"العطاء وفاء".. ذكرى وفاة ثابت البطل حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر
ذكرى وفاة ثابت البطل أحد أساطير النادى الأهلى والكرة المصرية والإفريقية، وتوفى فى فجر يوم الاثنين الموافقة 14-2-2005، بعد معاناته الشديد مع مرض سرطان البنكرياس، الذى أنهك جسده حينها.
"العطاء وفاء".. ذكرى وفاة ثابت البطل حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر
وتحل الذكري 19 لرحيل أسطورة الأهلي ثابت البطل أحد أبرز رموز القلعة الحمراء، وتواجد في مباراة القمة ضد الزمالك بالبطانية في مشهد خالد في ذاكرة الجماهير الحمراء، ليعطي درس في الوفاء والانتماء لناديه الذي ترعرع بين جدرانه.
مسيرة ثابت البطل
ولد ثابت البطل يوم 16 سبتمبر سنة 1953 فى مدينة الحوامدية، وانضم إلى صفوف بفريق شركة السكر بالحوامدية قبل انتقاله للأھلى حيث كان يلعب بمركز الظهير الأيسر، حتى انتقل إلى صفوف القلعة الحمراء وتحول مركز إلى حراسة المرمى، حتى تفوق فى هذا المركز.
واشتهر البطل بالحزم والصرامة خاصة فى المناصب الإدارية مثلما شاهدنا وهو يتولى مدير الكرة بالنادى الأهلى، ولكنه مع ذلك مازال يتمتع بشعبية عريضة بين أعضاء ولاعبى وجماھير النادى الأھلى.
واستمر البطل الثابت داخل قلعة الحمراء وهو لاعب لمدة 16 عاما، نجح من خلالهم تحقيق 25 بطولة بواقع 11 بطولة دورى مصرى و 7 ألقاب لكأس مصر وبطولتين لبطولة دوري أبطال إفريقيا وكانت تسمى قديمًا (بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري) و 3 ألقاب من كأس إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس وكأس البطولة الأفروآسيويه و كأس الاتحاد التنشيطية.
كما كان يعتبر البطل عنصر فاذ وتفاعل مهم داخل صفوف منتخب مصر حيث استمر في المشاركة منذ 1974 وحتى عام 1990، ونجح البطل في التتويج ببطولتي كأس الأمم الإفريقية 1986 والتى كان بطلها بعدما تصدى لضربة الجزاء ببراعة في مباراة الكاميرون، خلال ركلات الترجيح في نهائي البطولة، بجانب دورة الألعاب الإفريقية 1987 مع منتخب مصر وبالإضافة إلي مشاركته بدورة لوس أنجلوس الأوليمبية 1984 وتواجده ضمن كتيبة محمود الجوهري المشاركة بكأس العالم 1990.
وحطم ثابت البطل العديد من الأرقام القياسية، حيث حافظ على نظافة شباكه بـ1442 دقيقة متتالية، وهو الرقم الذي لم يقترب منه أحد على الصعيد المحلي والقاري، ويبقى رقمه ليجعله في المركز الثالث على مستوى العالم، بعد الحارس البرازيلي مازورابي، والكويتي نواف خالد الخالدي.
بدأ ثابت البطل مشواره مع الساحرة المستديرة حينما لعب بفريق شركة السكر بالحوامدية قبل انتقاله للأھلى، وقد عرف بالحزم والصرامة خاصة فى المناصب الإدارية لكنه مع ذلك كان يتمتع بشعبية عريضة بين أعضاء ولاعبى وجماھير النادى الأھلى.
وعاصر ثابت البطل ستة أجيال بالنادى الأھلى، الذى لعب له من عام 1974 حتى عام 1991، وكان من أبرز النجوم الذين لعب إلى جوارھم محمود الخطيب ومصطفى يونس ومصطفى عبده وغيرھم، كما تولى منصب مدير الكرة بالنادى الأحمر، وعدد من الأندية المصرية والعربية، وكان من أنجح من شغلوا ھذا المنصب.
حقق البطل من الإنجازات على المستويات المصرية والعربية والأفريقية، وحفر اسمه كواحد من أھم حراس المرمى فى تاريخ مصر، حيث فاز ببطولة الدورى مع الأھلى 11 مرة وبطولة كأس مصر ست مرات، وبطولة كأس أفريقيا للأندية أبطال الدورى مرتين وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ثلاث مرات، وسيطر البطل على مساحة كبيرة فى قلوب جماهير الأهلى نظرا للمواقف التى قام بها داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، حتى اللحظات الأخيرة من حياته التى قضاها فى خدمة القلعة الحمراء.
وعلى المستوى الأفريقى كان ثابت البطل من أبرز نجوم بطولة الأمم الأفريقية، التى استضافتھا مصر عام 1986، حيث قاد المنتخب المصرى للفوز باللقب بعد تصديه لركلتى جزاء فى مباراة نھائى البطولة أمام المنتخب الكاميرونى، كما فاز مع المنتخب بميدالية دورة الألعاب الأفريقية عام 1987، كما كان عضوا بصفوف المنتخب الذى تأھل لدورة الألعاب الأولمبية موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984، ولكنه لم يحالفه الحظ بالمشاركة فى أى منھما، حيث انسحبت مصر من الأولى، بينما كان مصابا فى الثانية.
لا تنسى جماهير النادى الأهلى موقفه الأسطورى بعد إصراره على حضور مباراة القمة بين الأهلى والزمالك موسم 2005 قبل وفاته بيوم بملعب الكلية الحربية ومشاهدتها بالملعب، وأصر على التواجد وقام بتغطية نفسه ببطنية أحضرها معه من فندق الإقامة بعد شعوره بالبرد من شدة المرض، ليتوفى بعد المباراة بساعات فى فجر الاثنين 14 فبراير 2005 فى القاهرة، متأثرًا بمرض سرطان البنكرياس الذى عانى منه كثيرًا فى صمت ولم يكن يعلم الكثيرون حقيقة مرضه بسبب ثباته وقوته.