وصلت للضعف.. إصابات جيش الاحتلال الناتجة عن حرب غزة هي “الأسوأ” منذ حرب أكتوبر 1973
قال مسؤول طبي بارز في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن عدد القوات الإسرائيلية التي تعاني من إصابات شديدة خلال الحرب في غزة تصل إلى ضعف الإصابات المشهودة في آخر صراع كبير خاضه جيش الاحتلال، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Telegraph البريطانية في تقريرها أمس الثلاثاء .
فقد قال العقيد آفي بانوف، نائب الجراح العام بالفيلق الطبي لجيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجنود في قوات الاحتلال يفقدون أطرافهم ويعانون من إصابات مستديمة مؤثرة مدى الحياة على مستوى العين والوجه؛ وذلك نتيجة المتفجرات "العسكرية" التي يستخدمها أفراد المقاومة في حركة حماس على أرض المعركة.
إصابة المئات من جيش الاحتلال في غزة
وفقاً لبيانات جيش الحرب الإسرائيلي، بلغ إجمالي عدد الجنود المصابين في صفوف جيش الاحتلال 2784 جندياً منذ السابع من أكتوبر، ويعاني ربع هؤلاء من إصابات شديدة، مقارنة بنسبة الـ"12%" من إصابات الجنود المشهودة سابقاً عندما خاضت إسرائيل قتالاً ضد حزب الله في حرب لبنان 2006، وذلك بحسب العقيد بانوف.
وأضاف المسؤول الطبي في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أرض القتال في غزة "أشد وطأة" من الصراعات السابقة، وسلط الضوء على طبيعة قتال الشوارع والطبيعة الجغرافية الضيقة للقطاع المحاصر.
وتابع العقيد بانوف: "نواجه كذلك أعداءً أكثر كثير في منطقة أصغر بكثير. في الأشهر الأربعة الماضية عانينا من إصابات أكثر بكثير مما عانيناه في العقود الأربعة الماضية".
وتعد عملية طوفان الأقصى والحرب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة في أعقابها، هي الأشد فتكاً على جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973.
مقتل المئات من جيش الاحتلال
يذكر أن تلك الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد مصر وسوريا استمرت حوالي 3 أسابيع فقط، لكنها شهدت مقتل 2800 جندي إسرائيلي وجرح 8800، بالإضافة إلى الأسرى.
وفي الوقت الراهن، بلغ عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي 557 جندياً، بما في ذلك الجنود الذين قُتلوا خلال عملية طوفان الأقصى.
قال بانوف إن غالبية الإصابات التي عانى منها الجنود الإسرائيليون جاءت نتيجة الأسلحة المتفجرة، مثل العبوات الناسفة والقنابل الصاروخية، التي "تسبب ضرراً أكبر".
ومع أن الجنود الإسرائيليين مجهزون بمعدات قتالية عسكرية تحمي منطقة الجذع، فإن الوجه والأطراف تُترك بلا حماية وعرضة للشظايا التي تنطلق من المتفجرات، حسبما أوضح المسؤول الطبي.
قال بانوف: "لا نرى الكثير من الإصابات على صعيد الصدر، لكننا نرى إصابات غائرة في الأطراف، مما قد يتطلب بترها. ونشهد إصابات في الأعين أيضاً".
وأوضح: "تشكل العينان حوالي 1% من سطح الجسم، لكننا نرى ما بين 5%
و7% من جنودنا يعانون من نوعيات مختلفة من إصابات العينين. ويُعزى هذا إلى الشظايا القادمة من زوايا بعيدة وعدم ارتداء الجنود أطقم حماية الأعين، التي تكون غير مريحة تماماً".
قتال شرس في غزة
أضاف العقيد بانوف أنه برغم القتال "الشرس" الذي يتكشَّف في قطاع غزة ونسبة الجنود الذين يعانون من إصابات بالغة، فإن عدد الجنود الذين يُقتلون بسبب الإصابات أقل مما اعتاد عليه الجيش.
وشرح قائلاً إن معدل وفيات المصابين بين أفراد الجيش لا يزال عند مستوى 6.5%. وتقارن هذه النسبة بنسبة الـ13% إلى 15% المشهودة في حرب لبنان 2006، التي قُتل فيها 121 جندياً إسرائيلياً، وجُرح 1244 آخرون.
قال بانوف: "نرى أشخاصاً مصابين إصابات أشد في هذه الحرب، أشد مما شهدناه منذ عقدين زمنيين. مما يعني أن هذه الحرب أخطر بكثير وأشد ضرراً بكثير