الإثنين 20 مايو 2024 الموافق 12 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

هل تتقلص سلطات الشرطة الأمريكية فى 2021.. المطالبات بوقف تمويل قوات الشرطة في 2020" بسبب الممارسات العنصرية ضد اصحاب البشرة السمراء.. الشرطة الأمريكية قتلت 976 شخصا في 2020 أبرزهم جورج فلويد

الإثنين 04/يناير/2021 - 12:48 م
مصر تايمز

اكتسبت المطالب التقدمية على مستوي الشارع الأمريكي الساعية إلى خفض ميزانيات الشرطة بالولايات المتحدة الأمريكية، أهمية جديدة في الولايات المتحدة في عام 2020، بعد أن شهدت البلاد حوادث قتل شهيرة راح ضحيتها أشخاص عزل من ذوي البشرة السمراء على أيدي الشرطة، وهو الأمر الذي أدى أيضا إلى بث روح جديدة لدى حركة "حياة السود مهمة" الاحتجاجية.

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية " د ب أ" فى تقرير لها عن صحيفة "واشنطن بوست" أن الشرطة قتلت ما لا يقل عن 976 شخصا باطلاق الرصاص عليهم في عام 2020 فقط، وقد تم تصوير الكثير من تلك الحوادث وشاهدها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل كل شيء، لقد كان مقتل جورج فلويد ذو البشرة السمراء بينما كانت تحتجزه الشرطة في مينيابوليس في أيار/مايو الماضي، هو الحدث الذي أدى إلى تفجر شعار "أوقفوا تمويل الشرطة" على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور لافتات في جميع أنحاء المدن ذات الميول اليسارية.

 

ومن جانبه، أوضح سكوت هيشينجر، وهو محامي دفاع عام منذ فترة طويلة في نيويورك ومؤسس منظمة "زيلوس"، إن "هناك حالة من الزخم المتزايد الذي وصل إلى نوع من التصعيد فيما يتعلق بواقعة جورج فلويد"، وفي أعقاب وفاة فلويد، أظهر المتظاهرون في بالتيمور دعمهم للحركة المعنية بخفض أموال الشرطة، وذلك من خلال كتابة عبارة "أوقفوا تمويل الشرطة" بأحرف كبيرة على لوحة إعلانات، دعما لإعادة انتخاب عمدة المدينة.

 

وقد يكون العمدة قد خسر المحاولة الانتخابية، إلا أن لوحة الإعلانات التي تدعو إلى خفض ميزانية إدارة شرطة بالتيمور مازالت قائمة على أحد الطرق الرئيسية في المدينة، ولا يعتبر المطلب جديدا في حد ذاته، حيث أن النشطاء يأكدون منذ فترة طويلة على أنه يجب سحب الأموال من ميزانيات الشرطة وإعادة تخصيصها للخدمات الاجتماعية، لتقليل معدل الجرائم وعدد حوادث القتل التي يرتكبها أفراد الشرطة.

 

 ويرى النشطاء أنه غالبا ما تُترك الشرطة للتعامل مع مواقف من الأفضل أن يقوم الأخصائيون الاجتماعيون ومسؤولو الصحة العامة بمعالجتها، وأن الاستثمار في قطاع الرعاية الاجتماعية من شأنه أن يقلل معدل الجرائم.

 

ومن جانبه، يقول كريس هاريس، مدير "مشروع العدالة الجنائية" في منظمة "أبلسيد" التي تتخذ من تكساس مقرا لها، إن "هناك مجموعة من الأبحاث الناشئة الجيدة التي تُظهر كيف ترتبط ميزانيات الشرطة المتزايدة بخفض التمويل في مجموعة كاملة من الخدمات الاجتماعية الأخرى".

 

وبحسب تحليل أجراه معهد "أوربان انستيتيوت" في واشنطن ونشر في يونيو الماضي، فإن الميزانية الأمريكية المخصصة للشرطة تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا منذ عام 1977، لتصل إلى 115 مليار دولار.. ويرى النشطاء إنه من الأفضل إنفاق الأموال في مجال آخر.

 

 أضاف هاريس أن "هناك حاجة ماسة لإعادة الاستثمارات، ولا سيما في مجتمعات ذوي البشرة السمراء والبنية ومجتمعات الفقراء، وذلك من أجل المساعدة الفعلية في تجنب الكثير من الظروف غير الآمنة وغير الصحية التي يعيشها المواطنون".

 

وأشار هاريس إلى أن الشرطة غالبا ما تكون من يتعامل في الخطوط الأمامية مع الأشخاص الذين يواجهون التشرد، على سبيل المثال، وأضاف هاريس أنه في حين أن خفض ميزانيات الشرطة لن يحل المشكلة المجتمعية الأساسية، إلا أنه "يمكن عمل استثمارات في المجتمعات التي يمكن أن تمنع الكثير من الأزمات التي يتم استدعاء الشرطة للتعامل معها اليوم".

 

ويختلف مؤيدو الحملة مع بعضهم البعض حول الحجم والسرعة التي يجب أن تنخفض بها ميزانيات الشرطة. ويرى البعض ضرورة خفضها بالكامل، بينما يرغب البعض الآخر في رؤية المزيد من الخفض التدريجي للأموال، ونظرا لأن الإدارة والشرطة في الولايات المتحدة تتسم بعدم المركزية، فإن هذا الجدل القائم، وحتى التجارب الأولية في خفض تمويل الشرطة، يتم على مستوى الولاية والمدينة.

 

وقد بدأت بعض المدن بالفعل تجربة ما سوف يبدو أشبه بخفض ميزانيات الشرطة. فبعد مقتل فلويد، صوت مجلس مدينة مينيابوليس على قرار بخفض أكثر من 5ر1 مليون دولار من ميزانية الشرطة السنوية للمدينة، والتي يبلغ حجمها نحو 200 مليون دولار.

 

وفي أماكن أخرى، تم خفض مبالغ أكبر، ففي أغسطس الماضي، صوت مجلس مدينة أوستن في ولاية تكساس، بالإجماع، على خفض ميزانية شرطة المدينة البالغ حجمها 434 مليون دولار، بواقع الثلث،  ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك مدن أخرى، أو ربما ولايات بأكملها، ستتبع تجاربها الخاصة فيما يخص إعادة توجيه أموال الشرطة.

 

من ناحية أخرى، لم يوضح الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، المنتمي للتيار الديمقراطي، موقفه بصراحة من الاقتراح الذي شجبه الكثير من النواب الجمهوريين، ويقول مدافعون عن الاقتراح من أمثال هاريس، إن الحديث بشأن السنوات القادمة قد بدأت للتو، وأن هذا الزخم لن يزيد إلا عند صياغة ميزانيات الشرطة السنوية التالية.

 

وقال هاريس: "سنرى المزيد من الحدث بشأن ميزانيات الشرطة للسنة المالية 2022"، مضيفا أنه "سيكون هناك تقدم مستمر".