عالم أزهرى يوضح حكم من يستهين بأمه ولا يستجيب لها
أكد الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، على دقة تعبير القرآن الكريم في مسألة حقوق الوالدين، مشيراً إلى أن القرآن يولي اهتماماً خاصاً للأم، لكنها لا تُغفل حقوق الأب أيضاً.
وأوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأثنين، أن تعبير "وبالوالدين إحسانا" في القرآن الكريم يعكس تغليب جانب الأم، نظراً لأن الأم هي التي تحمل وتلد وتربي، ما يجعل البر بها أمراً ضرورياً ومقدماً.
وقال: "القرآن الكريم يبرز هذا الجانب ليشدد على أهمية إحسان البر بالأم، لكن ذلك لا يعني تجاهل حقوق الأب. فحقوق الأب تُقدّر من خلال إنفاقه على الأسرة وتربية الأولاد."
وأضاف أن القرآن الكريم ينظم أيضاً توزيع الحقوق المالية بين الذكور والإناث في الآية الكريمة التي تقول: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ"، ما يشير إلى أن توزيع الإرث يراعي المسؤوليات المالية الملقاة على عاتق الذكور، وفي ذات الوقت، يتعين على الأبناء أن يكونوا شديدي الالتزام ببر الوالدين، خاصة الأم.
وأشار العالم الأزهري إلى قصة العابد جريج، الذي كان منشغلاً بالعبادة وتجاهل نداء أمه ثلاث مرات، ما جعلها تدعو عليه، استجابةً لدعائها، عاقبه الله رغم صلاحه، مما يدل على أهمية الاستجابة لنداء الوالدين وعدم التراخي في برهما، خصوصاً الأم التي تُحمل مسؤوليات جسام في رعاية الأسرة.
وقال: "من المهم أن نُسارع إلى تلبية نداء الأم، وألا نستهين بحقوقها أو نقلل من احترامها. كما أن ذلك يعكس القيم الإسلامية الأصيلة التي تأمر بالبر والإحسان."
وأضاف: "التوازن بين حقوق الوالدين وتقديرهما من خلال أفعالنا وتصرفاتنا هو ما يضمن لنا رضى الله، ويسهم في بناء أسر سعيدة ومجتمع متماسك."