صباحي: اقتحام معبري رفح وكرم أبو سالم بعد وساطة مصر لوقف حرب غزة تحدٍ سافر للمجتمع الدولي
أصدر حمدين صباحي بيانا هاماً بصفته الأمين العام للمؤتمر القومي العربي بشأن الأوضاع التى تحدث في رفح الفلسطينية والاعتداء الصارخ من الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وذكر البيان ما أن وافقت حركة حماس وقيادة المقاومة الفلسطينية على المقترح المصري – القطري المدعوم أمريكياً، لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وجلاء القوات المحتلة عن غزّة، وإيصال المساعدات إلى أهل غزّة المحاصرين بالحرب منذ أكثر من سبعة أشهر، والالتزام بإعادة الإعمار، حتى أقّدمت حكومة الكيان الصهيوني على اقتحام معبري رفح وكرم سالم في رسالة واضحة إلى الوسطاء، كما إلى العالم كله، برفضها الموافقة على وقف إطلاق النار وتصميمها على مواصلة العدوان على قطاع غزّة، رغم أن سبعة أشهر من هذا العدوان لم تستطع أن تحقق أي انتصار لصالح العدو، ولا أي هدف من الأهداف المعلنة لحكومته.
إن احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني ومعبر كرم أبو سالم لم يكن ضربة موجّهة لمساعي وقف الحرب في غزّة وعليها فحسب، ولا في الاستخفاف بجهود دول مؤثّرة على الصعيدين العربي والدولي فقط، ولا بالإجماع الشعبي العالمي على رفض العدوان الغازي الوحشي على غزّة، والذي أودى بعشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والجرحى، وتدمير مدن وأحياء وبنى تحتية ومستشفيات ودور عبادة، بل هو أيضاّ تحدٍ سافر للوسطاء جميعاً، كما للأمّة العربية والمجتمع الدولي بأسره.
إن المؤتمر القومي العربي الذي اعتبر منذ تأسيسه قبل 34 عاماً أن فلسطين هي بوصلته، وأن المشروع الصهيوني – الاستعماري هو النقيض للمشروع النهضوي العربي، يرى في احتلال الصهاينة للمعبرين إمعاناً في الوحشية والإجرام وفي التحدي للكرامة العربية، كما التوجهات الدولية وهو ما يتطلب مواجهة حاسمة تتضمن الأمور التالية:
1- انعقاد قمة عربية – إسلامية طارئة للتداول في سبل الرد على هذا العدوان الجديد والمستمر عبر دعم المقاومة بكل الوسائل المتاحة، واحتضان أهلنا في غزّة وعموم فلسطين على كافة المستويات، وإلغاء كل اتفاقات التطبيع مع العدو وفي مقدمتها اتفاقية "كامب ديفيد"، لاسيّما أن احتلال معبر رفح يعتبر انتهاكاً صريحاً لها، وهي الاتفاقية التي حذّرنا كقوى وشخصيات نهضوية للأمّة من مخاطرها ومخاطر مثيلاتها من اتفاقات التطبيع والاعتراف بالعدو.
2- العمل على دعوة مجلس الأمن للانعقاد وبشكل طارئ لاتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع لوقف النار وتطبيق الاتفاق الذي وافقت عليه المقاومة، وإجبار العدو على الانسحاب الفوري من المعابر وكل الأرض المحتلة.
3- إفساح المجال للجماهير العربية وقواها الحيّة للتعبير عن حقيقة موقفها من هذا العدوان على غرار ما يجري في الجامعات الأمريكية والأوروبية وبعض الساحات العربية، والتي انتزعت إعجاب العالم كله وأكّدت أنه ما زال لدى شعوب العالم وشبابه بشكل خاص، ضمير إنساني وأخلاق عالية.
4- السعي لإنهاء كل الصراعات البينية بين الأقطار العربية ودول الجوار، لكي نتصدى جميعاً لهذا العدوان الذي يكرر جرائم النازية والفاشية وكل أنظمة الإبادة الجماعية.
إن المؤتمر القومي العربي الذي استبشر في ملحمة "طوفان الأقصى" منذ السابع من أكتوبر، ورأى فيها ملامح انتصار تاريخي للأمّة، ورأى في تلاحم قوى المقاومة ، وفي الحراك الشعبي الذي انطلق في أكثر من قطر عربي من المحيط إلى الخليج، وفي التفاعل الدولي الهائل معها، ما يؤكّد صحة تفاؤله، يدعو اليوم إلى المضي في هذه المعركة التاريخية وحشد كل الطاقات في سبيل انتصارنا فيها داعياً إلى تحصين هذا الانتصار بالمزيد من الوحدة بين الأخوة الفلسطينيين والتكامل مع كافة قوى المقاومة في الأمّة والتفاعل مع كل أحرار العالم.