الباحثة في الشأن الإيراني شيماء المرسي لـ "مصر تايمز": الضربة الإيرانية هى سياسية وليست عسكرية لحفظ ماء الوجه.. الرد سيشمل ضربات صاروخية مباشرة بمشاركة حزب الله وبإطلاق صواريخ باليستية
بعد اغتيال إسماعيل هنية قائد الجناح السياسي في حركة حماس بالعاصمة الإيرانية طهران، لا تزال طبيعة الرد الإيراني وجماعة حزب الله على إسرائيل غير واضحة، إلا أن إيران تقول أن الرد قريب، وهو ما يؤكده حالة التأهب الميداني الإسرائيلي والأمريكي.
قالت شيماء المرسي مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية حتى الآن الرواية الإيرانية تقول أن العالم سيشهد هجومًا ليس له مثيل على الإطلاق أي الانتقام سيكون قاسيًا وغير متوقع. ومع ذلك سيظل الرد الإيراني محصورًا في منع أي تصعيد يؤدي إلى اندلاع حربٍ مباشرة بين إيران وإسرائيل. ما يعني أن الضربة الإيرانية هى ضربة سياسية وليست عسكرية لحفظ ماء الوجه، وردع أي انتهاك لسيادتها كدولة خصوصًا وأن الأوضاع الداخلية تعاني من انقسام بعدما تورط الحرس الثوري في قضية اغتيال إسماعيل هنية.
وصرحت مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي في تصريحات خاصة لمصر تايمز : أن احتمالات الرد الإيراني يمكن أي تشمل عدة سيناريوهات نظرًا لتعقيد الوضع الجيوسياسي والتوازنات الإقليمية، وهى: ضربات صاروخية مباشرة بمشاركة حزب الله وبإطلاق صواريخ باليستية وفرط صوتية على أهداف إسرائيلية ولاسيما المنشآت العسكرية في إسرائيل.
وعمليات ضد المصالح الإسرائيلية، بممارسة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية واستهداف شخصيات مرتبطة بإسرائيل في الخارج مثلما حدث في يناير الماضي عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني عدة صواريخ باليستية (وفق التصريحات الإيرانية) على مقرات تجسس وتجمعات لمجموعات إرهابية مناهضة لإيران في مدينة أردبيل بإقليم كردستان العراق، وهو ما أسفر عن مقتل رجل الأعمال الكردي بيشراف زيا المالك لشركتي (Falcon - Empire Group) وكان على علاقة وثيقة بالموساد وقيادة كردستان.
وتكثيف دعم الفصائل الفلسطينية عسكريًا وماليًا مما يؤدي إلى تصعيد الهجمات من قطاع غزة أو الضفة الغربية على إسرائيل، وأيضًا حرب بالوكالة عبر حزب الله اللبناني لشن هجمات على شمال إسرائيل.
وتحريك للجبهات الإقليمية الأخرى في سوريا والعراق واليمن لتكثيف الهجمات على القواعد الإسرائيلية. هذا إلى جانب شن هجمات إلكترونية واسعة النطاق ضد البنية التحتية لإسرائيل مثل شبكات الاتصال والكهرباء والأنظمة الأمنية والمالية. وأتوقع أن تستخدم إيران جميع هذه السيناريوهات معًا في ردها على إسرائيل في ضوء الاستفادة من تصعيد الحملة الدبلوماسية والإعلامية ضد إسرائيل في المحافل الدولية، بغية تأجيج الرأي العام العالمي.
وفيما يتعلق بموعد الضربة فغالبية التقديرات تشير إلى يوم الـ 12 من أغسطس وفقًا للمخابرات الأمريكية ولكني أرجح يوم الـ 13 من أغسطس وهو يوم "تشعاه بآب" وفيه يُحيي اليهود ذكرى خراب الهيكلين، وهو نفس المكان الذي يقف عليه اليوم الحرم القدسي، وكوارث أخرى في تاريخ الشعب اليهودي.
وإيران دائمًا ما تربط بين الرمزية المرتبطة بالتواريخ والأيام المهمة في تاريخها أو في تاريخ الصراع مع خصومها لتوجيه رسائل سياسية. واختيار هذا اليوم يمكن أن ينظر إليه كرسالة تحاكي الأبعاد الدينية والتاريخية حيث تحاول إيران تعزيز موقفها كمحارب ضد إسرائيل، كما أنه سيخلق تأثيرًا نفسيًا أقوى على الرأي العام الإسرائيلي والدولي.