"دحض زيف المزاعم الصهيونية".. كتيب لحماس يكشف دوافع "طوفان الأقصى" الحقيقية
أوضحت حركة حماس تفاصيل وخلفيات ما حدث يوم السابع من أكتوبر الماضي ضمن عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها ذراعها العسكري، كتائب عز الدين القسام، ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة وأعقبتها حرب إسرائيلية مدمرة مستمرة لليوم الـ108 توالياً.
وأصدر المكتب الإعلامي لحماس، الأحد، كتيباً يوضح فيه رواية الحركة حول العملية جاء في 16 صفحة ويحمل عنوان: “هذه روايتنا …لماذا طوفان الأقصي ؟”، موضحةً أن الإصدار يأتي لـ"دحض زيف المزاعم الصهيونية ووضع الحقائق في نصابها الصحيح".
"خطوة ضرورية"
وقال المصدر إن "عملية طوفان الأقصى كانت خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد ّالأقصى والمقدسات".
وحسب حماس، فإن العملية هدفت إلى "إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، علاوة على أنها خطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس".
وقالت الحركة في الإصدار إن "عملية طوفان الأقصى استهدفت في 7 أكتوبر الماضي المواقع العسكرية الإسرائيلية، وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من خلال عملية تبادل".
وأضافت أنه "ربما يكون قد حدث بعض الخلل في أثناء تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بسبب انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كامل وسريع، وحدوث بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج والمنظومة الفاصلة بين قطاع غزة ومناطق عملياتنا".
قتل مدنيين إسرائيليين؟
وردّت حماس حول اتهامها باستهداف المدنيين الإسرائيليين خلال "طوفان الأقصى"، وقالت إن "تجنُّب استهداف المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن، هو التزام ديني وأخلاقي يتربى عليه أبناء حماس".
وأضافت أن "ما يروّجه الاحتلال الإسرائيلي حول استهداف كتائب القسام مدنيين إسرائيليين في هجوم يوم 7 أكتوبر الماضي هو محض افتراء وكذب"، وأن "مصادر المعلومات التي تدّعي ذلك هي مصادر إسرائيلية ولا توجد مصادر مستقلة تؤكد صحة مزاعمها".
وأعلنت أنه "في المقابل، هناك أعداد من المستوطنين المسلحين في غلاف غزة اشتبكوا يوم 7 أكتوبر الماضي مع أفراد المقاومة وشاركوا في العمليات العسكرية إلى جانب قوات الاحتلال. والذين قُتلوا من هؤلاء سُجِّلوا إسرائيلياً قتلى مدنيين".
وتابعت: "نحن نؤكد ما أعلنّاه مراراً أن مقاومتنا منضبطة بضوابط وتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف، وأن استهداف جناحها العسكري هو لجنود الاحتلال، ومَن يحملون السلاح ضد أبناء شعبنا".
تحقيق دولي
وتعليقاً على الحرب المدمِّرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، قال الإصدار إن "القتل الوحشي للمدنيين هو سلوك منهجي للكيان، يتعمد من خلاله إذلال وتطويع الشعب الفلسطيني، وعدد الشهداء الهائل من النساء والأطفال في هذا العدوان على قطاع غزة يُثبت ذلك".
ودعت حماس المحكمة الجنائية الدولية، "ولا سيما المدعي العام وفريقه التحقيقي ولجان التحقيق الأممية المعنية، إلى القدوم بشكل عاجل وفوري إلى فلسطين المحتلة، من أجل التحقيق في الجرائم والانتهاكات كافة، وعدم الاكتفاء بالمراقبة من بُعد والوقوف على أطلال قطاع غزة أو الخضوع للقيود الإسرائيلية".
وفيما يتعلق برفض الولايات المتحدة ودول أوروبية مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، قالت حماس: "ندعو هذه الدول، لا سيما الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وبريطانيا، إذا كانت معنية بالعدالة حقاً كما تدّعي أن تعلن دعمها لمسار المحكمة للتحقيق في كل الجرائم التي اقتُرفت في فلسطين المحتلة".
كما طلبت الحركة من هذه الدول أن تساعد في مضي ّالمحكمة بتحقيقاتها بشكل فعال.
وشددت على أنها "حركة تحرر وطني ذات فكر إٕسلامي معتدل تنبذ التطرف وتؤمن بقيم الحق والعدل والحرية وتحريم الظلم كما تؤمن بالحرية الدينية والتعايش الإنساني الحضاري".
وفي 7 أكتوبر الماضي، نفّذت حماس هجوماً على مستوطنات غلاف غزة قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأُصيب نحو 5431، وأُسر 239 على الأقل، وتقدِّر إسرائيل وجود نحو "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
وترعى مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة، جهوداً للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، إذ جرى التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيلياً، و23 مواطناً تايلاندياً، وفلبيني واحد، و240 أسيراً فلسطينياً.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشنُّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، "25 ألفاً و295 شهداء، و62 ألفاً و681 مصاباً"، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون، أي أكثر من 85 بالمئة من السكان، في ظل دمار هائل في المنازل والبنية التحتية، حسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.