النهج المتكامل لفهم العنف والسلم.. في ندوة ثقافية نظمها جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط للكتاب

نظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط الدولي للكتاب في دورته الـ 29، ندوة ثقافية بعنوان: "قضايا السلم: نحو فهم متكامل"، قدَّمها كلٌّ من الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، والدكتور عبد الرحيم العطري، أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والسيد بلال الخروبي، الباحث في التاريخ المعاصر، وتناولت كتاب "العنف والسَّلم نحو فهم متكامل" أحد أحدث إصدارات المجلس لعام 2024.

وفي بداية الندوة، أكَّد د. سمير بودينار، أن تعزيز السلم بين الأمم والشعوب أحد أبرز القضايا التي تستأثر باهتمام مجلس حكماء المسلمين، الذي يحرص على دعم الجهود الرامية إلى دراسة مختلف العوامل والأبعاد التي تعيق تحقيق السلم وتحليلها، وتطوير إستراتيجيات فعَّالة لإرساء الاستقرار والسلام الدائم، مشيرًا إلى أن تحديد الأسباب التي تؤدي إلى العنف من محددات ومكونات تُعدُّ خطوة رئيسية تسهم في تأسيس مجتمعات قائمة على مفهوم السلم وتنبذ العنف.

من جانبه، أشاد د. عبد الرحيم العطري، بجهود مجلس حكماء المسلمين الرائدة في مجال تعزيز قيم السِّلم والتسامح والتعايش السلمي، لا سيَّما من خلال المشروعات والمبادرات البحثية التي تركز على مفهوم "التكامل المعرفي" في مقاربة مختلف الإشكاليات، والقضايا المتعلقة بموضوع السلم ومواجهة العنف والتطرف، لافتًا الى كتاب "العنف والسلم: نحو فهم متكامل"، أسهم في توضيح العديد من المفاهيم والأفكار والرؤى وقدَّم كل التخصصات البحثية في مقاربة مفهومي "العنف والسِّلم".

وفي نفس السياق، أوضح الباحث بلال الخروبي، أن المعرفة العلمية مسار ضروري لإدراك الأبعاد المختلفة لمفهومي "العنف" و"السلم"، والارتباط الوثيق بين التخصصات المختلفة في هذا المجال، مؤكدًا أن استيعاب مفهوم "السلم" في شموليته يتطلب مقاربته بأكثر من منهج معرفي، وبنظريات مختلفة، تمزج بين ما هو اجتماعي، ونفسي، وتاريخي، لذلك فإن كتاب "العنف والسلم.. نحو فهم متكامل" يعالج موضوع العنف والسلم بعمق وشمولية، من خلال تقديم رؤية متكاملة تستند إلى منهجية علمية رصينة، تجعله مرجعًا مهمًّا للباحثين والمهتمين بهذا المجال.

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض الرباط الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الجلسات النقاشية والثقافية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكِّرين والأدباء والمثقفين والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض بجناح رقم C 18 بحي السويسي بالعاصمة المغربيَّة الرِّباط.