الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

النجاحات والإخفاقات يرسمان ملامح حقبة ساوثجيت مع منتخب إنجلترا

الثلاثاء 16/يوليو/2024 - 04:17 م
ساوثجيت
ساوثجيت

واصل سوء الحظ ملازمته للمنتخب الإنجليزي ومديره الفني المحلي جاريث ساوثجيت، عقب فشل الفريق في الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024)، التي اختتمت أول أمس الأحد.

وخسر منتخب إنجلترا 1 / 2 أمام نظيره الإسباني في المباراة النهائية للمسابقة القارية، التي استضافتها ألمانيا، وذلك على الملعب الأولمبي في العاصمة برلين، لتواصل لعنة البطولات الكبرى مطاردتها للمنتخب العريق، الذي لم يظفر سوى بلقب كأس العالم 1966 طوال تاريخه الحافل مع الساحرة المستديرة.

وأصبحت هذه هي المباراة النهائية الثانية على التوالي في أمم أوروبا التي يعجز المنتخب الإنجليزي عن الفوز بها، بعدما خسر منتخب (الأسود الثلاثة) نهائي النسخة الماضية للبطولة (يورو 2020) أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تحت قيادة ساوثجيت، الذي قرر الاستقالة من منصب المدير الفني للفريق، الذي تولى قيادته منذ عام 2016.

وألقت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) الضوء في السطور التالية على أبرز النجاحات والإخفاقات خلال حقبة ساوثجيت مع المنتخب الإنجليزي.

النجاحات

عودة (الأسود الثلاثة) لأحضان الجماهير الإنجليزية

بعد عدد من العروض المخيبة للآمال في البطولات الكبرى، والتي بلغت ذروتها بالخروج من دور الـ16 في بطولة أمم أوروبا عام 2016 بفرنسا على يد منتخب أيسلندا، كانت العلاقة بين منتخب إنجلترا ومشجعيه في حالة شديدة من التدهور.

تولى ساوثجيت المسؤولية خلفا لسام ألاردايس في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وبالإضافة إلى تحسين الأمور على أرض الملعب، بدأ مدافع إنجلترا السابق في إصلاح العلاقات خارج الملعب.

استعاد منتخب انجلترا الكثير من البريق مع ساوثجيت، الذي قاد الفريق لبلوغ المربع الذهبي في كأس العالم 2018 بروسيا، وهو الأمر الذي حدث للمرة الأولى منذ 28 عاما، مما جعل فريق (الأسود الثلاثة) يعود لأحضان مشجعيه من جديد.

إنهاء لعنة ركلات الترجيح

شارك ساوثجيت كلاعب في 57 مباراة دولية، لكنه سيظل في الأذهان في النهاية اللاعب الذي أضاع ركلة جزاء حاسمة في هزيمة إنجلترا بركلات الترجيح أمام ألمانيا في قبل نهائي أمم أوروبا 1996، التي استضافتها الملاعب الإنجليزية آنذاك.

وبعد تعرضه للتوبيخ بسبب إهداره الركلة، تحدث ساوثجيت عن سجل إنجلترا السيئ في ركلات الترجيح عند توليه منصب المدير الفني.

بخلاف الفوز على إسبانيا في أمم أوروبا 96، خسرت إنجلترا 6 لقاءات بركلات الترجيح من إجمالي 7 لقاءات تم اللجوء خلالها لتلك الركلات في البطولات الكبرى.

وقلب فريق ساوثجيت الأمور في النهاية، حيث تغلب على كولومبيا 4 / 3 في كأس العالم 2018، وأتبع ذلك في العام التالي بالفوز على سويسرا بركلات الترجيح أيضا، لينال الفريق على إثرها برونزية النسخة الافتتاحية لبطولة دوري الأمم الأوروبية.

وعادت ركلات الترجيح لتطارد ساوثجيت، حين خسرت إنجلترا بسببها نهائي أمم أوروبا (يورو 2020) أمام إيطاليا، لكنها تغلبت عن طريقها على سويسرا في دور الثمانية بأمم أوروبا 2024، حيث أحرز لاعبو الفريق جميع ركلاتهم الخمس.

 

محاربة العنصرية

لقد كان ساوثجيت دائمًا قويًا بشأن حاجة لاعبيه إلى الركوع ضد التمييز قبل انطلاق العديد من لقاءات المنتخب الإنجليزي.

وأطلقت الجماهير الإنجليزية صيحات الاستهجان على هذه الإيماءة قبل إحدى المباريات الودية التحضيرية لأمم أوروبا 2020 على ملعب (ريفرسايد)، لكن ساوثجيت دافع دائما عن الحاجة لإظهار الدعم.

وقال المدرب الإتجليزي بعد التأكد من أن إنجلترا ستواصل الركوع في كأس العالم 2022 بقطر "هذا ما نمثله كفريق وقمنا به لفترة طويلة من الزمن".

كان هذا الموقف أحد المشاكل العديدة التي واجهها ساوثجيت خلال فترة ولايته والتي لم تكن تتعلق بالتفاصيل على أرض الملعب ولكن تعامل معها بطريقة متزنة.

الإخفاقات

فودين وجرينوود يكسران القواعد

عقب تعامل دول العالم مع جائحة فيروس كورونا وبعد فترة طويلة توقف خلالها النشاط الكروي في العديد من البلدان، عاد منتخب إنجلترا لاستئناف مسيرته، حينما حل ضيفا على منتخب أيسلندا ببطولة دوري الأمم الأوروبية.

ومع معاناة البلاد من إجراءات الإغلاق، اضطر ساوثجيت لاتخاذ قرار حازم بإعادة نجمي المنتخب الإنجليزي فيل فودين وماسون جرينوود للبلاد بعد انتهاك "خطير للغاية" لبروتوكولات فيروس كورونا الصارمة.

وكان الثنائي خاضا أول مباراة لهما مع المنتخب الأول أمام أيسلندا، لكن ساوثجيت قرر استبعادهما في النهاية.

وقال ساوثجيت "لقد لفت انتباهي أن لاعبين شابين انتهكا إرشادات كوفيد فيما يتعلق بفقاعتنا الآمنة، لذا كان علينا أن نقرر بسرعة كبيرة أنه لا يمكنهما التفاعل مع الفريق".

إساءة معاملة اللاعبين بنهائي يورو 2020

شعر ساوثجيت ولاعبيه بالحزن الشديد عقب إخفاق الفريق في نهائي أمم أوروبا 2020، لكن كان يتعين على المدرب أيضا أن يلتف حول بوكايو ساكا وماركوس راشفورد وجادون سانشو.

وأهدر الثلاثي ركلات الترجيح التي نفذوها في المباراة النهائية وكانوا هدفا لإساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى لكسر العلاقة بين الجماهير واللاعبين التي كانت تتحسن عاما بعد آخر تحت قيادة ساوثجيت.

وصرح مدرب منتخب إنجلترا "إن تعرض بعضهم للإساءة أمر لا يغتفر".

أشار ساوثجيت “لقد جاء البعض من تلك الإساءات من الخارج، وقد قيل لنا ذلك، ولكن البعض منه أتى من هذا البلد".

وأكد "لقد كنا منارة للجمع بين الجماهير والمنتخب الوطني الذي يمثل الجميع. كنا نشعر بالطاقة والإيجابية من المشجعين وكنت فخور جدا بذلك".

السقوط المدوي أمام المجر

المرة الأولى التي واجه فيها ساوثجيت انتقادات جماعية داخل الملعب كانت في ملعب (مولينوكس)، عندما تلقت إنجلترا خسارة قاسية صفر / 4 أمام منتخب المجر في حزيران/يونيو 2022.

ثنائية رولاند شالاي منحت الفريق الضيف التقدم بجدارة، قبل أن يأتي الهدف الثالث بتسديدة زولت ناجي بعيدة المدى، ثم تضاعفت معاناة الإنجليز عقب طرد جون ستونز في الشوط الثاني، ليكمل بعدها دانييل جازداج الرباعية للمنتخب المجري.

وكانت هذه هي الخسارة الثانية أمام المجر في غضون 10 أيام، كما أنها الأثقل لإنجلترا على ملعبها منذ عام 1928، حيث تعرض ساوثجيت لصيحات استهجان من قبل الجماهير المتواجدة في المدرجات خلال معظم فترات الشوط الثاني بينما ترددت هتافات في جميع أنحاء الملعب "أنت لا تدرك ما تفعله".

وهبط منتخب إنجلترا للقسم الثاني بدوري الأمم الأوروبية، وفشل في الفوز بأي من مبارياته الست في مجموعته التي ضمت أيضا منتخبي إيطاليا وألمانيا.

ووصف ساوثجيت تلك الليلة بأنها "ليلة تأديبية" مع تراجع الدعم الوطني الذي كان يتمتع به إلى حد كبير منذ كأس العالم 2018.