الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد زيادة أسعار البقوليات.. بروتين "الغلابة" لمن استطاع إليه سبيلا.. خبير اقتصادي: قطار ارتفاع الأسعار لن يتوقف.. ولابد من تدخل الدولة واتخاذ قرارات حاسمة بخصوص سعر صرف الدولار

الأربعاء 07/فبراير/2024 - 12:23 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت أسعار البقوليات (الفول، العدس، الفاصوليا، اللوبيا، الحمص) ارتفاعا غير مسبوقا فى الأسواق الأيام القليلة الماضية، وهو ما أثار استياء المواطنين، باعتبار البقوليات البروتين البديل عن اللحوم والأسماك على مائدة ملايين من الأسر فى ظل موجة الغلاء، وارتفاع أسعارها بهذا الشكل الجنوني يعنى المزيد من العبء على ميزانية الأسرة وعدم القدرة على شرائها.

 

 ترتب على ارتفاع أسعار البقوليات ارتفاع أسعار الأكلات الشعبية مثل الكشرى، بالعدس و سندوتشات الفول والطعمية.

 

ومع ارتفاع أسعار الفائدة في البنك المركزى، وانخفاض سعر الدولار فى السوق الموازى اليومين الماضيين، حدث انخفاض طفيف فى أسعار البقوليات، وهنا يبقى السؤال هل ستنخفض الأسعار الفترة المقبلة وبخاصة مع قدوم شهر رمضان، أم أن قطار ارتفاع الأسعار سيواصل المسير؟!.

 

جروبات التجار

و يقول أبو مازن، صاحب سوبر ماركت،" أسعار كافة السلع فى زيادة يوميا، وأحيانا يزيد سعر السلعة الواحدة مرتين فى اليوم، فمثلا الدقيق والمكرونة ارتفع سعره اليوم رُغم زيادتها أمس".

 

ويستكمل حديثه قائلا" المواطن مستاء جدا من ارتفاع الأسعار، وأحيانا يأتي بعض الناس إلى السوبر ماركت ويخرجوا دون شراء السلعة التى يريدونها؛ نظرا لارتفاع أسعارها وهذا بالطبع يؤثر على المبيعات".

 

ويشير صاحب السوبر ماركت إلى أن أصحاب المحلات فى منطقته يتواصلون معا من خلال جروبات " الواتساب" لمتابعة أى جديد فى ارتفاع أسعار السلع، موضحا أنهم يتواصلون أيضا مع وكلاء الشركات لمعرفة أية زيادات فى الأسعار، مضيفا" إذا لم أقم بذلك سيضيع رأسمالي وستخسر".

 

رفع سعر سندوتش الفول والطعمية

 

وبدوره يقول أحمد محمود، صاحب مطعم مأكولات شعبية، " ارتفاع أسعار الفول والزيت والخضروات والخبز يضطرني إلى رفع أسعار سندوتشات الفول والطعمية وتقليل كمية الفول أو حجم قرص الطعمية، هذا بالطبع يثير سخط الناس وغضبهم لكننى مجبر، كل يوم فى زيادة، إذا لم أقم بذلك سأضطر إلى إغلاق المطعم وتسريح العمالة".

 

 

ضرورة تدخل الحكومة

وحول هذا الأمر يقول الدكتور عبد النبى عبد المطلب، الخبير الاقتصادى،" ارتفاع أسعار البقوليات يتزامن مع ارتفاع أسعار غالبية السلع فى السوق المصرى، وهناك جزء كبير من البقوليات مثل الفول والفاصوليا واللوبيا لدينا اكتفاء ذاتى منها تزيد عن 90% باستثناء العدس".

 

ويضيف" مسألة الاكتفاء الذاتى هى أمر هام جدا ليس فقط فى البقوليات وإنما فى العديد من المحاصيل الزراعية وفى مقدمتها القمح، لكن هناك وجهة نظر تتبناها الدولة منذ الثمانينات وهي ما المانع من استيراد السلعة من الخارج إذا كانت تكاليف إنتاجها في الداخل أكبر، وفي الوقت ذاته يتم تصدير المحاصيل الزراعية كالخضروات والفاكهة على أن يكون عوائدها أكبر".

 

ويتابع الخبير الاقتصادى قائلا" إذا نظرنا إلى الفول البلدى فإن أسعار الكيلو تتراوح ما بين 40  و50 جنيها فى حين أن الفول المستورد فى ظل ارتفاع الأسعار يتراوح سعر الكيلو ما بين 30 و35 جنيها".

 

ويوضح أن قطار ارتفاعات الأسعار لن يتوقف طالما أنه لا يوجد استقرار لسعر الصرف، لافتا إلى أن مستلزمات زراعة وإنتاج البقوليات من مازوت وغاز وأسمدة ومبيدات وغيرها يتم استيرادها من الخارج وتتوقف على سعر الدولار، مؤكدا أن كل هذا يدخل فى تكاليف الإنتاج وهذا يساهم فى ارتفاع سعر المنتج النهائى.

 

ويؤكد عبد المطلب أن أسعار السلع ستستمر فى الارتفاع  في ظل عدم وجود استقرار لسعر الصرف، وطالما سعر الجنيه ينخفض والدولار سيزيد كافة السلع بغض النظر عن كمية المنتج المحلى منها.

 

ويختتم الخبير الاقتصادى حديثه قائلا" لابد من تدخل الدولة واتخاذها قرارات حاسمة بخصوص سعر الصرف؛ وذلك لضبط أسعار السلع فى الأسواق"، مؤكدا أن التخبط فى سعر الصرف سواء على المستوى الرسمى أو السوق الموازية سيجعل الأسعار عرضة للارتفاع باستمرار.

 

الدولار أساس المشكلة

 

ومن جانبه يقول حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، " إن ارتفاع أسعار الدولار الفترة الماضية كان سببا رئيسا في ارتفاع أسعار البقوليات، بالتالى فإن انخفاضه سيؤدى بالتبعية إلى انخفاض أسعار البقوليات"، موضحا أن استقرار أسعار الدولار سيعمل على انخفاض أسعار السلع الغذائية بصفة عامة.

 

ويضيف لـ" مصر تايمز": مصر تستورد البقوليات من الخارج، حيث نستورد 98% من احتياجاتنا من العدس من الخارج، وأيضا نستورد 80% من الفول البلدى، لذا ترتفع أسعار البقوليات أو تنخفض وفقا لسعر الدولار".

 

ويتابع أبو صدام قائلا" هناك أسباب أخرى ساهمت في ارتفاع أسعار البقوليات منها  التوترات العالمية فى البحر الأحمر وخلافه، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار النقل والتأمين على المحاصيل، وهذا ما أحدث ارتباكا في الواردات والصادرات".

 

ويوضح أنه مع اقتراب حلول شهر رمضان فإن الإقبال على الفول والعدس يتزايد، وهذا ما يدفع بعض التجار إلى تخزين هذه الحبوب طمعا فى تحقيق زيادة فى الأرباح، مشيرا إلى أنه مع زيادة أسعار الفائدة في البنك المركزي وانخفاض سعر الدولار اليومين الماضيين، قام العديد من التجار إلى إخراج البقوليات الموجودة لديهم فى المخازن خوفا من انخفاض أسعارها، موضحا أن هذا يؤكد وجود مضاربات واستغلال من التجار.

 

ويستكمل نقيب الفلاحين حديثه قائلا" حدث تراجع في أسعار الفول البلدى حيث انخفض سعر الكيلو  من 50 إلى 48 جنيها، وأيضا الفول المستورد انخفض سعر الكيلو من 45  إلى 40 جنيها، أما السمسم انخفض سعر الطن من 14 ألف إلى 13 ألف جنية، فى حين تراجع سعر الطن من الفاصوليا البيضاء إلى 80 ألف بعدما تخطى 100 ألف، وأيضا تراجع سعر طن الحمص من 7700 إلى 7 آلاف جنيه".

 

ويؤكد أن انخفاض أسعار اللحوم سيؤدى بالتبعية إلى انخفاض أسعار البقوليات، فمع زيادة أسعار اللحوم يزيد الإقبال على البقوليات باعتبارها البروتين النباتى البديل، موضحا أنه أحيانا تحدث فى مصر ارتفاع فى أسعار المحاصيل الزراعية فى المواسم والأعياد وفاصل العروات لكنها لم تصل أبدا إلى تلك الزيادات التى شهدتها الأسواق الأيام القليلة الماضية.