إيران تكشف عبر هجمات الأخيرة عن صواريخ باليستية تصل لإسرائيل.. يصل مداها لـ1300 كيلومتر
كشفت إيران، لأول مرة في سلسلة من الهجمات الصاروخية العابرة للحدود، عن قطعٍ أخرى من ترسانة صواريخها بعيدة المدى، وقد استخدمت في هذه الهجمات صاروخاً يحتمل أن يكون قادراً على استهداف إسرائيل استهدافاً مباشراً، حسب ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن الحرس الثوري الإيراني أطلق هذا الأسبوع من جنوب غرب إيران صاروخاً باليستياً دقيق التوجيه من طراز "خيبر شِكن" [كاسر خيبر]، في ضربة بلغ مداها 1300 كيلومتر، على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، ويعني ذلك أن هذا الهجوم كان أبعد الهجمات مسافة في تاريخ ضربات الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ الباليستية.
وتكاد المسافة التي قطعتها الصواريخ الإيرانية في هذا الهجوم أن تماثل المسافة التي تفصل إيران عن تل أبيب. وكانت إيران قد ربطت من قبل تطويرها للصواريخ بعيدة المدى بعدائها طويل الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها غالباً ما تشتبك مع إسرائيل من خلال مجموعات تابعة لها، وليس من خلال الهجمات المباشرة.
وتزعم طهران أن صاروخ "خيبر شكن" يصل أقصى مدى له إلى 1450 كيلومتراً، وأنه قادر على الإفلات من الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ.
وقال فابيان هينز، وهو زميل باحث في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" البريطاني: "ربما يكون هذا أكثر الصواريخ تقدماً لدى إيران، ويُمكِّنهم مداه من ضرب إسرائيل"، "إلا أن استهداف إسرائيل يعني بطبيعة الحال أن تضع في اعتبارك أنك تواجه مجموعة من أفضل منظومات الدفاع الصاروخية في العالم"، على حد قوله.
ويتوقف نجاح إيران في ضرب إسرائيل بهذه الصواريخ على التغلب على منظومات تل أبيب الدفاعية، ويعتمد الأمر كذلك على عدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها إيران في ترسانتها.
كما تشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن طهران لديها أكثر من 3 آلاف صاروخ باليستي مختلفة الأنواع ومتفاوتة المدى، ويصل مدى "بعضها" إلى إسرائيل.
وزعم هينز أن إيران زوَّدت حلفاءها في اليمن، الحوثيين، بصواريخ باليستية، وهو يرى أن في هذا الأمر خطراً على الاستقرار الإقليمي، لا سيما بعد أن استخدم الحوثيون هذه الصواريخ في الهجوم على السفن المملوكة لإسرائيل والمتجهة لموانئها في البحر الأحمر.
وذكرت وكالة "نور نيوز" التابعة لإيران أن الصاروخ ذاته استُخدم كذلك في هجوم شنته إيران في الوقت نفسه على "مقرات تجسس"، زعمت أنها تابعة للموساد الإسرائيلي في شمال العراق، واستخدم الحرس الثوري في هذا الهجوم أيضاً صواريخ من طراز "فاتح 313″ و"فاتح 110" قصيرة المدى.
واستهدفت إيران يوم الثلاثاء الماضي مواقع تزعم أنها تابعة لجماعة انفصالية مسلحة في باكستان، ولم يتضح نوع الصواريخ التي استخدمت في هذا الهجوم.
فيما قال هينز إن الحرس الثوري الإيراني كان بإمكانه استخدام صواريخ أقصر مدى من تلك التي استخدمها في ضرباته بسوريا، إلا أن لجوءه إلى صواريخ أبعد مدى يدل على أن إيران كانت تختبر قدرات هذه الصواريخ، أو أنها "أرادت أن ترسل إنذاراً صريحاً بقدراتها إلى إسرائيل".