الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"جروب الماميز" ما بين الايجابيات والسلبيات.. خبير تربوى: ضرورة حياتية وسلاح ذو حدين.. مدير مدرسة: تعطى طاقة سلبية للأمهات والبديل التواصل المباشر مع المدرسة

الخميس 15/فبراير/2024 - 04:16 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مجرد أن تبدأ الدراسة حتى تتردد على المسامع كلمة "جروبات الماميز"، حيث تقوم مجموعة من الأمهات بالاشتراك فى جروبات مواقع التواصل الاجتماعى سواء كان ذلك "الفيس بوك" أو " الواتساب" أو "تليجرام"، بدعوى التواصل فيما بينهن ومعرفة ما أخذه الأبناء فى المدرسة من واجبات مدرسية وأنشطة وغير ذلك.

 

بالطبع أصبحت " جروبات الماميز"  أمرا واقعيا وضرورة حتمية للتواصل ولها إيجابيات ومميزات كثيرة، ورُغم ذلك فإنها أحيانا قد يكون لها سلبيات  وتتسبب فى مشكلات كثيرة منها إعطاء طاقة سلبية للأمهات،إلى جانب توتر العلاقة بين الطفل والمدرسة ووجود حساسية فى التعامل بين الطالب ومعلمه.

 

"مصر تايمز" تواصلت مع عدد من الأمهات و خبراء التربية والأمهات للوقوف على سلبيات وإيجابيات "جروبات الماميز" وما يحدث فيها، وكيف يمكن استغلالها بشكل أمثل.

 

صداع جروب الماميز

 

وحول هذا الأمر توضح أسماء إسماعيل، أم لطفلين، أنها تشترك بالفعل فى3 من "جروبات الماميز"، أحدهما تتواصل فيه مع الأمهات والآخر تتواصل المدرسة فيه معهم وهى التى تقوم بالنشر فيه فقط، والثالث خاص بابنى فى مرحلة الحضانة.

 

 وتقول " جروب الماميز مشكلته أن هناك أناس قريبة من إدارة المدرسة، وبالتالى تنقل إليها ما يحدث فى الجروب، ومن الممكن أن تتعامل المدرسة مع الطالب وأهله بطريقة سيئة، هذا بخلاف "الرغى" الكثير الذى لا يمت للجروب بصلة، وإذا احتجت التواصل بشأن الواجب المدرسى أو أى شئ يتعلق بالمدرسة أجد نفسى تائهة بين هذا الكم الهائل من الرسائل".

 

وتتابع إسماعيل "من المثير للضحك أنه فى جروب الحضانة  "صداع " لا يخلو الجروب عن ابنى حد خد قلمه، بنتى حد خد الجاكيت بتاعها، ابنى حد خد كتابه ، ابنى حد ضربه وهكذا".

 

وتضيف" أما الجروب المغلق فمشكلته الوحيدة هى أن المدرسة وحدها هى مَنْ تقوم بالنشر، وأوقات نحتاج إلى التواصل معهم ولكن لا نستطيع، بصفة عامة لا أدخل هذه الجروبات إلا إذا كنت فى حاجة لذلك مثل أعرف معلومة أو أسأل عن شئ".

 

وتبين إسماعيل أن من إيجابيات جروب الماميز أنه أحيانا عندما يتغيب الطالب عن المدرسة أو إذا لم يكن مستوعبا بشكل جيد هنا أسأل الأمهات فى الجروب عن الواجبات وما تم شرحه فى الفصل وما إلى ذلك، وأحيانا فى فترة الامتحانات يقوموا بتنزل مراجعات الامتحانات " بى دى إف".

 

وتشير إسماعيل إلى أن هناك لفتة لطيفة تحدث فى الجروب التى تشترك فيه، وهو أنه مع كل نهاية فصل دراسى تقوم إحدى الأمهات بتجميع النقود من الأمهات وتعمل صندوق فيه هدايا للطالبات كى تدخل على قلوبهم الفرحة.

 

توتر العلاقة بين الطالب والمعلم

 

وتتفق معها نهاد ربيعة، أم، أن "جروب الماميز " الذى تشترك فيه تستفيد منه فى معرفة أى شئ يفوت ابنها فى الفصل أو معرفة أى شئ يتعلق بالمدرسة والواجبات ومستوى المعلمين، بالإضافة إلى اتفاق الأمهات على شئ يتعلق بعمل حفلة أو نشاط ما، مؤكدة على أن الرسائل الكثيرة جدا خلال الجروب تعد إحدى سلبياته.

 

وتشير إلى أن هذه الجروبات من الممكن أن تتسبب فى توتر العلاقة بين الطالب والمدرسة، مضيفة " هذا حدث بالفعل عند ابنى فى المدرسة قالت إحدى الأمهات شئ ووصل الأمر إلى إدارة المدرسة، فتسبب ذلك فى حساسية بين الطالب ومعلمه".

 

سلاح ذو حدين 

 

ومن جانبها تقول الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوى،" جروبات الماميز أصبحت أمر واقع وضرورة يومية من ضروريات الحياة، فهى تعد وسيلة جيدة للتواصل بين الأمهات أو التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور، لكنه سلاح ذو حدين".

 

وتضيف لـ"مصر تايمز": يتوقف مدى الاستفادة من هذه الجروبات على مستوى الوعى والمستوى العلمى لدى الأمهات، هناك الكثير من الأمهات ليس لديها الوعى الكافى بأخطاء الأبناء أو صعوبات التعلم أو بعض أساليب التعليم الجديدة فى المدارس، فمثلا لا يستوعبن لماذا لا تعطى المدرسة واجبات أو أنشطة ما، فتدخل على الجروب وتقول إن المدرسة لا تقوم بعملها بشكل جيد".

 

وتتابع الخبير التربوى قائلة" إضافة إلى ما سبق هناك بعد الأمهات يعانون من مشكلات نفسية يخرجوها على أولادهم والأمهات فى الجروب، ويقوموا بالتنظير ووضع نظريات فى التعامل مع الأطفال بشكل خاطئ، هذا بخلاف انقياد الأمهات التى ليس لديها وعى إلى هذه التصرفات فيحدث مشكلات كبيرة".

 

ضرورة التوعية المستمرة للأمهات

 

وتؤكد أن جروب "الماميز" مثل غيره من الجروبات لكن خطورته تكمن فى كثيرا ما تتصرف الأمهات تصرفات لا تتوافق مع العملية التعليمية، إلى جانب تأثرهن  ببعضهن بطريقة غريبة، فيعملن توجه غريب فى بعض الأحيان ليس له علاقة نهائيا بالعملية التعليمية".

 

وتدعو عبد الرؤوف إلى ضرورة أن يكون هناك توعية للأمهات دائما من خلال قيام  المدارس بعمل اجتماع للأمهات من وقت لآخر أو عمل جروبات يضم المعلمات والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وذلك للتوعية المستمرة بأنه إذا كانت هناك مشكلة خاصة بالطفل أو كره الطفل لمعلم ما أو وجود صعوبة التعلم عند طفل  فإنه لا يمكن التعميم على باقى الأطفال.

 

وتستكمل حديثها قائلة" وأيضا لابد من توعية الأمهات عن ماهى الأساليب الصحيحة فى التعامل مع أولادهم، وأيضا لو فى شئ خاص بطفل معين يكون هناك تواصل مباشر مع المدرسة ومع الأم".

 

وتؤكد الخبير التربوى على ضرورة أن تضع المؤسسة التعليمية فى الإعتبار الآراء التى تبديها الأمهات وتتعامل معها بشكل هادئ، مشددة على ضرورة أن تعى كل أم أن هناك فروق فردية بين ابنها أو ابنتها وبين أقرانهم، وتفهم جيدا أن للعملية التعليمية احتياجاتها، حيث أنها لا تربى ابنها كى يعيش فى مجتمع منفصل، إذ يجب أن يكون هناك استيعاب لكل العلاقة الموجودة فى المجتمع.

 

جروبات غير مُجدية

 

"مصر تايمز" تواصلت مع أحد مديري المدارس الخاصة - رفض ذكر اسمه- ولكنه يرى أن جروبات الماميز غير مفيدة، إلى جانب أنها تعطى الأمهات طاقة سلبية  حيث يتحول إلى " مكلمة" – على حد وصفه- ونواح غير مجدٍ.

 

ويؤكد أن البديل عن هذه الجروبات هو التواصل المباشر مع الأساتذة والمدرسة، إضافة إلى التواصل عبر البوابة الالكترونية للمدرسة والتي تتيح جميع "الشيتات" والمذكرات والملفات الهامة للتلاميذ.