الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

الحروق الشمسية .. متى تستلزم استشارة الطبيب؟

الثلاثاء 25/يونيو/2024 - 04:20 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حذرت الدكتورة آمي قصوف من ارتفاع خطر الإصابة بحروق شمسية خلال فصل الصيف، مشددة على ضرورة التعرف على علامات الحروق الشمسية الشديدة ومعرفة متى يتوجب طلب الرعاية الصحية.

 

وقالت الدكتورة آمي قصوف، أخصائية الأمراض الجلدية لدى كليفلاند كلينك: "عادة ما نشعر بالقلق إزاء الآثار طويلة المدى لحروق الشمس مثل تطور سرطان الجلد وهو خلايا قاعدية وخلايا حرشفية ناتجة عن التعرض التراكمي للأشعة فوق البنفسجية أ (UVA)، والورم الميلانيني الناتج عن الحروق الحادة/التعرض للأشعة فوق البنفسجية ب (UVB)، لكن على الرغم من ذلك فإن هناك عواقب صحية قد تحدث مباشرة بعد الإصابة بحروق الشمس الحادة".

 

وأضافت: "لا يتوجب علينا زيارة الطبيب عند كل حرق شمسي قد نتعرض له، إذ أن بقعة صغيرة لحرق من الدرجة الأولى -الدرجة الأقل للحروق- عادة لا تعتبر حالة صحية خطيرة. إلا أنه مع مواصلة الجلد التفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية، فقد تتطور لدى المصاب أعراض مثيرة للقلق. ويمكن أن يساعد الحصول على الرعاية الصحية عند الحاجة في الوقاية من تطور بعض الأمراض الخطيرة".

 

وأشارت الدكتورة قصوف إلى أن الحروق الشمسية شبيهة بالحروق الحرارية الناتجة عن لمس الأسطح أو السوائل الساخنة أو البخار أو اللهب. وعلى الرغم من أن الحروق الشمسية لا تكون بعمق الحروق الحرارية، إلا أنها تسبب أضرارا أكبر في الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين (DNA) لدى المصابين.

حرق من الدرجة الأولى بالجسم كله

وأوصت الدكتورة قصوف بضرورة استشارة الطبيب في الحالات، التي تشمل التعرض لحرق من الدرجة الأولى في جميع أنحاء الجسد، والذي قد يزيد من مخاطر تطور أمراض حرارية أو وجود مساحة كبيرة من الجلد المتقرح، الذي يزيد من مخاطر الالتهابات أو وجود أعراض مرضية أو أعراض جفاف مثل الحمى أو القشعريرة أو الإغماء.

وأضافت الدكتورة قصوف: "إن الجلد المتقرح يعني وجود ضرر أكبر في الطبقات العميقة من الجلد، ويكون المصاب حينها أكثر عرضة للجفاف والإصابة بالحمى والالتهاب، وذلك هو الوقت الذي يتوجب على الشخص طلب الرعاية الصحية فيه".

مخاطر الحرق من الدرجة الثانية

وتابعت الدكتورة قصوف أن الحرق من الدرجة الثانية قد ينطوي على مخاطر صحية تتضمن الجفاف والتسمم الشمسي والإجهاد الحراري وضربة الشمس والعدوى.

الجفاف

يصبح الجلد المحروق بشكل كبير غير قادر على الاحتفاظ بالرطوبة في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف. وتتضمن العلامات، التي تشير إلى إصابة الشخص بجفاف شديد، كلاً من جفاف الفم أو العطش وعدم القدرة على التبول أو البول الغامق والإمساك والارتباك والتشوش والدوار وخاصة عند النهوض للوقوف والإعياء والصداع وعدم التركيز.

التسمم الشمسي

أوضحت الدكتورة قصوف أن التسمم الشمسي هو أشبه بتفاعل تحسسي تجاه الحروق الشمسية. يسبب التعرض الطويل إلى الأشعة فوق البنفسجية إلى التهاب الجلد، وإن الفرق الرئيسي بين التسمم الشمسي والحرق الشمسي التقليدي يكمن في الأعراض الإضافية، التي قد يشعر بها المصاب بالتسمم الشمسي وتشمل الشعور بالحرقة أو القشعريرة أو العطش الشديد أو الحكة أو الغثيان أو الطفح الجلدي.

الإجهاد الحراري

أشارت الدكتورة قصوف إلى أنه ليس من الضروري أن يتعرض الإنسان إلى حرارة شديدة حتى يصاب بالإنهاك الحراري. تسبب حروق الشمس الشديدة فقدان سوائل الجسم، ما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وكمية الدم. وعادة ما يكون الشعور بالتعب أول هذه الأعراض، ومن ثم قد يعاني المصاب من الدوار أو العطش الشديد أو الشعور بالإغماء أو الحمى أو الصداع أو التعرق الشديد.

ضربة الشمس

أوضحت الدكتورة قصوف أن ضربة الشمس تحدث عند عدم قدرة الجسم على التحكم بدرجة حرارته، محذرة من أن هذه الحالة قد تسبب الإعاقة الدائمة أو حتى الوفاة في حال عدم معالجتها بسرعة. عادة ما تبدأ أعراض ضربة الشمس بالإجهاد الحراري، وتتدهور الأعراض بسرعة وقد تشمل التعرق الشديد أو الجلد الساخن والجاف (في حال الجفاف) أو فقدان الوعي أو الإعاقات العقلية مثل الارتباك والكلام غير الواضح أو النوبات أو حرارة الجسم المرتفعة جدا (أكثر من 40 درجة مئوية).

العدوى

قالت الدكتورة قصوف: "إن خطر الإصابة بعدوى يرتفع بعد عدة أيام من الإصابة بالحرق، وذلك مع انفجار تقرحات الجلد ووجود طبقات دنيا من الجلد المعرضة للهواء". وتشمل العلامات الواضحة للعدوى زيادة في الاحمرار والألم والتورم أو الحمى الشديدة أو غطاء من القيح أو القشرة في الموضع المفتوح.

ضرر دائم

حثت الدكتور قصوف على عدم تجاهل العلامات المبكرة للحروق الشمسية الخطيرة، وقالت: "ينبغي مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي علامات للجفاف أو التسمم الشمسي أو الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس. وتذهب أعراض هذه الحالات الصحية إلى ما هو أبعد من مجرد الانزعاج، الذي تتسبب به الحروق الشمسية، وقد تستمر لفترات أطول، كما أنها قد تؤدي إلى ضرر دائم".

 

وأكدت قائلة: "عندما يكون الحرق الشمسي خطيرا، فإن الجلد لا يعود حاجزا منيعا قادرا على حماية الجسم. وعى الرغم من إمكانية ظهور أعراض الصدمة الناتجة عن الحرارة مثل الجفاف وانخفاض ضغط الدم والصدمة، إلا أن الأمر كله يبدأ بحرق شمسي، ولا يعتبر الظل وحده كافيا لمنع التعرض المفرط لأشعة الشمس. ولذلك، يجب التأكد من اتخاذ خطوات وقائية مثل ارتداء الملابس الواقية من الشمس والقبعات والواقي الشمسي".