الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

رحلة للتجول بين شوارع جورج تاون بقلب ماليزيا... وسر إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي

الإثنين 22/يناير/2024 - 11:15 ص
ارشيفية
ارشيفية

تقع شوارع منطقة جورج تاون، الموجودة في ولاية بينانج، بقلب ماليزيا، حيث تلتقي المياه الزرقاء مع الحياة التقليدية بألوانها النابضة بالحياة.

 

وبينما يهمس الحصى المنتشر هناك بحكايات من الماضي، تتغني الجدران حقا بأعذب الالحان. وقد كانت سيمفونية جدارية، ولدت من خيال الفنان الليتواني الشهير إرنست زاكاريفيتش في عام 2012، هي السبب وراء تحويل بينانج إلى معرض فني حي ونابض بالحياة تحت السماء المفتوحة.

 

وعند التجول بين الشوارع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، يجد المرء أن كل زاوية تكشف عن موجة من الألوان، وقصة تنتظر أن تُروى. ولا يعد فن الشوارع المنتشر في بينانج، مقتصرا على الرسم على الجدران فقط، بل أنه رقصة تنم عن التقاليد والتاريخ والقضايا المعاصرة التي تتكشف أمام أعين الجميع.

 

ويتدفق السائحون إلى شوارع بينانج لبدء رحلة فريدة من نوعها بحثا عن الكنز، وهم مسلحون بخريطة تكشف النقاب عن فن الشارع النابض بالحياة في المدينة. وقد أدت شعبية هذه الجداريات إلى ظهور خرائط تفصيلية لفن الشوارع، ترشد المتحمسين عبر متاهة من أزقة وطرقات جورج تاون.

 

وتحمل بينانج، التي تقع على الساحل الشمالي الغربي لماليزيا، ماضيا أسطوريا، حيث كانت الجزيرة تعد في يوم من الايام، مركزا تجاريا مهما تحت الحكم البريطاني، كما اجتذبت تجارا من أوروبا والصين والهند.

 

وكان لموقع بينانج الاستراتيجي واندماجها الثقافي، الفضل في جعل تاريخها فريدا من نوعه. وتشتهر عاصمتها جورج تاون، بهندستها المعمارية الاستعمارية المحفوظة جيدا، كما تقف شاهدة على ماضيها بثقافاته المتعددة.

 

ويعد اعتراف منظمة اليونسكو باعتبار المدينة أحد مواقع التراث العالمي، متجذرا في تأثيراتها الثقافية المتنوعة وأهميتها التاريخية وعجائبها المعمارية.

واليوم، تنضم إلى جدارية زاكاريفيتش في شوارع بينانج، فسيفساء من أعمال فنية أخرى في الشوارع، تساهم في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية لفنون الشوارع. وبينما يستكشف الزائرون الأزقة النابضة بالحياة، يتعمقون في لوحة فنية حية، تقص رحلة بينانج التي حولتها من مركز تجاري صاخب ويعج بالحركة، إلى ملاذ ثقافي.

 

وقالت السائحة اليابانية أيكو ماتسومورا /36 عاما/، إن "استخدام الخريطة (شوارع جورج تاون) يعد أشبه بالبحث عن الكنز. والفرق الوحيد هو العثور الفعلي على كل فن مدرج على القائمة من فنون الشارع، ووضع علامة عليه".

 

ويجتاز الزوار الشوارع، وهم مسلحون بالكاميرات وروح الاستكشاف، ثم يضعون علامة على كل تحفة فنية يجدونها مثل العناصر الموجودة لديهم ضمن القائمة. إنها رحلة خلابة يكشف كل ركن فيها عن فصل جديد في رواية بينانج الفنية.

 

ويهدف بعض السائحين، الذين تأسرهم الشخصيات الغريبة والمشاهد المثيرة للتفكير، إلى التقاط صورة مثالية، وعمل معرض شخصي للذكريات وسط المعرض المُقام في الهواء الطلق.

 

ومع ذلك، فإن جاذبية المكان تتجاوز متعته البصرية،إذ أن فن الشارع في بينانج ليس مجرد لحظة قابلة للنشر على موقع "إنستجرام"؛ إنه غوص في التاريخ والثقافة، حيث تمثل كل لوحة جدارية مقتطفا من هوية بينانج متعددة الأوجه، وعادة ما يجد السائحون الفضوليون أنفسهم، يستكشفون النسيج الغني لماضي المدينة.

 

ومن المعتاد رؤية الزائرين يتبادلون أطراف الاحاديث الحيوية مع السكان المحليين، حريصين على فهم الفروق الثقافية الدقيقة والحكايات التاريخية وراء رسومات الفرشاة النابضة بالحياة. وقد صارت جدران جورج تاون، التي كانت في السابق مجرد وسيلة للفصل بين المساحات، لوحة تفاعلية تربط السائحين بروح بينانج.

 

وتقول كيرستن مولر 65 عاما وهي سائحة من النمسا: "هناك الكثير من فنون الشوارع هنا. ويعد بعض منها رائعا حقا، فيما يعد البعض الاخر عادي. وبغض النظر عن ذلك، أشعر أن كل منها لديه لمساته الفريدة ولديه قصص مختلفة وراءه".

 

وتضيف أن "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو فهم القصة وراء كل عمل فني. وفي بعض الأحيان، يمكن استخدام الإنترنت من أجل معرفة المزيد بشأن القصص. وفي بعض الأحيان، يتم تضمين بعض الخلفيات في الفن نفسه."