في ذكرى وفاة تحية كاريوكا.. تعرف على السر وراء صلابة شخصيتها
الأحد 20/سبتمبر/2020 - 05:14 م
تحل اليوم 20 سبتمبر ذكرى وفاة النجمة المصرية تحية كاريوكا، التي تُعد إحدى رائدات الرقص الشرقي في مصر و العالم العربي، كما أنها واحدة من أشهر ممثلات السينما المصرية.
ووصف الكاتب محمد توفيق، تحية كاريوكا بأنها كانت تتمتع بـ "جبروت" وقوة شديدة في التعامل مع أزواجها وزملائها في الفن ومع السلطة أيضًا، وفي التقرير التالي نسلط الضوء على محطات ساهمت في تكوين الشخصية الصلبة لتحية كاريوكا.
طفولتها الشاقة
انفصلت والدة تحية كاريوكا عن والدها منذ صغرها، فاضطرت للعيش في منزل والدها، وعاش معها أخيها الذي عاملها أسوأ معاملة عندما اكتشف ميولها وحبها للفن، حيث كان شقيق كاريوكا يُعذبها ويحرمها من الطعام، ويُقييد قدمها بالكلابشات حتى لا تهرب من المنزل بسبب سوء معاملته، بالإضافة إلى أنه كان يجبرها في صغرها على خدمته، وخدمة زوجته، وأبنائه، ويحبسها في غرفة وحدها.
هروبها من المنزل
هربت كاريوكا من المنزل، بمساعدة أحد أبناء شقيقها يُدعي "عثمان"، والذي كان أكثر المحيطين بها عطفًا عليها ويمنحها الحلوى الخاصة به، ثم انتقلت بعد ذلك لكازينو بديعة مصابني، وأجادت رقصة "الكاريوكا"، التي التصق اسمها بها، حتى عرفت باسم "تحية كاريوكا".
النضال السري لتحية كاريوكا
صفعت كاريوكا "أمير حسن عكا" من العائلة المالكة؛ حين حاول مسك يديها بطريقة غير لائقة، وهي في بداية مشوارها الفني؛ لتوصل له رسالة بأنها ليس من النوع الذي يرتمي تحت أقدام الأمراء، حيث تميزت كاريوكا من البداية بتوجهاتها الثورية؛ حيث كانت عضو منظمة "حدتو" الشيوعية، وأحد من تطوعوا بنقل الأسلحة للفدائيين في حرب 1948، بجانب رفضها الرقص أمام رئيس تركيا كمال أتاتورك؛ بسبب إهانته للسفير المصري مما جعله يمنعها من دخول تركيا.
وإنتقدت الرئيس جمال عبد الناصر فقام بإعتقالها، كما أخفت المفكر اليساري الراحل أنور عبد الملك، بعد هروبه من السجن في فترة حكم عبد الناصر، داخل منزلها وساعدته في الهرب خارج البلاد.
وأعلنت كايروكا إضراب نقابات المهن التمثيلية؛ اعتراضًا على قانون يمنح النقيب حق الترشح للحياة، وأضربت عن الطعام حتى أجبرت الحكومة وقتها على تعديل هذا القانون وتأجيل الانتخابات، وأنقذت كايروكا الرئيس السابق أنور السادات عقب صدور الحكم عليه بالإعدام في قضية "أمين عثمان"، وقامت بتهريبه وإخفائه في مزرعة يمتلكها صهرها.
دخولها السجن
دخلت كاريوكا السجن عام 1953 بعد زواجها من مصطفى كمال صدقي، أحد الضباط الأحرار والذي انشق عنهم، ووجهت لها تهمة الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها فى شقتها، وقضت فى السجن ما يقرب من 100 يوم، حتى ثبتت براءتها بعد اعتراف زوجها بأنها لا تعرف شيئا عن هذه المنشورات.
رئيسة السجن
ظهرت الشخصية القوية لتحية كايروكا بوضوح خلال الفترة التي قضتها بالسجن، فكانت بمثابة رئيسة السجن بالنسبة للمسجونات، وأعلنت الغضب بداخله؛ بسبب تردي الأوضاع، وحالات التعذيب، حتى زارت السجن لجنة حقوق الإنسان، وتم تغيير المأمور، كما أقامت خلال فترة بقائها فى السجن نشاطاً لمحو أمية السجينات.
وكانت تحمي المسجونات، وتهتم بتغذيتهن، وتردد جميعهن على زنزانتها كثيراً، كما أنها طوال مدة حبسها كانت متماسكة ولم تهتز من السجن، وكان وجودها يهون على المسجونات، حيث كانت تحب التمثيل، والرقص، والشعر، وكانت دائما تردد أبيات لأبو القاسم الشابي منها: (إذا الشعب يوما أراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر).
14 زيجة لتحية كايروكا
وصل عدد زيجات تحية كايروكا إلى 14 زيجة، ومعظم الرجال الذين تزوجتهم كانوا ذو شخصيات بارزة في المجتمع في ذلك الوقت منهم: (محمد سلطان باشا "الذى كان يعد أكبر أثرياء مصر" - طيار الملك فاروق - أحد ضباط الملك - مصطفى كمال صدقى "البكباشى")، وتزوجت عدد من نجوم الوسط الفني مثل: (رشدي أباظة - محرم فؤاد - أحمد سالم - فطين عبد الوهاب "المخرج" - فايز حلاوة "الكاتب المسرحي - محمد عبد السلام "المخرج").
وفاتها
فارقت تحية كايروكا الحياة عن عمر يناهز 80 عاماً؛ إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة، وتبنت كايروكا بنت صغيرة عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها أنها "أنجبت وهي في السبعين"، وأوصت صديقتها الفنانة فيفي عبده بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.