الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"خراب الهيكل الثالث".. هل تلعب إيران على دوافع دينية يهودية لتحديد موعد الرد على إسرائيل؟.. هل تستغل طهران عقدة "نبوخذ نصر" للضرب في هذا التوقيت؟.. ونتنياهو يستعد لإندلاع حرب "يأجوج ومأجوج"

الإثنين 12/أغسطس/2024 - 03:33 م
خراب الهيكل
خراب الهيكل

دقت طبول الحرب وأصبح الشرق الأوسط على صفيح ساخن استعدادا لإندلاع حرب بين طهران وتل أبيب خلال أيام قليلة وربما ساعات وسط ترقب وتخوف كبيرين ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر.

 

ويتوقع العديد من المحللين والخبراء العسكريين توقيت الهجوم الايراني بأنه خلال هذه الأيام القليلة بينما  أعلنت الاستخبارات الاسرائيلية أن طهران ستشن هجومها قبل قمة يوم الخميس القادم ، في غضون ذلك قال العديد من الخبراء الإسرائيليين إن الحرب النفسية تشكل جزءًا من الاستراتيجية الإيرانية. 

 

وقال ديفيد مناشري، الخبير في الشؤون الإيرانية بجامعة تل أبيب : "إسرائيل ليست جيدة في لعبة الصبر مثل إيران، لذا سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت ستتحرك أولاً. من الواضح أن إيران تفوز بالحرب النفسية في الوقت الحالي".

 

ولكن من حيث المفارقات التاريخية و الصراع التاريخي بين اسرائيل وإيران  فإن اليوم الثالث عشر من  من أغسطس وهو يوم  "تشعاه بآب" وفيه يُحيي اليهود ذكرى خراب الهيكلين، قد يكون هذا اليوم الأنسب للهجوم الإيراني من حيث مرجعية  وفكر بلاد العجم .

 

حيث أن الفرس اهتموا كثيرا بالتواريخ والأرقام ، وهو ما سوف يكون له تأثير بالغ الأهمية على النفسية اليهودية الاسرائيلية .

 

عقدة نبوخذ نصر 

 

وكما قال  الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن لدى إسرائيل عقدة "نبوخذ نصر" وتتخوف دائما من "الخراب الثالث" للكيان، في إشارة إلى السبي البابلي لليهود.

 

 وقد دمر الهيكل الأول في عام  (422 ق.م) حسب التقليد اليهودي على يد جيش نبوخذ نصر الثاني ملك بابل.

 

أما تدمير الهيكل الثاني فكان أثناء الثورة الكبرى في سنة 70 م بقيادة  الجنرال تيتوس في الجيش الروماني. 

 

و بحسب المصادر العبرية فإن" تيشا بآف"  التاسع من آب هو يوم حداد للشعب اليهودي على تدمير الهيكل والكوارث التي حلت بشعب إسرائيل في المنفى الذي دام حوالي ألفي سنة .

 

كما يصوم اليهود في "تيشا بآف" وهو الأشد من الصيام الأربعة على تدمير الهيكل، و يستمر صيام  يوم "تيشـْعاه بئاڤ"  من المساء إلى مساء اليوم التالي وليس من الصباح حتى المساء.

 

وفي بداية الصوم يُقرأ سفر "مراثى ارميا" (איכה)، وتقام الصلوات في الكنيس ليلة ال "9 من آب" وأثناء صلواتهم في الكنيس تتم قراءة قصيدة مرثية واسمها: "كينوت" (קינות ).

 

أما بحال صودف يوم التاسع من آب نهار السبت آنذاك يتم تأجيل الصوم حتى يوم العاشر من آب ويبدأ عند غروب الشمس إلى مساء السبت.

 

خراب الهيكل الثالث 

 

والكيان الصهيوني يخضع لتوجيهات الحاخامات في قرارات الحرب والسلم ولو بالشكل السري انطلاقا" من رؤيتهم العقائدية والفكرية والتلمودية فهم يعلمون ويدركون جيدا" بأن العد العكسي لنهاية كيانهم قد بدأ منذ سنوات عدة و أن التخبط الذي تعيشه "إسرائيل" اليوم في أروقة ثكناتها العسكرية وفي الكابينت والكنيست ألا وهو  مؤشر ودليل قاطع على شرذمتها وانهيارها الذي اكتمل "نضوجه" في السابع من اكتوب وذلك على حد تفسير حاخامات الدولة اليهودية . 

 

حيث أن نتنياهو لا يجرؤ على اتخاذ قرارات الحروب إلا بأمر الحاخام الأكبر الذي يدرك بدوره بأن معالم الحرب الكبرى في حال خاضتها "إسرائيل" سترسم زوالها وفق الروايات التوراتية المتداولة عن خراب الهيكل  الثالث.

 

فهل يحمل العقد الثامن من عمر الدولة  الاسرائيلية نهايتها و زوالها  ، استنادًا إلى الروايات الدينية اليهودية، “العهد القديم - التناخ”، لم تستطع أي من المملكتين اليهوديتين السابقتين، “المملكة الداودية-السليمانية” و”مملكة الحشمونائيم”، تجاوز العقد الثامن من عمريهما.

 

حرب يأجوج ومأجوج 

 

وحيث أنه  وفقا  للخطاب الصهيوني، فإنّ الكيان الصهيوني هو “االهيكل الثالث”، وسبقه “البيت الأول” الذي دمّره، كما جاء في “العهد القديم/التناخ”، نبوخذ نصّر ملك بابل سنة 586 ق.م، و”البيت الثاني” الذي قضى عليه تيتوس ابن إمبراطور روما، سنة 70 ميلادية.

 

و يرى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الأسبق تامير باردو إن حكومة بنيامين نتنياهو، قد تؤدّي إلى نهاية الحلم الصهيوني بممارساتها وسياساتها المتطرفة. فقد جاء في مقالته التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، 8 سبتمبر 2023، وحملت عنوان “المتطرفون هنا يريدون حرب يأجوج ومأجوج”: “كل يوم يمرّ يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني".