الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

المخدرات في اسرائيل.. الحشيش الأكثر انتشارا وأعضاء الكنيست "مزاجنجية".. منذ 7 أكتوبر 1 من 4 في إسرائيل يتناول المواد المخدرة

السبت 02/مارس/2024 - 10:14 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشير تقرير حديث صادر عن المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة العقلية إلى أنه بعد شهرين من اندلاع الحرب بين اسرائيل وغزة ، يستخدم 1 من كل 4 إسرائيليين مواد مسببة للإدمان في خطر متزايد، وذلك تحديدا منذ 7 أكتوبر ، وقد أفاد التقرير الذي تم نشره في صحيفة معاريف العبرية ، أنه من الأمور الأكثر خطورة أن هناك زيادة كبيرة في تناول العقاقير الطبية ، وخاصة المهدئات والحبوب المنومة اعتبارا من 23 ديسمبر ، حيث ييعاني 1 من كل 6 إسرائيليين من الإدمان على العقاقير الطبية ، و 1 من كل 10 إسرائيليين يعاني من الإدمان على المهدئات والحبوب المنومة ،  بمعنى زيادة بمعدل حوالي  100% و 180% مقارنة بعام 2022 .

 

و قد نشر المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية تقريرا محدثا في ديسمبر 2023 ، بعد حوالي شهرين من اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، بأن هناك زيادة عالية الخطورة في استخدام المواد المسببة للإدمان : 1 من كل 4 إسرائيليين يستخدم مواد مخدرة شديدة الخطورة ( الكحول ، المخدرات والأدوية) ، بزيادة قدرها 15% عن نسبة عام 2022 (26.1% مقابل 22.7% على التوالي).

وتتوافق هذه النتيجة مع تقرير 1 من كل 5 إسرائيليين حول زيادة في استخدام المواد المسببة للإدمان بعد حوالي شهر من اندلاع الحرب.

 

وقد تم العثور على أكبر زيادة في استخدام الأدوية والمهدئات والحبوب المنومة على وجه الخصوص  اعتبارمن ديسمبر 2023 ، حيث يستخدم 1 من 6 إسرائيليين العقاقير الطبية وهم خطر متزايد ، و 1 من كل 10 يستخدمون المهدئات والحبوب المنومة .

 

وتفسر تلك النسب أن هناك ارتفاع بنسبة 100% و 180% مقارنة بالرقم نفسه عام 2022 (اجمالي الأدوية الموصوفة – 16.2% مقابل 8.3% ، المهدئات والحبوب المنومة – 10.6% مقابل 3.8%).

وأوضح التقرير الاسرائيلي أن نسب الزيادة كانت بين مختلف الفئات من النساء والرجال والصغار والكبار .

 

بالنسبة للشباب ، أشار التقرير أنه تم العثور على زيادة بنسبة 7% في تعاطي القنب 13.4 مقابل 12.5 % .

 

وأضاف التقرير أن الزيادة في الاستخدام عالي الخطورة للمواد المسببة للإدمان توازي الزيادة في نسبة الإسرائيليين الذين يعانون من الإجهاد اللاحق للصدمة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر ، حوالي 1 من كل 3 نساء وحوالي 1 من كل 5 رجال وجدوا أنهم يعانون من اضطرابات نفسية ن بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الاجهاد اللحق للصدمة عقب الأحداث بزيادة حوالي 150% بين النساء وحوالي 56% بين الرجال مقارنة بالبيانات في عام 2022.

 

كما وجد أن المستويات المرتفعة من القلق والاكتئاب والإجهاد اللحق للصدمة ترتبط بزيادة مخاطر استخدام كل نوع من المواد ، أي ما يقرب من 50% ممن يعانون من هذه الحالات  .

 

ومن ناحية أخرى ، تم العثور على علاقة بين مستوى التدين والزيادة في نسبة أولئك الذين يستخدمون المواد المخدرة  بين الأرثوذكس المتطرفين ، مقارنة بالعلمانيين والمتدينين ، حيث وجد بين اليهود المتشددين أنهم أقل نسبة في مستويات التوتر والقلق والاكتئاب ومابعد الصدمة  مقارنة بالمجموعات الأخرى ، وأشار التقرير أنه من الممكن أن تكون هذه النسبة قليلة بسبب نقص الإبلاغ لأن الحريديم يعتبروا أن تعاطي المخدرات أو الأمراض المتعلقة بالصحة العقلية وصمة عار .

 

الماريجوانا والحشيش الأكثر انتشارا في إسرائيل 

 

و تعتبر قضايا المخدرات فى اسرائيل مسار للجدل دائما ،فتتخذ المحاكم الاسرائيلية منهج اخر حيث انها عملت على تخفيف عقوبات هذه الجرائم بشكل غريب يستفز البعض احيانا سواء بالنسبة للقاصرين او من تعدوا ذلك السن ، بالاضافة الى ان المحاكم تتخذ فى اعتبارها ايضا الظروف الشخصية للمتهمين، الى جانب بعض الاستثناءات مثل ترخيص تعاطى الماريجوانا للمعاقين، كما ان القوانين فى اسرائيل مؤخرا لا تجرم متعاطى المخدرات النباتية مثل الماريجوانا و الحشيش الذى يبلغ تعاطيه  وسط الفئة العمرية من 18 الى 34 عاما حوالى 56%  خاصة بين طلاب الثانوي والجامعات ،  و يتم تغريم المتعاطى غرامة مالية فقط  اذا تم ضبطه  اكثر من ثلاث مرات وذلك بسبب انتشار تلك المخدرات بشكل واسع فى اسرائيل بين جميع الفئات والطبقات حتى انه يتم زراعة الحشيش داخل المنازل بكل سهولة للاستخدام الشخصى واليومى. .

 

ووفقا لمعطيات وزارة الامن الداخلى فإن كمية المخدرات التى يتم تعاطيها فى اسرائيل سنويا تقدر بخمسة اطنان من الهيروين واربعة اطنان من الكوكايين وتسعين طنا من الحشيش والماريجوانا اضافة الى 20 مليون جرعة من المنبهات وعقاقير الهلوسة مثل LSD .

 

 "القدس" الاكثر انتشار لبيع المخدرات 

 

و تعد القدس هى  المدينة الاكثر انتشارا لبيع المخدرات، فيسمح فيها الاحتلال الاسرائيلى بيع المخدرات بشكل علنى، اضافة الى انه هناك خدمة توصيل المخدرات الى المنازل،ومراكز لبيع المخدرات منتشرة للغاية ومعروفة للصغير قبل الكبير ،فمسموح للموزعين ان يبيعوا المخدرات كيفما شائوا بشرط الا يقتربوا من الجانب الغربي من المدينة الذى يسكنه اليهود الا اذا هم اتوا برغبتهم لشراء المخدرات.

 

حماية تجار المخدرات وإعطاء راتب شهرى للمدمن

 

بالاضافة الى انه يتم حماية التجار والموزعين الاسرائيليين حيث انه يتم وضع كاميرات مراقبة على اماكن بيعهم للمخدرات للتدخل السريع اذا قام احد بالتعدى عليهم  بالاضافة الى انه تم فرض قانون يمنع الاباء من تأديب ابنائهم ممن يتعاطوا المخدرات بغرامة تصل الى 50 الف شيكل وذلك اذا ضرب الاب ابنه وقام الثانى بالابلاغ عنه في قسم الشرطة بالاضافة الى انه يمكن اعتقاله من 3 الى 10 اعوام اذا تكرر الاعتداء .

 

و  اعطاء راتب شهرى لمن يثبت تعاطيه المخدرات، حيث اقر القانون الاسرائيلى انه اذا أثبت تعاطى الشخص لمدة ثلاثة ايام متواصلة الهيروين ولا يمكن استغناءه عنه فتقوم بإعطاءه راتب شهرى يبلغ قدره 2000 شيكل ما يعادل 507 دولار للاعزب و4000 شيكل ما يعادل 1000 دولار للمتزوج.

 وهو ما يعد ترويج لتعاطى المخدرات حيث ان الكثيرين لجأوا لذلك للحصول على الراتب الشهرى دون الجهد فى البحث عن عمل او القيام بالعمل من أساسه للحصول على نفقات المعيشة، حتى من تعافوا من تعاطى المخدرات بعد ان أصبح لديهم مشكلة فى الحصول على عمل مع ازدياد مشكلة البطالة فى اسرائيل عادوا الى تعاطى المخدرات مرة للحصول على الراتب الشهرى.

 

المخدرات القانونية فى اسرائيل 

 

ومؤخرا بدأ الترويج لنوع جديد من المخدرات تحت مسمى المخدرات القانوية ويكتب على العبوة من الخارج "قانوني100%"  اى مرخص بيعها و تعاطيها وحملها مما يتيح لمتعاطيها تناولها دون اى مشكلة ، وهى عبارة عن توليفة هندسية كيماوية لمواد طبيعية معينة تندمج مع بعضها البعض لتعطى نتيجة تؤثر على الجهاز العصبى ، كما انها تباع للاعمار ما فوق الثامنة عشر ، وأشار مدير مركز المقدسي للتوعية والارشاد عصام جويحان قائلا" من خلال عملنا فى أوكار المدمنين لاحظنا دخول نوع جديد من المخدرات ينتشر بين الشباب الصغار، هذه المخدرات ذات أثر خطير تؤدى الى الاصابة بأمراض عقلية او نفسية او عضوية" و أضاف جوجيان الى ان اسعار هذه المخدرات الزهيدة مقارنة مع الانواع الاخرى من المخدرات دفع الشباب الى شرائها وتعاطيها دون اى عائق او مشكلة.

 

اعضاء الكنيست  والحشيش

 

بما ان سوق الحشيش والماريجوانا له شعبيته ومحبينه فى اسرائيل ولانتشاره بين جميع فئات المجتمع ، ففى عام 2013 قامت عضو الكنيست تامار زندبرج بمشروع قانون لعدم تجريم تدخين الحشيش واعترفت فى الجلسة العلنية بالكنيست انها تقوم بتدخين الحشيش والمخدرات.

تامار زندبرج

 

ومشروع القانون الذى قدمته تامار نص على عدم تجريم من يستخدم الحشيش الاستخدام الشخصى فهى ليست مخالفة جنائية لان تعاطيه يختلف تماما عن تجارته ،كما اعترف نصف اعضاء حزب ميرتس انهم دخنوا الحشيش من قبل وعلى رأسهم ميخال روزين وإيلان غيلئون.

 

 

شيلى يحيموفيتش

وأعترفت زعيمة المعارضة الاسرائيلية شيلى يحيموفيتش في وسائل الاعلام الاسرائيلى بأنها دخنت الحشيش اكثر من مرة وانها تعيش بسلام مع تجربة تدخين المخدرات الخفيفة،وأضافت عضوة الكنيست عادى كول انها جربت تدخين الحشيش لكنه لم يؤثر عليها  وعضوة اخرى تدعى كاريف قالت انها جربت تدخين الحشيش لكن خارج اسرائيل،ومن حزب العمل قال عضو الكنيست والصحفى المخضرم ميكى روزنتال وعضو الكنيست ايتان كبال،والعضوة شتاف شافير والعضو افيشاى برافرمان انهم دخنوا الحشيش والمخدرات الخفيفة من قبل.

 

ازدياد نسبة تعاطى المخدرات فى الجيش الاسرائيلى 

 

اشار موقع والا الاسرائيلى فى تقرير له ان نسبة تعاطى المخدرات ارتفعت الى 50% داخل الجيش الاسرائيلى وتم وضع لوائح اتهام ضد الجنود بتهم التعاطى ،فلقد نقل الموقع الاسرائيلى تقرير الدفاع العسكرى الذى نشره الجيش الاسرائيلى بانه تم تقديم 629 لائحة اتهام فى عام 2014 مقابل 416 فى عام 2013 وتعلقت لوائح الاتهام بإستخدام وبيع المخدرات. ،وهو ما تسبب فى قلق العديد من المسئولين فى الجيش الاسرائيلى .

 

مخدر الاغتصاب الاكثر انتشارا فى اسرائيل 

 

انتشرت ظاهرة جديدة من نوعها فى اسرائيل فى السنوات الاخيرة ، كما انها تعد خطيرة للغاية بالنسبة للمرأة وهى عبارة عن مخدرات شفافة عديمة الرائحة والطعم ولا تترك اثر كيميائيا فى الجسم لكنها تؤدى الى تشويش الاحساس لمن يتناولها بالاضافة الى فقدان السيطرة ايضا وتدعى "مخدر الاغتصاب" ويستخدما الرجال فى اسرائيل لايذاء النساء والقضاء على مقاومتهن لاقامة علاقات غير شرعية.

 

ويبدأ مخدر الاغتصاب بالعمل بعد عشرين دقيقة فقط من دخوله الى الجسم ويعمل لاربعة ساعات بعد مرور ثمانى ساعات يخرج من الدورة الدموية ولا تكون له اثار فى البول تماما، وبعد مرور اثنتى عشرة ساعة يصل معظم النساء اللاتى تم الاعتداء عليهن الى الشرطة للابلاغ عن بالواقعة بعد فترة لم يعد بالامكان فيها اكتشاف اثار المخدر وبالتالى فمن الصعب جدا إثبات استخدامه.

 

ومن المثير للسخرية بالنسبة لمخدر الاغتصاب انه لم يعد فقط يستخدمه الرجال  فى اسرائيل لاغتصاب النساء بل لجأت النساء الاسرائيليات لاستخدامه ودسه فى المشروب للرجل وحين يغط فى النوم العميق تسرق ما تريده منه وتغادر المكان بكل سهولة.