الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يفتش في فكر «عبدالرحمن منيف»

الإثنين 29/يناير/2024 - 03:59 م
الاديب السعودي عبد
الاديب السعودي عبد الرحمن منيف في ضيافة الصالون الثقافي

استضاف الصالون الثقافي في خامس أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة عن الأديب السعودي «عبدالرحمن منيف»، بحضور الدكتور صالح سالم، باحث في فلسفة اللغة، والناقد شوقي بدر يوسف، وأدارت الندوة الكاتبة سلوى بكر، التي رحبت في البداية بالحضور ووجهت الشكر للهيئة العامة للكتاب، لأنها استعادة الحديث عن الأديب السعودي الراحل عبدالرحمن منيف مرة أخرى، خاصة أنه لم يكن مجرد كاتب وأديب فقط، بل إنسان صاحب رؤية وتأثير ومن أوائل الذين فتحوا ملف الحريات والهويات في الوطن العربي وذهب أيضا إلى ملف القمع السياسي.

 


وأشارت إلي أن الشباب الجدد قلما يتذكرون الأجيال الأقدم التي تركت بصمات هامة في الوطن العربي، منهم الراحل عبدالرحمن منيف.

 


بينما أوضح الدكتور صالح سالم، أن عبد الرحمن منيف كان شخصية إشكالية في أفكاره، وحدث لديه تغير في الأفكار بين الثقافة والسياسة حيث اتجه أكثر إلى الليبرالية.

 

 

وأشار "صالح" إلي أن ورقته البحثية تتحدث عن كيف ينظر منيف للثقافة والمثقف، لافتًا إلى أنه كان يريد ألا ينشغل المثقف بالسياسة قبل أن ينشغل بأفكاره، مثلما ترك العمل الحزبي وتفرغ لكتابة الروايات في مجال الفكر والسياسة العربية، وكان يركز دائما على قضية إعادة المثقف لأفكاره. 

 


وأضاف أن «منيف» كان يرى أن السياسة تخرب الثقافة أحيانا، وسلطة الثقافة الغربية لها تأثير سلبي على الهوية العربية، كما أنه طرح مشكلة المثقف الأخلاقي، ولم يفكر في المثقف فقط من الناحية الفكرية، إنما كان يفكر فيه أيضا من ناحية أخلاقية. 

 


وأوضح، أن عبد الرحمن منيف تشتت هويته، فهو ولد لأب سعودي، ولم يعيش في السعودية. بينما عاش بين العراق وبلاد الشام وأوروبا، وأصبحت هويته عربية متنقلة، بالإضافة إلي اهتمامه بمصطلح المثقف وشخصيته في رواياته منها رواية الأشجار واغتيال مرزوق، وغيرها. 

 


وأكد أن كل رواياته لابد أن تجد فيها شخصية المثقف حاضرة، ولكن هناك سؤال يجب أن نطرحه وهو لماذا لم يتحدث منيف عن المثقفات النساء في رواياته، هل كان بسبب الواقع الذي يعيش فيه الذي لم يهتم بتمثيل المرأة أم بسبب الذكورية، مشيرا إلي أننا لم نجد المثقفة في كتاباته، وغابت المرأة تماما عن الأدوار المحورية والبطولة. 

 


وعلقت الكاتبة سلوى بكر، على هذا الأمر قائلة: "المرأة العربية لديها تاريخ من النضال والعلاقة بالسلطة الحاكمة، ففي أربيعينات القرن الماضي، كانت موجودة لطيفة الزيات وجميلة بوريك وغيرها من النماذج النسائية، في فلسطين والجزائر ومصر، مؤكدة إن للمرأة العربية إسهامات حقيقة، وتتجلى أدورها على مر الزمان، موضحة أن مجتمع منيف ذكوري بما فيه هو أيضا. 

 


وتحدث الناقد شوفي بدر، عن الرواية السياسية في حياة عبدالرحمن منيف، مشيرًا إلي أنه أضاء في الرواية السياسية العربية فضاء فسيح تناول فيه ما لم يتناوله أحد من قبله.

 

 


وأضاف، انه كان صاحب خصوصية روائية اهتمت بحرية الذات وبفضاء الصحراء العربية والتحول الذي حدث فيها من الثروة والنفط، وانعكاس ذلك على الثقافة والمجتمع. 

 


وتابع، أن عبد الرحمن منيف كان علامة خاصة ومميزة في تجربته الإبداعية الأولى في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، التي ضمنت له الاستمرارية بالإضافة إلى أنه كان يحاول دائما البحث عن أدوات الإدانة من خلال شخصية المثقف السياسي منصور عبد السلام، ووصف تضاريس السجون العربية بلون التراب وغيرها من القضايا والممارسات اللاإنسانية التي تحدث عنها في كتاباته.