إن استراتيجية إدارة بايدن لغزة ما بعد الحرب تتمثل في ربط التطبيع بين الاحتلال والمملكة السعودية بشق الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، حسب ما كشف عنه موقع أكسيوس الأمريكي.
وتكررت تعليقات سوليفان مع رسالة وزير الخارجية أنتوني بلينكن الخاصة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب الأسبوع الماضي، فيما تأمل إدارة بايدن في استخدام اتفاق سلام تاريخي محتمل بين إسرائيل والمملكة السعودية كوسيلة ضغط لإقناع إسرائيل بالانضمام إلى خطتها لغزة ما بعد الحرب.
استراتيجية أمريكا بشأن غزة بعد الحرب!
وبموجب الاستراتيجية الأمريكية، سيتعين على نتنياهو في نهاية المطاف أن يقرر نوع الضربة السياسية التي سيتلقاها محلياً من أجل الحصول على صفقة تطبيع تاريخية، فيما طرح سوليفان 4 مبادئ للتفكير الأمريكي بشأن التسوية السياسية لليوم التالي للحرب: عدم استخدام غزة مطلقاً لشن هجمات على الاحتلال، والسلام بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة، ودولة للفلسطينيين، وضمانات أمنية للاحتلال.
وقال سوليفان: "أعلم أنه من الصعب أن نتخيل ذلك في الوقت الحالي، ولكن هذا هو الطريق الوحيد الذي يرسي السلام والأمن للجميع. ويمكن القيام بذلك بالفعل. القطع كلها موجودة ويمكن تجميعها معاً. لا تفصلنا سنوات عن ذلك، بل إنه على المدى القريب إذا استجمعنا أنفسنا واتخذنا قرارات جريئة".
ويشار إلى أن حكومة نتنياهو تضم قوميين متطرفين يعارضون حتى المبادرات الصغيرة تجاه الفلسطينيين، ومن المستبعد للغاية أن يتفقوا على مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
واعترف سوليفان بأن حكومة نتنياهو "أعربت علانية عن آراء قوية للغاية بشأن القضية الفلسطينية"، لكنه أكد أن المسؤولين الإسرائيليين هم من سيقررون ما هي أفضل طريقة لضمان أمن إسرائيل.
إحباط لبادين
جاءت تصريحات سوليفان في دافوس في الوقت الذي بدا فيه أن إدارة بايدن تكافح من أجل إحراز تقدم في حربين استثمرت فيهما بشكل كبير.
في غزة، أصبح بايدن يشعر بالإحباط أكثر فأكثر إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو. وفي أوكرانيا، لا تزال الإدارة غير قادرة على التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس لتمويل مساعدات عسكرية إضافية، الأمر الذي قد يترك فرصة لروسيا.
ويثير حلفاء الولايات المتحدة في الغرب والشرق الأوسط تساؤلاتٍ متزايدة حول تعامل الولايات المتحدة مع كلتا الأزمتين.
وبالإضافة إلى غزة وأوكرانيا، تناول سوليفان أيضاً الاضطرابات في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وعلاقة الولايات المتحدة مع الصين. وفي أثناء وجوده في دافوس، يجتمع سوليفان مع العديد من المسؤولين والقادة في سويسرا أيضاً.
والتقى سوليفان برئيس الوزراء القطري، وجاء في بيان وزارة الخارجية أن الجانبين "ناقشا الجهود العاجلة لإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين لدى حماس، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، بالإضافة إلى المبادرات الجارية لتسهيل الوصول المتزايد والمستدام للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة".