أسامة الألفي: الدولة لن تصمت تجاه المتلاعبين في أزمة الحجاج وتسببوا في كارثة
قال أسامة الألفي ، جاء قرار مجلس الوزراء سحب رخصة 16 شركة سياحة، تحايلت لتسفير الحجاج بطرق غير نظامية، ملبيًا دعوات المواطنين ومناشداتهم، ومعلنًا، إن الدولة لن تصمت إزاء تجاوز هؤلاء كل القيم الدينية والإنسانية والقانونية، من أجل تحقيق ربح مادى رخيص، زهقت بسببه أرواح مواطنين أبرياء، كانت أمانيهم وطموحاتهم أداء الفريضة، فجرى النصب عليهم واستغلالهم باسم الدين، وتحت زعم أداء الفريضة بأقل تكلفة، ثم تركوا بلا مأوى ولا مرشد ولا رعاية، ولا سقف يؤويهم من قيظ شمس حارقة ودرجة حرارة فوق التحمل، ليموت من شاءت إرادة الله أن ترحمه من القيظ، ويعانى الآخرون معاناة لا قبل لهم بها.
أشار الكاتب الصحفي أسامة الألفي ، القرار الوزارى يمثل بداية لتحرك فاعل ورقابة حقيقية، تحمى المواطن من عروض الفنكوش التى تقدمها بعض الشركات، وأقول بعضها، لأن هناك شركات جادة وأمينة تؤدى خدماتها على أكمل وجه. إلا أن عقاب الشركات ينبغى ألا يعمينا عن مشكلة ذات صلة بالموضوع، هى جهل كثير من الحجاج بحقيقة المناسك وطبيعتها، فليس كل المتوفين من المغرر بهم ضحايا هذه الشركات.
وواصل كلامه، فهناك بينهم من سافر بطرق نظامية، وتوفى بضربة شمس نتيجة اعتقاد خاطئ أن صعود جبل الرحمة، أو الوقوف بعرفة تحت أشعة شمس حارقة فيه زيادة للثواب، وهو فهم غير سليم للدين، يخالف ما نقلته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها من أن «الرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا».
وأوضح ، فالأصل فى الشريعة التيسير على العباد، والهدف من الحج وطقوسه ذكر الله، وتمثل موقف أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وربما كان الجالس فى الخيمة المكيفة، يقرأ القرآن ويبتهل لله بالاستغفار والدعاء، أكثر ثوابًا من الواقف خارجها يكافح أشعة شمس حارقة، تحول بينه وبين الاستغراق فى الذكر وتلاوة كتاب الله.
وأردف الألفي ، إن توعية الحاج قبل سفره بمناسكه، تحول دون تكرار مآس تحصل كل عام بدرجات متفاوتة.