لهيب حرارة الجو أثناء الحج.. كيف تواجه السعودية هذا التحدي؟
تتوقع السلطات السعودية أن تكون درجات الحرارة "أعلى من المعدل الطبيعي" خلال موسم الحج الحالي، فيما يدق باحثو المناخ ناقوس الخطر. فكيف تستعد المملكة لاستقبال نحو مليوني حاج هذا العام؟
رحلة الحج لهذا العام والتي تبدأ مناسكها الفعلية بما يعرف بـ"يوم التروية" في 14 يونيو الجاري، لن تكون تجربة العمر فقط لنحو مليوني مسلم من قرابة 180 دولة، وصلوا إلى المملكة العربية السعودية من أجل الحج، وإنما ستشكل أيضاً تحدياً جسدياً لهم نظراً لارتفاع درجات الحرارة، التي فاقت المعدلات الطبيعية المعهودة هناك.
وفي هذا السياق حذر رئيس المركز الوطني للأرصاد الجوية أيمن غلام الأسبوع الماضي من إن "الأجواء المتوقعة للحج هذا العام ستشهد ارتفاعاً في متوسط درجات الحرارة بمعدل 1.5 إلى 2 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي في مكة والمدينة".
بالنسبة لمكة، وهي قلب رحلة الحج على مدار خمسة أيام، فمن المرجح أن ترتفع درجة الحرارة إلى معدل يبلغ حوالي 44 درجة مئوية. وللتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة هذه جهّزت السلطات السعودية المسؤولة جميع الساحات الرئيسية في مكة والمدينة بمنظومات محمولة لتغشية الحجاج من أشعة الشمس المباشرة وكذلك رش رذاذ الماء لتلطيف الأجواء، كما وعدت السلطات بتكييف أرضية المسجد الحرام في مكة والخيام المحيطة بها.
تغيير ضروري
وأكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية أن درجات الحرارة ارتفعت بمقدار 0.4 درجة كل عقد خلال الأربعين سنة الماضية. وكتب الباحثون: "في ظل السيناريو الأكثر تطرفاً، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية بمقدار 5.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن".
وفي هذا السياق يقول توبياس تسومبريغل، الباحث في قسم الجغرافيا البشرية بجامعة هايدلبرغ الألمانية: "تفترض العديد من التوقعات أن بعض أجزاء شبه الجزيرة العربية قد تصبح غير صالحة للسكن بحلول نهاية هذا القرن". ويضيف الباحث الألماني في حديث لـDW أن الحلول قصيرة المدى كرش رذاذ الماء الذي يهدف إلى جعل الحرارة أكثر تحملاً للحجاج، تؤكد فقط مدى معاناة البلاد بالفعل من عواقب تغير المناخ.