مقتل هنية.. التداعيات على مسار الحرب والتفاوض بين إسرائيل وحماس
قال تقرير لموقع "الحرة"، إن حركة حماس يحركها "كيانان"، وهما مكتبها السياسي في قطر وذراعها التنفيذية في غزة.
وفي الدوحة، كان إسماعيل هنية يترأس المكتب السياسي لحماس ويمثل "وجه الدبلوماسية الدولية للحركة"، أما في غزة، فيحيى السنوار، هو رئيس مكتبها السياسي وقيادي بارز في ذراعها العسكرية "كتائب القسام".
وتولى هنية قيادة حماس في 2017، وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، ليتجنب قيود السفر في قطاع غزة المحاصر، مما مكنه من العمل مفاوضا في محادثات وقف إطلاق النار أو التحدث مع إيران، حليفة حماس.
ويبدو أن مقتل هنية من شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.
ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتِيرن، إلى أن "إسرائيل اغتالت هنية"، واصفا ذلك بـ"ضربة إسرائيلية قوية لحماس على في قلب إيران التي تدعم الحركة"، إلى أن مقتل هنية سوف يؤدي لـ"استمرار الحرب في قطاع غزة، وتأخير قبول صفقة تبادل السجناء والمختطفين" في الوقت الحالي.
ولكن على المدى البعيد لن تكون هناك "تأثيرات قوية" لمقتل هنية، لأن حماس سوف تختار "قادة جدد" وتستمر في مسارها، وفق شتيرن.
ومن جانبه، يعتقد الرقب أننا سوف نشهد "فترة توقف للمفاوضات، والتوصل لهدنة في قطاع غزة".
وقد "تتأخر عملية التفاوض بين إسرائيل وحماس لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو ما كان يريده نتانياهو منذ البداية"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.
ويتفق معه الغول الذي يؤكد أن مقتل هنية سيؤدي لـ"تأجيل مفاوضات صفقة إطلاق الرهائن ووقف الحرب في غزة، وهذا ما يريده نتانياهو وسعى جاهدا لتنفيذه".
ويتوقع الغول تأجيل "مفاوضات غزة وتمرير الصفقة" حتى 2025 بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية لاختيار رئيس وزراء جديد.
وفي الوقت نفسه، فسيؤدي مقتل هنية لـ"اختيار شخصية أكثر تطرفا لتقود حماس، ما سوف يمثل خطرا على إسرائيل نفسها"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.
حرب أوسع نطاقا؟
يأتي مقتل هنية في الوقت الذي تقترب فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة من نهاية الشهر العاشر دون أي إشارة على نهاية الصراع الذي هز الشرق الأوسط وهدد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا.
ومنذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر، إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية، يَجري تبادل يومي للقصف على الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران.
وبلغ إجمالي القتلى من أعضاء حزب الله جراء الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين 350 قتيلا.
ويستعبد شتيرن أن "تتسع نطاق الحرب" بسبب مقتل هنية، لكنه يتوقع أن يرد حزب الله على "اغتيال" شكر من خلال عمليات جديدة على الجبهة الشمالية.
ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، الذي لا يتوقع اتساع دائرة الحرب، ويؤكد أن الرد من إيران وحزب الله سيكون "محدودا".
ومن سيتحمل "وزر الرد على مقتل هنية هي فقط المقاومة الفلسطينية، وستأخذ الفصائل على عاتقها قدر المستطاع الرد رغم محدودية الإمكانيات بعد 10 أشهر من الحرب في غزة وحصار الضفة الغربية"، وفق الرقب.
لكن على جانب آخر، يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، فيصف مقتل هنية بـ"المفاجئ والصاعق".
ودخلت المنطقة "في منعطف خطير وسوف نشهد المزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 39400 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.