الصالون الثقافي يحتفى بمئوية الفنان التشكيلي حامد ندا بمعرض الكتاب
احتفى الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمئوية بالفنان التشكيلي حامد ندا، ضمن سلسلة "شخصيات مصرية" على هامش فعاليات الدورة الـ55 للمعرض، بحضور الدكتور الكبير محمد أبو الغار، والدكتور وجيه وهبة، وأدار اللقاء صلاح بيصار.
قال الدكتور وجيه وهبة، إن الراحل حامد ندا فنان أحدث تغييرا محوريا في الفن المصري المعاصر، وكان له اهتمامات في البحث وبالذات، وكان من ضمن مجموعة من الشباب في العشرينيات يحاولون بلورة فن مصري بنقل تجربة التطور التي شاهدوها في الغرب ولكن في قالب مصري.
وأضاف أن تاريخ الفن التشكيلي في مصر على الرغم من قدمه، لكنه توقف لفترة من الزمان، إذ نعتبر نهضته بدأت في 1908، قبلها كان هناك فنانون أجانب ومن خارج الوطن.
وتابع: أنه من الجيل الثالث لكلية الفنون الجميلة، حيث ولدت عام 1924، وكان يبحث عن نوع فن مصري، وله لوحات عن القضايا التي تم طرحها بعد ثورة 1952 من اهتمام بالعمال الفلاحين.
وأشار إلى أنه كان مواكبا لكل التغيرات السياسة والاجتماعية في البلد، لافتا إلى أنه كان صديقا لصلاح عبد الصبور، وعدد من الكتاب والمبدعين فكان يعيش وسط مناخ متكامل بين الشاعر الباحث والأديب.
وبدأ الدكتور محمد أبو الغار، بتقديم عرض عن الفنان حامد ندا بعنوان "الفنان المصري الذي انتقل بفنه الشعبي إلي العالمية 1924 - 1990"، مشيرا إلى ندا كان طالبًا في مدرسة الحلمية الثانوية (فاروق الأول سابقاً، وفي عام 1943 أعلنت وزارة الصحة عن مسابقة فاز بها ندا بلوحة تمثل بائع البطيخ بالقلعة وعليها أسراب الذباب".
وأوضح أنه، في المدرسة التقى حسين يوسف أمين الذي دربه على مبادئ الرسم، ودخل كلية الفنون الجميلة عام 1948، وفي أثناء الدراسة انضم إلى جماعة الفن المعاصر، وتتلمذ على أيدي أحمد صبري ويوسف كامل، إلى أن أصبح من أتباع المايسترو حسين يوسف أمين.
ونقل أبو الغار عن الباحثة الدكتورة إيناس حسني والتي روت موقفًا مع الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، والذي كان يسكن بجوار كلية الفنون الجميلة، وكان حامد ندا يثير دوشة جامدة لمدة 3 أشهر، وأرسل طه حسين البواب مرات ليطلب منه الهدوء وذهب لطيف نسيم ليخبر طه حسين أنه فنان ويشتغل وقارب على الانتهاء من مشروعه.
وأكد أن ندا ظهر في فترة إبداع عظيمة للفن التشكيلي المصري واستلم الراية من مجموعة من زملائه من جماعة الفن والحرية بقيادة رمسيس يونان وجورج حنين وكامل التلمساني وفؤاد كامل، الذين تزعموا الفن الحديث من الثلاثينيات إلى منتصف الأربعينيات.
كما قالت إيناس إن لوحات ندا حفلت بالسحر والدروشة والرسوم الرمزية والوشم، حتى انتقل إلى تشكيلاته الحديثة التي بلا عنوان ولا موضوع، يدفعه إلى تشكيلها شعور مبهم.
وتصف سناء البيسي لوحات ندا بأنها كائنات راقصة ترتع كخيول خرقاء أطلقت على أعنتها في لجين سرمدى، ونساء بلا ملامح وجدن على أرض اللوحات مرتعا للهو والرقص.
وكان الناقد المصري الذي يكتب بالفرنسية أيميه آذار هو أول من لفت الأنظار إلى الفن العظيم لعبد الهادي الجزار وحامد ندا، بل وفضلهما في كتابه على محمود سعيد وأحمد صيري ويوسف كامل.
واختتم الدكتور أبو الغار، أن حامد ندا فنان مصري متأثر بالشعوذة وبالفن الشعبي والموالد حولته دراسته للفلسفة وتعلقه بالموسيقى الكلاسيكية إلى أن يتطور بفئه ليصبح فيه المصري الأصيل فئاً عالميًا.