الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

رمضان في غزة قبل وبعد العدوان.. فتح المقاهي والمطاعم لتوزيع الطعام على الفقراء سابقا.. اليوم سكان القطاع صيام دائم بلا إفطار بلا روح بلا زينة وسط ترقب لوقف لإطلاق النار (صور)

الأحد 10/مارس/2024 - 04:35 م
صورة ارشيفية غزة
صورة ارشيفية غزة

كل عام قبل رمضان يقدم مجموعة من  الشباب على تنظيم الحملات الإغاثية، وافتتاح عددا من «التكايا» الخيرية لتوزيع الطعام على الفقراء، ففي شهر رمضان، تكون المقاهي والمطاعم مفتوحة بشكلٍ كامل في غزة.


والإقبال علي إقامة صلاة الجماعة في المساجد وعلى أسطح المنازل وفي بعض الشوارع الفرعية،
غزة: قبل دخول شهر رمضان، يبدأ السكان في قطاع غزة، خطواتهم بالتجهيز والاستعداد لاستقبال «الشهر»، ر ، حيث إن الأيام السابقة للشهر  تكون حافلة بالكثير من الفعاليات والأنشطة الميدانية والمنزلية، التي هدف الناس من خلالها للإبقاء على أجواء الفرح التي تعودوا عليها، خلال السنوات الماضية، فصنعوا الفوانيس وعلقوا الزينة، ونزلوا للأسواق والمحال التجارية؛ لشراء الطعام والحلويات، المتمثلة بالقطائف والكنافة وغيرها، كما أنّ الطقوس المتعلقة بالأطفال الذين يخرجون يوميًا للشوارع لإطلاق الألعاب النارية واللعب ما زالت حاضرة.

شباب يزنون حارة في غزة خلال شهر رمضان


وإضافة لكلّ تلك المظاهر يقدم عدة مجموعات شبابية على تنظيم الحملات الإغاثية، وافتتحت عددا من «التكايا» الخيرية لتوزيع الطعام على الفقراء  ،كما أنّ الأجواء الإيمانية والروحانية المرتبطة بالشهر، لها طعم آخر داخل المساجد، وفقًا لقولهم.

 

صناعة الفوانيس وفرح الأطفال
 

ولعل أهم أجواء البهجة المرتبطة برمضان، تتمثل في الفوانيس الملونة، التي يُقبل الناس على شرائها للزينة. حيث أقدم عدد من الحرفيين وأصحاب مواهب على الرسم والتشكيل على صناعة الفوانيس داخل المنازل بمساعدة من عائلاتهم، إلى أنّ أدوار إنتاج الفانوس تتوزع بينهم، كعائلة، فهناك من يتولى مهمة تجميع قطع الورق المُقوى التي يُبنى منها هيكل الفانوس، وهناك من يهتم بقص القماش وتركيبه والتشطيب النهائي، وفيما يتعلق بالأدوات التي يستعملونها خلال عملهم،  فأنّها بدائية، ومتوافرة بشكلٍ جيد في السوق، ومنها القماش الملون، وأصابع اللحام البلاستيكية، وبعض الأخشاب، وقطع الكرتون، إضافة لوحدات الإضاءة الملونة الصغيرة،

صناعة الفوانيس 


وعلى نفس العادة، داومت مجموعات الأطفال والشباب في غزة، على الخروج خلال أوقات المساء للشوارع لقرع الطبول؛ احتفالاً بالشهر، ولدعوة الناس للاستمرار في تعليق الزينة وإطلاق الألعاب النارية. حيث تردد المجموعات على وقِع أصوات الطبول عبارات مرتبطة برمضان، مثل «حالو يا حالو، رمضان كريم يا حالو»، و«أهلاً شهر الصوم والبركة».


إلى أنّهم يحاولون الحفاظ على الأجواء التي تعود عليها الناس، من خلال وسائل بسيطة، استطاعوا صناعة الأجواء الخاصّة بهم، من خلال التجول في الشوارع والأسواق لمشاهدة الزينة، والمناداة بعبارات خاصّة بالشهر،  إلّا أنّ ذلك لم يعق فرحتهم بالشهر

شاب من غزة يعمل في بيع العصائر الطبيعية خلال شهر رمضان

 

سيحل رمضان هذا العام، على الغالبية الساحقة من الغزيين بلا أي "مؤنة" لرمضان، بل بلا روح أو زينة أو فرحة معتادة بقرب حلوله. فلن تزدان موائد الإفطار بالأكلات والحلوى الغزية المعروفة، كما ستكون غير مكتملة، بسبب غياب أفراد أسر كثيرة، فمنهم من قتل في الحرب، ومنهم من تفرق عن أسرته بسبب النزوح.

 

ولا توجد رغبة لدى النازحين في رفح في شهر رمضان، تفوق رغبتهم في الإعلان عن وقف لإطلاق النار، ليعودوا إلى منازلهم التي نزحوا منها في الشمال، ويجتمعوا مجدداً مع ما تبقى من أحبائهم على موائدهم.

 

"لا توجد أي مقومات لاستقبال رمضان سوى بالإيمان والصلاة. فهم  لا يمكنهم التحضير للشهر الكريم بأي صورة" كما أن المأكولات المعلبة هي كل ما يتوفر في القطاع وبأسعار باهظة.

الأوضاع في غزة 

 

كما أن أكثر ما يُحزن هذا العام أن مائدة الإفطار ستكون ناقصة بغياب بعض أفراد العائلة الذين فرقتهم ظروف الحرب. "