وفاة محمد الفقي نجم المصري السابق عن عمر يناهز 74 عاماً
رحل عن عالمنا اليوم محمد محمد الفقي نجم النادي المصري خلال فترة الستينيات والسبعينيات عن عمر يناهز 75 عامًا.
وفاة محمد الفقي نجم المصري السابق عن عمر يناهز 74 عاماً
في مطلع الستينيات انضم إلى فريق أشبال النادي المصري الذي كان يقوده الكابتن عادل الجزار الذي أولاه رعاية خاصة ، وكانت السمة المميزة لمحمد الفقي هي قدرته على اللعب في العديد من المراكز ببراعة كبيرة فاستحق اهتمام مدربه الذي ضمه بصفة دائمة هو وزميله محسن صالح إلى المرحلة العمرية الأكبر نظرًا لتميزهما عن باقي أقرانهما.
تم تصعيد محمد الفقي إلى صفوف الفريق الأول فبدأ في المشاركة بعدد من المباريات الودية التي ظهر خلالها بمستوى طيب للغاية خاصة مع إجادته اللعب في أكثر من مركز.
أما عن أولى المباريات الرسمية لمحمد الفقي صاحب السبعة عشر عامًا مع المصري فقد كانت مباراة المصري مع ضيفه الزمالك والتي جرت على ستاد المصري ببورسعيد في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1966 وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف وهي المباراة التي خاضها المصري بفريق غالبية قوامه من الناشئين الذي لفتوا الأنظار بشدة ، ليخرج بعدها الناقد الرياضي الراحل عبد المجيد نعمان رئيس القسم الرياضي بالأخبار ليطالب يوسف الشريعي مدير المنتخب بضم رباعي المصري سمير الغزناوي وعفيفي حسن ومحمد الفقي ومحسن صالح لصفوف المنتخب ، كما أشاد أيضًا بمستوى محمد الفقي خلال المباراة مؤكدًا أنه أفضل من كل مهاجمي الوسط المختارين للمنتخب الأول.
والمحزن في الأمر هو وفاة عفيفي حسن نجم المصري وصاحب العشرين عامًا ، عقب المباراة مباشرة في حادث سيارة على طريق بورسعيد القاهرة ، لتصدر الصحف في اليوم التالي تؤكد على ضرورة ضمه للمنتخب في الوقت الذي كان يتم الاستعداد خلاله لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة كادت تكون الأكبر في تاريخ بورسعيد حتى ذاك التاريخ.
واستمر محمد الفقي يشارك مع فريقه بكل قوة خلال ذاك الموسم (1967/1966) فكان أحد نجوم الفريق على مدار الموسم فاكتسب ثقة مدربه الراحل محمد عبد العزيز الولف وحب الجماهير التي كانت ترى فيه فدائيًا بدرجة لاعب كرة ، وكانت ترى فيه ومعه زملائه مع ناشئي المصري الذين اكتسبوا خلال تلك الفترة خبرة كبيرة أنهم فريقًا للمستقبل يمكنه حصد البطولات إلا أن توقف النشاط الكروي عقب عدوان يونيو 1967 أطاح بأحلام الجميع وأطاح بجيل متميز هو نتاج فريق الأشبال الذي كونه الراحل العظيم عادل الجزار ، وكذلك مركز تدريب الناشئين الذين أنشأته الدولة ببورسعيد خلال منتصف الستينيات ، ليخسر النادي المصري جيلًا متميزًا كان قادرًا على حصد البطولات.
ويقرر نجمنا محمد الفقي الالتحاق بالكلية الحربية خلال صيف عام 1967 ، فيجتاز كافة الاختبارات الشخصية والرياضية والطبية ، حتى يصل إلى اختبار كشف الهيئة والذي كان يرأسه مدير الكلية الحربية آنذاك اللواء محمود زكي عبد اللطيف ، وما أن أعلن محمد الفقي عن اسمه حتى رد عليه اللواء محمود زكي عبد اللطيف قائلًا ، الرئيس جمال عبد الناصر ينقل تحياته إلى الحاج محمد الفقي لدوره البطولي في خدمة مصر على مدار تاريخه ، ولما لا وقد نجح الحاج محمد علي الفقي "شيخ صيادي مصر" خلال تلك الفترة في إعادة ما يقرب من 17 ألف جندي من سيناء إلى بورسعيد عقب عدوان يونيو 1967 بأساطيل الصيد الخاصة به وبكافة الصيادين عبر السواحل الشمالية لسيناء.
ويستمر محمد الفقي في دراسته بالكلية الحربية حتى تخرجه برتبة الملازم فيخدم بالعديد من المناطق العسكرية خلال حرب الاستنزاف سواء على الجبهة أو خارجها ، حتى يفاجئ في صباح أحد الأيام وهو يخدم بإحدى قواعد الصواريخ بمنطقة شرق الدلتا بالصحف تعلن عن مباراة ودية للمصري مع فريق غزل المحلة بملعبها وذلك خلال الفترة التي شهدت الاستعداد لعودة النشاط الكروي قبيل موسم 1972/1971، فما كان منه إلا وأن استأذن قائده لاصطحاب مجموعة من الجنود كنوع من أنواع الترفيه عنهم لمشاهدة المباراة ، وهو الأمر الذي وافق عليه القائد على الفور ، ليصطحب الجنود ، فما أن رآه الراحل العظيم محمد لهيطة مدير الكرة بالنادي المصري آنذاك حتى قال له هل أنت جاهز لخوض المباراة ؟ فرد الفقي قائلًا أنه ضابط مقاتل دائمًا ما يكون جاهز لأي أمر ولكنه لا يحمل ملابس الكرة ، ليرد "أحمد عاشور حميدو" مسئول المهمات آنذاك قائلًا الملابس جاهزة ، ليلعب الفقي أولى مبارياته بعد نحو أكثر من أربع سنوات من الغياب ويتألق كما لم يتألق من قبل.
وكانت تلك المباراة هي البداية لعودة الفقي للمشاركة الرسمية مع الفريق ببطولة الدوري موسم 1972/1971 وهو الموسم الذي لم يُكتمل بسبب أحداث الشغب التي وقعت خلال مباراة الأهلي والزمالك ، ويستمر محمد الفقي في تألقه خلال الموسم التالي الذي شهد وضع قدمه في الجبس بسبب حادث تعرض له أثناء تواجده في وحدته العسكرية ، ومع ذلك فقد كان حريصًا على التواجد مع زملائه والشد من أزرهم ، ليخبره مدير الكرة الراحل العظيم مصطفى الشناوي أنه كان يأمل في جاهزيته – أي الفقي – لخوض المباراة خاصًة وأن الفريق به نقص كبير بصفوفه ، فيغيب الفقي لدقائق ويعود إليه وقد قام بإزالة الجبس عن قدمه مرتديًا ملابسه ومعلنًا جاهزيته لخوض المباراة.
هذه هي الروح التي كانت تسود أبطال المصري خلال فترة التهجير والذين حافظوا على تواجد ناديهم وسط الكبار بفضل عزيمتهم الجبارة واصرارهم الكبير.
وبعدما اطمئن نجمنا محمد الفقي على تواجد المصري وسط الكبار واستقراره ببورسعيد عقب نهاية مرحلة التهجير ، يعلن محمد الفقي اعتزاله كرة القدم وهو في سن السادسة والعشرين نظرًا لظروف خدمته بالقوات المسلحة التي استمر عمله بها حتى تقاعد عن العمل خلال بداية التسعينيات.