شباب "سمادون" بالمنوفية يسطرون ملحمة بطولية ضد كورونا لنجدة أهالى قريتهم
الأربعاء 13/يناير/2021 - 06:11 م
أقدم شباب قرية "سمادون" بمركز أشمون محافظة المنوفية، على مبادرة إنسانية بطولية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي أودي بحياة عدد كبير من أهالي القرية، إضافة لقلة الإمكانات وعدم توفر إسطوانات الإكسجين وأيضا ضيق حال بعض الأسر ماديا .
ولمواجهة ذلك انتفض شباب قرية "سمادون" لنجدة أهالي قريتهم وإنهاء معاناتهم من تداعيات فيروس كورونا، وأيضا إنهاء حالة الخوف والقلق التي تنتاب المواطنين من أهالى القرية والتي تربط غالبيتهم علاقات أسرية وعائلية، فقاموا بتنفيذ مبادرة لجمع التبرعات من الأسر الميسورة الحال، وأقدام الجميع من أهالى القرية على المشاركة ولو بجنيه واحد فقط، لتوفير الأدوية وبرتوكولات العلاج للمرضى وتوفير كافة الاحتياجات الطبية وأجهزة الاكسجين التي يحتاجونها لمواجهة تداعيات هذا الفيروس القاتل داخل قريتهم الصغيرة.
وبالرغم من قلة الحالة المادية التي تعيشها القرية، استطاع شباب القرية أن جمع مبلغ 90 ألف جنيه، لتوفير احتياجات مرضى فيروس كورونا، وقاموا بشراء إسطوانات الأكسجين والأدوية الطبية، للمرضى الذين يتواجدون بالعزل المنزلي، حيث أن البعض منهم يعانون معاناة شديدة، ولم تتوفر لهم أماكن داخل مستشفيات العزل.
وخلال الموجة الأولى لفيروس كورونا بدأت حالات العزل المنزلي تنتشر داخل قرية "سمادون"، ولم يستطع الغالبية من الأهالي مواجهة خطورة انتشار العدوى، فظهرت بعض الحالات بالقرية وخضعوا للعزل المنزلي داخل البيوت، ووقتها قام شباب القرية أيضا بجمع مبلغ من المال من بعضهم وأصدقاءهم، واستطاعوا أن يوفروا 15 إسطوانة أكسجين لنجدة المرضى من تداعيات فيروس كورونا بالمجان.
لكن مع ازدياد حالات الاصابة بفيروس كورونا داخل القرية، شهد المرضي نقص في أسطوانات الأكسجين ولم يجد الأهالي ملجا سوي مبادرة شباب القرية، فقرر مسئول المبادرة الإنسانية الإعلان عن حملة لجمع التبرعات لتوفير الاحتياجات الطبية، ووجد استجابة كبيرة من الأهالي والعائلات القادرة ماديا أضافة لبعض المؤسسات الكبيرة كمؤسسة "البيت السعيد" بقرية سمادون والتي وفرت بمقردها 15 إسطوانة أكسجين .
واستطاع شباب المباردة الإنسانية جمع 25 إسطوانة أكسجين كبيرة، إضافة لشراء 10 إسطوانات صغيرة وأجهزة تنفس وكراسي مخصصة لكبار السن من المصابين بالفيروس وأجهزة ضغط وسكر ومستلزمات طبية أخري، ليقام على أثر ذلك وحدة طبية متكاملة داخل القرية يلجأ لها المصابون عند الحاجة، فيما توسعت الإعلانات ليتم شراء 8 أسطوانات أكسجين جديدة، إضافة إلى 13 أسطوانة أخرى لم يستطع شباب المبادرة على تحمل تكلفتها، سوي الشراء بالأجل ليتراكم الدين عليهم ويصل إلى 30 ألف جنيهًا .. لكن الأهالى الذين قدروا جهود شباب المبادرة استطاعو التكاتف وتسديد الديون بل وتوفير
فبدأ شباب القرية مناشدة أهالي القرية من جديد أنه تم توفير إسطوانات الإكسجين والاحتياجات الطبية نظرًا لزيادة الحالات، وفي أسرع وقت استجاب جميع أرجاء القرية وتم توفير الأموال والتي زادت عن 90 ألف جنيه.
فقام مسئول المبادرة بتسديد المبلغ المالي، وباقي الأموال تم شراء المنتجات الطبية، بالإضافة إلى الإسطوانات الأخرى، وتم توفير الأكسجين لجميع مرضى فيروس كورونا داخل القرية بمختلف الطبقات مجانًا، ولكن الأدوية الطبية تم توفيرها للعائلات متوسطة الحال، نظرًا لكثرة عددهم داخلها.
وفي لفتة إنسانية رائعة، نجح أهالي القرية في ضرب المثل على التعاون ومساعدة الجميع، في مكافحة فيروس كورونا المستجد ومعالجة الحالات التي ظهرت داخلها سريعًا حفاظًا على حياة أصدقاءهم وأهاليهم من الفيروس اللعين، واستطاعوا معالجة جميع الحالات وشفاء معظم الحالات، فلم يلقى غير عدد قليل للغاية حتفهم من الفيروس.
فتحت شعار "الاتحاد قو والناس للناس" .. تكاتف أهالي قرية "سمادون" بالمنوفية لمواجهة الفيروس الذي قرض سطرته على العالم، وخرج عن سيطرة البعض، ولكن تظل مصر رائدة في كل شئ.