رابطة الدوري الألماني لكرة القدم تتخلى عن خطة لجلب المستثمرين

قررت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم التخلي عن خطة بقيمة مليار يورو لجلب مستثمر إلى مسابقة الدوري بعد عدة احتجاجات من جانب المشجعين، حسبما قال الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم هانز يواخيم فاتسكه.

وقررت اللجنة التنفيذية لرابطة الدوري الألماني بالإجماع ، في اجتماع استثنائي اليوم الأربعاء، أن الصفقة لن تتم .

وقال فاتسكه في بيان صحفي "في ضوء التطورات الحالية، يبدو أن الاستمرار الناجح للعملية لا يبدو ممكنا. رغم وجود أغلبية كبيرة تؤيد ضرورة الشراكة الاستراتيجية".

وبحسب فاتسكه، فقد انهار الدعم العام للخطة خلال الـ 48 ساعة، التي سبقت الاجتماع. ثم اقترح على اللجنة التنفيذية ضرورة إنهاء المفاوضات.

وكانت رابطة الدوري الألماني تخطط لتعزيز قدرات المسابقة التسويقية في صفقة بقيمة مليار يورو (08ر1 مليار دولار)، على مدار 20 عاما كحد أقصى من خلال صفقة المستثمرين، مقابل حصة من إيرادات الترخيص من بيع الحقوق الإعلامية.

وتمت الموافقة على تلك الخطة بأغلبية الثلثين من إجمالي 36 ناديا ينشطون بدوري الدرجتين الأولى والثانية الألماني في ديسمبر الماضي.

وكانت شركة "سي في سي كابيتال" صاحبة العرض الوحيد المتبقي بعد انسحاب شركة الأسهم الخاصة "بلاكستون" الأسبوع الماضي، ورفضت الشركة التعليق على قرار رابطة الدوري الألماني.

وقوبلت خطة الرابطة بمعارضة شديدة من الجماهير الألمانية، التي ظلت تحتج لعدة أسابيع من خلال إلقاء أشياء على أرض الملعب في مباريات الدوري الألماني، مما تسبب في توقف عدد كبير من اللقاءات بالدرجتين الأولى والثانية.

وصرح فاتسكه "إن كرة القدم الاحترافية الألمانية في خضم اختبار حاسم. لم يعد من الممكن ضمان استدامة إبرام العقود، المتعلقة بتمويل الأندية الـ36، في ضوء الظروف السائدة".

كانت هناك أيضا دعوات مؤخرا لإجراء تصويت جديد حول هذه المسألة بسبب التكهنات بأن الأصوات الـ 24 لصالح الصفقة لم يتم الوصول إليها إلا بعد أن قام مارتن كايند، المدير الإداري لهانوفر صاحب حصة الأغلبية، بالتصويت ضد أوامر النادي ولمصلحته الشخصية.

وربما يكون هذا انتهاكا للائحة 50+1 في كرة القدم الألمانية، والتي بموجبها يكون للنادي القول الفصل. ورفض كايند الكشف عن كيفية تصويته، قائلاً إنه اقتراع سري.

وأعترف فاتسكه بأن رابطة الدوري الألماني لا يمكنها أن تنكر أن الأحداث المحيطة بتصويت هانوفر أدت لعدم قبول النتيجة على نطاق واسع.

وأشار فاتسكه "في ضوء الأصل العظيم الذي نملكه في أيدينا من خلال لائحة 50 + 1، يجب ألا نتجاهل ذلك"، موضحا أن التصويت الجديد سيثير المزيد من الأسئلة القانونية بشأن القرار، الذي تم اتخاذه في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وشدد فاتسكه على أن "تجنب ذلك والعودة لإقامة المباريات بشكل منتظم ينبغي أن يكون الهدف الأساسي لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم".

ورحب نادي شتوتجارت في بيان "بهذا القرار المفهوم الذي يسمح لنا جميعا، نحن الذين نحب كرة القدم، أن نجتمع معا مرة أخرى"، فيما وصف توماس هيريش، المدير الإداري لهيرتا برلين، هذه الخطوة بـ"القرار الصحيح".

وأعلن تحالف لمشجعي كرة القدم بألمانيا أن الاحتجاجات كللت بالنجاح، في حين تحدثت إحدى حركات المواطنين، التي أطلقت مؤخرا عريضة ضد دخول مستثمر خارجيين للدوري الألماني، عن أخبار جيدة لجميع مشجعي كرة القدم.

وصرح دانييل ميتلر، المدير العام للحركة، في بيان: "الضغط العام من المجتمع المدني يمكن أن يوقف الأموال الكبيرة. بالنسبة لنا، هذا سبب يدعونا للاحتفال".

ووفقا لاستطلاع للرأي، يعارض نصف مشجعي كرة القدم الألمانية وجود شريك استراتيجي لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم، حيث يعتبر أكثر من 50٪ أن الاحتجاجات المستمرة ضد هذه الخطة مناسبة.

وأجرت إحدى وكالات التسويق الرياضي الألمانية المهتمة بكرة القدم استطلاعا يومي 18 و19 فبراير الجاري، حول تلك القضية المثيرة للجدل، حيث أبدى 46% معارضتهم لدخول المستثمر، في حين أيد 33% وجود شريكا خارجيا، أما الآخرون إما ليس لديهم رأي أو لا يريدون الكشف عن وجهة نظرهم. وشمل الاستطلاع ألفا وستة أشخاص.