الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

جناح حكماء المسلمين بمعرض الكتناب يناقش دور المدرسة الأشعرية في حل القضايا الفكرية والمجتمعية

الجمعة 02/فبراير/2024 - 10:54 م
ندوة بعنوان خصائص
ندوة بعنوان خصائص الدرس الأشعري في ضوء التحديات المعاصرة

عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوتَه الثقافية الرابعة عشرة، بعنوان "خصائص الدرس الأشعري في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة أ.د نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، و أ.د سمير بو دينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام ، أدار الندوة، د. محمد جمال، عضو مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر.

 

جناح حكماء المسلمين بمعرض الكتناب يناقش دور المدرسة الأشعرية في حل القضايا الفكرية والمجتمعية

 

قال د. نظير عياد، خلال الندوة، إن مدرسة الأشاعرة امتازت بخصائص جعلتها حاضرة في الأذهان والواقع الحياتي إلى جانب البحث العلمي، أولها أن المدرسة الأشعرية اعتمدت على ما جاء في القرآن والسنة النبوية وعلى ما سار عليه السلف الصالح، وذلك واضح بالبراهين العلمية؛ وانطلاقا من هذا كانت الخصيصة الثانية، وهي أن الأمة قد تلقت مذهب الأشاعرة بالقبول والرضا، فيما تأتي ثالث هذه الخصائص لمدرسة الأشاعرة أنها مزجت بين العقل والنص من ناحية، ومزجت بين العقل والعاطفة من ناحية أخرى، انطلاقًا من أن أصناف الناس ليسوا على وتيرة واحدة.

 

ولفت أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إلى أننا عندما نطالع الإنتاج العلمي للأشاعرة نلحظ بشكل واضح التعددية الثقافية والفكرية والنظرة الموضوعية التي تشتمل على الحكمة والتوازن حتى مع المخالف، إلى جانب العطاء الفكري والإنساني للمدرسة الأشعرية وقدرتها على التعامل مع قضايا الواقع ومشكلات المجتمع؛ وانطلاقًا من هذا ومن هذه الخصائص، استدعى الأزهر الشريف المذهب الأشعري ودرسه في أروقته ومعاهده وكلياته.

 

وأوضح عياد أن لمدرسة الأشاعرة دورًا كبيرًا في حل المشكلات الفكرية قديمًا وحديثًا، فواجه قضية التكفير بما فيها من مخاطر على الفرد والمجتمع، ووضع الضوابط والقيود التي يجب أن نلتزم بها للحد من هذه المخاطر، كما واجه الأشاعرة مسائل الإلحاد مستخدمين في ذلك الأدلة العقلية والعلمية التجريبية ثم النقلية، وإلى جانب ذلك عملت المدرسة الأشعرية على حل إشكاليات الجبر والاختيار ودعوى خلق القرآن والتحسين والتقبيح وغيرها الكثير والكثير من القضايا الفكرية.  

 

من جانبه قال د. سمير بو دينار، إن المدرسة الأشعرية أهدت لأمتنا عبر قرون طويلة منهجًا رصينا ومنظومة فكرية وعلمية ارتبط فيها العلم بالعمل، فواجهت الانحرافات الفكرية والسلوكية وعملت على علاج مشكلات المجتمع وحل قضاياه الفكرية، لافتًا إلى أنها السبيل للأمة للخروج من التشرذم والفرقة.

 

وأوضح مدير مركز الحكماء لبحوث السلام أن منهج المدرسة الأشعرية منهج متكامل في فهم عقائد أهل السنة، فكرًا واستدلالًا؛ وامتد نفعها إلى علوم وفنون متعددة في مناهج البحث وعلوم الاجتماع وفلسفة العلوم وغيرها.

 

وأكد بودينار أن مدرسة الشاعرة قامت باستيعاب المدارس الكلامية السابقة عليها؛ الأمر الذي أعطاها قوة في الاحتجاج، وقدرة على المناظرة والدفاع عن عقائد الدين، مشيرًا إلى أن المدرسة الأشعرية هي مذهب الحرية الفكرية منذ أن تأسس المذهب على يد الإمام "الأشعري" مرورًا برجاله الكبار على مر العصور، لافتًا إلى أحد إصدارات مجلس حكماء المسلمين في هذا الشأن، وهو كتاب "مناهج التفكير في العقيدة بين النصيين والعقليين" لعماد خفاجي، الذي قدم رؤية نقدية للعديد من المدارس الكلامية المختلفة بأسلوب علمي رصين وبمنهج وسطي.

 

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير 2024؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركز على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.

 

ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.