الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكرى وفاة تحية كاريوكا.. تعرف على السر وراء صلابة شخصيتها

الأحد 20/سبتمبر/2020 - 05:14 م
تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

تحل اليوم 20 سبتمبر ذكرى وفاة النجمة المصرية تحية كاريوكا، التي ‏تُعد إحدى رائدات الرقص الشرقي في مصر و العالم العربي، كما أنها ‏واحدة من أشهر ممثلات السينما المصرية.‏

‏ووصف الكاتب محمد توفيق، تحية كاريوكا بأنها كانت تتمتع بـ ‏‏"جبروت" وقوة شديدة في التعامل مع أزواجها وزملائها في الفن ومع ‏السلطة أيضًا، وفي التقرير التالي نسلط الضوء على محطات ساهمت في ‏تكوين الشخصية الصلبة لتحية كاريوكا.‏

طفولتها الشاقة



انفصلت والدة تحية كاريوكا عن والدها منذ صغرها، فاضطرت للعيش ‏في منزل والدها، وعاش معها أخيها الذي عاملها أسوأ معاملة عندما ‏اكتشف ميولها وحبها للفن، حيث كان شقيق كاريوكا يُعذبها ويحرمها من الطعام، ويُقييد قدمها بالكلابشات ‏حتى لا تهرب من المنزل بسبب سوء معاملته، بالإضافة إلى أنه كان ‏يجبرها في صغرها على خدمته، وخدمة زوجته، وأبنائه، ويحبسها في ‏غرفة وحدها.‏

‏ هروبها من المنزل



هربت كاريوكا من المنزل، بمساعدة أحد أبناء شقيقها يُدعي "عثمان"، ‏والذي كان أكثر المحيطين بها عطفًا عليها ويمنحها الحلوى الخاصة به، ‏ثم انتقلت بعد ذلك لكازينو بديعة مصابني، وأجادت رقصة "الكاريوكا"، ‏التي التصق اسمها بها، حتى عرفت باسم "تحية كاريوكا". ‏

النضال السري لتحية كاريوكا



صفعت كاريوكا "أمير حسن عكا" من العائلة المالكة؛ حين حاول مسك ‏يديها بطريقة غير لائقة، وهي في بداية مشوارها الفني؛ لتوصل له رسالة ‏بأنها ليس من النوع الذي يرتمي تحت أقدام الأمراء، حيث تميزت كاريوكا من البداية بتوجهاتها الثورية؛ حيث كانت عضو منظمة ‏‏"حدتو" الشيوعية، وأحد من تطوعوا بنقل الأسلحة للفدائيين في حرب ‏‏1948، بجانب رفضها الرقص أمام رئيس تركيا كمال أتاتورك؛ بسبب إهانته ‏للسفير المصري مما جعله يمنعها من دخول تركيا.‏

وإنتقدت الرئيس جمال عبد الناصر فقام بإعتقالها، كما أخفت المفكر ‏اليساري الراحل أنور عبد الملك، بعد هروبه من السجن في فترة حكم ‏عبد الناصر، داخل منزلها وساعدته في الهرب خارج البلاد.‏

وأعلنت كايروكا إضراب نقابات المهن التمثيلية؛ اعتراضًا على قانون ‏يمنح النقيب حق الترشح للحياة، وأضربت عن الطعام حتى أجبرت ‏الحكومة وقتها على تعديل هذا القانون وتأجيل الانتخابات، وأنقذت كايروكا الرئيس السابق أنور السادات عقب صدور الحكم عليه ‏بالإعدام في قضية "أمين عثمان"، وقامت بتهريبه وإخفائه في مزرعة ‏يمتلكها صهرها.‏

دخولها السجن



دخلت كاريوكا السجن عام 1953 بعد زواجها من مصطفى كمال ‏صدقي، أحد الضباط الأحرار والذي انشق عنهم، ووجهت لها تهمة ‏الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها فى شقتها‎، وقضت فى السجن ما يقرب من 100 يوم، حتى ثبتت براءتها بعد ‏اعتراف زوجها بأنها لا تعرف شيئا عن هذه المنشورات.‏

رئيسة السجن



ظهرت الشخصية القوية لتحية كايروكا بوضوح خلال الفترة التي قضتها ‏بالسجن، فكانت بمثابة رئيسة السجن بالنسبة للمسجونات، وأعلنت ‏الغضب بداخله؛ بسبب تردي الأوضاع، وحالات التعذيب، حتى ‏زارت ‏السجن لجنة حقوق الإنسان، وتم تغيير المأمور، كما أقامت خلال ‏فترة ‏بقائها فى السجن نشاطاً لمحو أمية السجينات.‏

وكانت تحمي المسجونات، وتهتم بتغذيتهن، وتردد جميعهن على زنزانتها ‏كثيراً، كما أنها طوال مدة حبسها كانت متماسكة ولم تهتز من السجن، وكان ‏وجودها يهون على المسجونات، حيث كانت تحب التمثيل، والرقص، ‏والشعر، وكانت دائما تردد أبيات لأبو القاسم الشابي منها: (إذا الشعب ‏يوما أراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر).‏

‏14 زيجة لتحية كايروكا



وصل عدد زيجات تحية كايروكا إلى 14 زيجة، ومعظم الرجال الذين ‏تزوجتهم كانوا ذو شخصيات بارزة في المجتمع في ذلك الوقت منهم: ‏‏(محمد سلطان باشا "الذى كان يعد أكبر أثرياء مصر" - طيار الملك ‏فاروق - أحد ضباط الملك - مصطفى كمال صدقى "البكباشى")، وتزوجت عدد من نجوم الوسط الفني مثل: (رشدي أباظة - محرم فؤاد - ‏أحمد سالم - فطين عبد الوهاب "المخرج" - فايز حلاوة "الكاتب ‏المسرحي - محمد عبد السلام "المخرج").‏

وفاتها



فارقت تحية كايروكا الحياة عن عمر يناهز 80 عاماً؛ إثر تعرضها ‏لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة، وتبنت كايروكا بنت صغيرة عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت ‏دائمًا تمازح أصدقائها بقولها أنها "أنجبت وهي في السبعين"، وأوصت ‏صديقتها الفنانة فيفي عبده بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.‏