الأربعاء 30 أكتوبر 2024 الموافق 27 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد اغتيال هنية.. الموساد "ذراع إسرائيل الطويلة" لإدارة الصراع بين تل أبيب وطهران.. عمليات نوعية صهيونية في العمق الإيراني

الأربعاء 31/يوليو/2024 - 03:21 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن مسمى " عملية الذراع الطويلة" بالعبرية " מבצע יד ארוכה"   الذي أطلقته إسرائيل على سلسلة الغارات الجوية التي شنَّها  جيش الاحتلال على مواقع عسكرية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران  بالقرب من  ميناء الحديدة  في  اليمن ، لم يكن من قبيل المصادفة ولكن على ما يبدو أنه بمثابة إشارة أو رسالة  لما سوف يحدث  في الأيام المقبلة ، التي شهدت اغتيال إسماعيل هنية  رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران.

 

و كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أكد منذ بداية الحرب على غزة، وفي أكثر من خطاب وتصريح له أن إسرائيل ستغتال قادة "حماس" أينما كانوا، بل إنه قال صراحة في نوفمبر إنه أعطى تعليمات لجهاز "الموساد" بتتبعهم.

 

 والرسالة من وراء اغتيال هنية اليوم ومقتل القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر  بالأمس واضحة وضوح الشمس، وهي أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى قادة الحركتين في عقر دارهم وفي قلب إيران الداعمة الرئيسية لهم.

 

وفي وقت سابق قال وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق علي يونسي في عهد خاتمي قبل 4 سنوات خلال مقابلة إن "الموساد" توغل في مناطق مختلفة من البلاد، ويجب على المسؤولين في إيران  أن يقلقوا بشأن حياتهم".

 

وقد أعلن الموساد الإسرائيلي منذ فترة أنه ليس قادر فقط على جمع المعلومات الاستخباراتية داخل إيران، بل إنه قادر أيضًا على القبض على عملاء العدو واستجوابهم على الأراضي الإيرانية.

 

 وبالفعل قامت إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال متعددة وضربات بطائرات بدون طيار وعمليات استخبارات على الأراضي الإيرانية، وهي حقيقة أثيرت عندما اضطر مسؤول إسرائيلي إلى توضيح أن إسرائيل لم تكن متورطة في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم مروحية.

 

 لكن الحقيقة أن جهاز الموساد الإسرائيلي  نفذ عمليات اغتيال متعددة وعمليات استخبارات داخل إيران في الماضي.

 

وتهدف إسرائيل، من خلال تلك العمليات، أساسا إلى تصفية الكفاءات العسكرية وأصحاب المهارات المختلفة في كوادر "حماس" أو في مجالات أخرى ، وقد يكون الهدف الأساس  من اغتيالهم  أن يؤدي إلى فراغ كبير يصعب إيجاد بديل له إلا بعد سنوات عديدة من التدريب والخبرة العملية، وكأنها تستهدف النظام التنفيذي والإداري .

 

اغتيال أكبر عالم نووي إيراني

 

في عام 2020 كانت أشهر هذه العمليات هي اغتيال محسن فخري زاده، أكبر عالم نووي إيراني.

 

وكان فخري زاده، المعروف منذ فترة طويلة لدى وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، في قلب برنامج إيران النووي. ولم يكن له دور فعال في التخطيط العلمي لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني فحسب، بل كان أيضاً عنصراً رئيسياً في تصدير إيران للتكنولوجيا النووية، وقد تم رصده من قبل الاستخبارات الأميركية في كوريا الشمالية.

 

وبالرغم من أن المسؤولين الاسرائيليين لا يتحدثون عن تلك العمليات للصحافة إلا أن أحدهم تحدث إلى صحيفة نيويورك تايمز ، وصرح بأدق التفاصيل عن هذه العملية قائلا: " لقد كان موكب فخري زاده في الطريق، وكنا نعرف أنه مع بعض أصدقائه، فيما مرت بمحاذاته شاحنة صغيرة مزودة بمدفع رشاش، يتم التحكم فيه عن بعد. أطلق المدفع الرشاش دفعة من الرصاص أصابت مقدمة السيارة أسفل الزجاج الأمامي ومات الجميع"، وكانت الرسالة الموجهة إلى طهران واضحة: نحن نعرف مكانك، ونعلم ما تفعله، ويمكننا القضاء عليك في الوقت الذي نختاره".

 

اغتيال البروفيسور ماجد شهرياري

 

 وبالنظر للسابق  تحديد في التاسع والعشرون من نوفمبر عام  2010 ، فنجد عملية اغتيال البروفيسور ماجد شهرياري، عضو كلية الهندسة النووية بجامعة بهشتي في طهران، داخل سيارته وهو في طريقه إلى العمل. تبدو وكأن هناك عين اسرائيلية في طهران ترصد وتترقب أدق  التفاصيل ، فقد أصيبت زوجته جراء هذا الانفجار. 

 

وقال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن شرياري كان عضواً مهماً في أحد أكبر المشاريع النووية في البلاد.. وتباينت روايات الاغتيال. وقال خبير استخبارات غربي إن عبوة ناسفة كانت مزروعة في السيارة مسبقا، وتم تفجيرها عن بعد.

 

ليس هذا فحسب فيبدو أن الفريق المكلف من الموساد  كان لديه مهمات أخرى تنتظره في نفس اليوم ، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رجالاً على دراجات نارية ألصقوا قنابل بسيارات تابعة لشرياري وعالم آخر هو فريدون عباسي دواني،. وأصيب عباسي دواني، مستشار وزارة الدفاع والأستاذ بجامعة الحسين، وزوجته في انفجار منفصل..

 

وحمل الرئيس محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الهجمات.

 

اغتيال داريوش رضائي

 

 وفي 23 يوليو 2011 تم اغتيال داريوش رضائي نجاد، مهندس كهربائي يعمل في منشأة أبحاث للأمن القومي، على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية في طهران. حددت وسائل الإعلام الحكومية في البداية أن الرجل هو داريوس رضائي، أستاذ الفيزياء. وبعد ساعات، تراجعت وسائل الإعلام الرسمية، وقالت إن الضحية هو داريوش رضائي نجاد، وهو طالب إلكترونيات.

 

وادعى نائب وزير الداخلية سفرالي باراتلو أنه لم يكن منخرطاً في البرنامج النووي. لكن مسؤولاً حكومياً أجنبياً ومفتشاً نووياً سابقاً في الأمم المتحدة زعما أن رضائي نجاد كان يعمل على مفاتيح .

 

الجهد العالي، وهي الأجزاء اللازمة لبدء التفجيرات اللازمة لإطلاق رأس حربي نووي. وألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في عملية الاغتيال.

 

مداهمة الموساد لمستودع في طهران

 

أما الحادثة التي كانت الأغرب من نوعها والتي تحاكي أحداث الأفلام السينمائية ، كانت في 31 يناير 2018 ، عندما داهم فريق من الموساد مستودعاً في طهران يضم أرشيفاً ضخماً للبرنامج النووي الإيراني. 

 

استخدم العملاء المشاعل لاختراق 32 خزانة. وقام الفريق بتهريب نحو 50 ألف صفحة و163 قرصاً مدمجاً إلى خارج البلاد.

 

في 30 أبريل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل حصلت على نحو 100 ألف "ملف سري يثبت" وأن إيران كذبت في وقت سابق بشأن عدم امتلاكها برنامجاً للأسلحة النووية.