تراجع سهم أرامكو السعودية بنسبة 17% منذ بداية العام
في الوقت الذي سجلت فيه أسهم بعض شركات النفط العالمية ارتفاعات قياسية، تراجع سعر سهم شركة أرامكو السعودية العملاقة.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن سهم أرامكو تراجع منذ بداية العام الحالي بنسبة 17% ليصبح الأسوأ أداء بين أكبر شركات نفط في العالم من حيث الإيرادات، حيث خفضت الشركة إنتاجها من النفط استجابة لطلب الحكومة المالك الرئيسي لها.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن سهم أرامكو تراجع في تعاملات أمس إلى أقل من سعر الطرح الثاني الذي نفذته الشركة في وقت سابق من العام الحالي، في حين ارتفع سعر سهم منافستها الصينية بترو تشاينا في تعاملات هونج كونج بنسبة 28% وسهم إكسون موبيل الأمريكية بنسبة 17% وسهم شل الأنجلو هولندية بنسبة 8%.
وذكرت بلومبرج أن أرامكو تختلف عن شركات النفط العالمية الأخرى، حيث تمتلك الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة حوالي 97% من أسهمها. كما أن المملكة تعتمد بشدة على عائدات الشركة لتلبية احتياجاتها التمويلية في الوقت الذي يحاول فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تنويع مصادر الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على قطاع النفط. ويمكن أن تكون أسهم الشركة تعرضت لضغط إضافي نتيجة موجة البيع الكثيف للأسهم في الأسواق العالمية يوم الاثنين نتيجة المخاوف من تطورات السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي في ظل تباطؤ اقتصاد الولايات المتحدة.
وتلقي رقابة الحكومة على أرامكو والحرب الدائرة في قطاع غزة الفلسطيني وتصاعد التوترات الجيوسياسية الإقليمية بظلالها على أداء سهم أرامكو حتى مع اراتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية في وقت سابق من العام الحالي. وخفضت أرامكو إنتاجها النفطي كجزء من اتفاق تجمع أوبك بلس للدول المصدرة للنفط الذي تقوده المملكة العربية السعودية. وفي يونيو الماضي جمعت السعودية أكثر من 12 مليار دولار من خلال بيع حصة من أسهم أرامكو. كما صرفت الشركة توزيعات نقدية كبيرة تعادل حوالي 7% من سعر السهم.
وقال حسنين مالك رئيس قسم أبح إن استراتيجية الأسهم في شركة تيليمير للاستشارات بدبي إن "أرامكو ستكون واحدة من أخر منتجي النفط الصامدين بعد فترة التحول الطويلة نحو الطاقة المتجددة. كما أن عائدات أسهمها ستكون أعلى كثيرا من الشركات المناظرة... لكن على المدى القصير ، فإن نموها مقيد بتحمل المملكة العربية السعودية لعبء خفض إنتاج تجمع أوبك بلس (لدعم أسعار النفط العالمية) في حين أن شركات النفط الكبرى الأخرى غير مقيدة بمثل هذه القيود".
في الوقت نفسه تواجه أرامكو ضغوطا للمحافظة على مستويات التوزيعات النقدية لأن الحكومة تحتاج إلى الأموال أكثر من أي وقت مضى. وسجل الاقتصاد السعودي انكماشا للربع الرابع على التوالي. وقال المسؤولون إن ميزانية المملكة ستعاني من العجز لعدة سنوات مقبلة على الأقل.
ويترقب المستثمرون الآن بيانات نتائج أرامكو للربع الثاني من العام الحالي المقرر نشرها غدا. ويتوقع بنك مورجان ستانلي الأمريكي إعلان أرامكو تحقيق أرباح صافية بقيمة 8ر27 مليار دولار وهو نفس صافي أرباح الشركة خلال الربع الأول. وكتب أحد محللي بنك الاستثمار الأمريكي في مذكرة "نتوقع أن يعوض الارتفاع الطفيف في أسعار النفط تأثير التراجع في هامش أرباح نشاط التكرير على مستوى العالم خلال تلك الفترة".